قال نيلسون مانديلا ذات مرة:” التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم”. هذه عبارة ملهمة ولكن كيف يمكن للناس استخدام هذا السلاح وما هي المعركة التي سيستخدمونه فيها؟
البطالة هي العدو. بالنسبة للجنود الذين أنهوا تعليمهم فإن الطريقة المثلى لشحذ سيوفهم و الاستعداد للمعركة هي من خلال الابتكار والتفكير النقدي و الإبداع. حيث إن لم يفعلوا ذلك فإنهم لن يعدوا أكثر من روبوتات قادريين على تمييز الحقائق ولكن غير قادرين على استخدامها لتساعدهم للبقاء على قيد الحياة.
لقد كتب رجل الأعمال الأردني الشهيرالدكتور كامل الشاعر، مؤسس شركة دار الهندسة العالمية: ” يجب مساعدة التلاميذ منذ الصغر على اكتشاف الأفكار و تطوير عقولهم. ينبغي تشجيعهم على المناقشة و المحاورة و معرفة كيف يتم النقاش و التفكير بعقلانية. للأسف العكس هو الصحيح في الدول العربية. هذا الأمر يجب تغييره إذا أرادت الدول العربية أن تصبح جزءا من العالم الحديث “.
كيف يمكن القيام بذلك؟ هناك خمسة اقتراحات :
- ربط التعليم بالأعمال: أن تقوم المدارس والكليات و الجامعات بتخريج الطلاب بالمهارات والمعرفة و غيرها من الصفات المطلوبة من قبل القطاع الخاص. يجب أن يكون هناك حوار مكثف و فعال بين الشركات والمؤسسات التعليمية حول مضمون و أهمية المناهج الدراسية.
- تركيز التعليم على الجانب الواقعي أكثر من الجانب النظري. تعليم الشباب كيفية استخدام المعلومات بدلا من حفظها. التأكد من أن المناهج الدراسية و طرق التدريس و الامتحانات تكافىء أولئك الذين هم قادرين على التفكير بشكل خلاق وليس أولئك الذين يجيدون الحفظ عن ظهر قلب.
- إظهار أن فرص العمل في المستقبل سيتم العثور عليها من خلال الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة في القطاعات التي تزدهر و تنمو عن طريق الإبداع مثل قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة المتجددة. تسهيل حصول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على رأس المال و التمويل من خلال جعل المخاطرة أكثر قبولا و إزالة الوصمة عن الفشل.
- الاحتفال بالنجاح. هناك الكثير من الشركات الأردنية التي نجحت على الساحة العالمية من خلال الابتكار: روبيكون و التي تصنع فيلم عن كتاب بول مكارتني؛ شركة بتراء الهندسية التي صنعت نظام تكييف الهواء الجديد لمبنى امباير ستيت و الشركة الأردنية لصناعة الطباشير التي حصتها تساوي 55٪ من السوق العالمية للطباشير. هذه الشركات ينبغي أن تستخدم كأنموذج للرياديين.
- ربط كل هذه الخيوط و وضعها ضمن استراتيجية نمو متكاملة قائمة على الابتكار وتربط التمويل التعليمي والتدريب والتطوير وتوجيه السياسة نحو الوظائف المستدامة ذات القيمة العالية و التي توفير فرص دائمة للشباب الطموح.
إنجاح مثل هذه الاستراتيجية ليس بالأمر السهل. فهذا يعني تحدي سلسلة كاملة من الممارسات التقليدية والمصالح الخاصة و المفاهيم الثقافية. ذلك أيضا يعني تغيير نظام الامتحانات و جعله أكثر تركيزا على الجانب التطبيقي والمهارات العملية و تشجيع الآباء لأطفالهم بدراسة الموضوعات التي يتقنوها و التي توفر لهم فرص عمل في المستقبل بدلا من إجبارهم على مهنة من أجل سمعة الأسرة. تسخير مواهب الشخص الطبيعية هو أفضل وسيلة لتحقيق إمكاناتهم.
كانت هذه الأفكار على جدول أعمال المؤتمر السنوي الثاني للشبكة العربية للابتكار في منطقة البحر الميت قبل أسبوعين. تم انشاء هذه الشبكة من قبل الطلاب العرب في جامعة كامبردج التي هي مركز البحث و الابتكار. فهي تهدف الى أن يكون لها تأثير من خلال تمكين الشباب و تشجيع التفكير الإبداعي. كما أنها تحاول سد الفجوة بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية و القطاع الخاص من خلال جمع الناس من العالم العربي والذين لديهم رؤية مماثلة و يريد أن يفعلوا شيئا حيال ذلك.
هناك الكثير من الذخيرة في الأردن لأولئك الذين يريدون تقوية أنفسهم من أجل خوض معركة العمل: منظمات مثل مؤسسة إنجاز و مركز تطوير الأعمال و أويسيس 500 و التي استفادت جميعها من تمويل برنامج الشراكة العربية البريطاني. فهي توفر التدريب المستهدف للشباب لتسليح أنفسهم من أجل المستقبل. دعونا نأمل أن تساعد هذه الأسلحة في تغيير عالمهم.