يقول المثل الماليزي “التصفيق باليد اليمنى فقط لا يصدر أي صوت”. فعندما يتعلق الأمر بفاعليتنا خلال عملنا اليومي، كيف يمكننا التأكد من أننا نصدر أصواتا: أي تحقيق نتائج فعالة و التي تحدث فرقا؟
إحدى هذه الطرق هو العمل بشكل أفضل مع بعضنا البعض. فبناء مهارات الفريق هو جزء أساسي من إدارة أي مكتب. نقوم في عمان بتعزيز روح الفريق الواحد ولدينا لجنة مخصصة لتعزيز التعاون بين مختلف الأقسام في السفارة. ففي اليوم الذي أمضيناه خارج السفارة كان بناء مهارات الفريق هو الموضوع الرئيسي لهذا اليوم. حيث جمعنا كل الموظفين اللذين يقرب عددهم مئة شخص و قمنا بتقسيمهم الى فرق و أغلقنا السفارة.
بدأنا يومنا في حدائق الملك حسين وكانت مهمتنا الأولى هي جمع القمامة. هذا أمر مهم بحد ذاته حيث ساهمنا بالحفاظ على صحة و رفاهية المدينة التي نعيش فيها. ولكن هذا العمل شجعنا أيضا أن نعمل كفرق و كان هناك جوائز للفريق الذي يجمع أكبر عدد من القمامة .
بعد ذلك قمنا باجراء مسابقة حول متحف السيارات الملكي و متحف الأطفال و بحثنا عن الاجابات من خلال الأشياء المعروضة داخل المتاحف. هذان المتحفان رائعان وأجبرتنا المسابقة أن نتفحص الأشياء المعروضة للحصول على أدلة تساعدنا في حل الأسئلة . بعد المسابقة تجمعنا جميعا لتوزيع الجوائز و الاستمتاع بحفلة شواء.
هل استحق هذا اليوم كل هذا العناء؟ جميعنا اعتقدنا ذلك حيث كان يوما ممتعا و استطاع الموظفين من مختلف أقسام السفارة التحدث مع بعضهم البعض عن مواضيع مختلفة خارج نطاق العمل. بالنسبة لي كان أحد أهم الدروس التي تعلمتها من هذا اليوم هو أن بعض موظفي السفارة من أقسام مختلفة لا يعرفون بعضهم البعض. من المهم أن يعرف الجميع ما هو موقعهم في الصورة العامة و العمل الذي يقوم به كل شخص. لقد استطعنا كسر هذه الحواجز خلال هذا اليوم.
جزء من استفادتنا في هذا اليوم هو أنه كان يوما عمليا حيث التقى الموظفون مع بعضهم و قاموا بأعمال مشتركة حيث كانت فوائد التعاون واضحة وملموسة. فقد قمنا بالاستغناء عن نظرية الإدارة و الجلوس في دورات و كان اختيارنا بعيدا جدا عن الدورات المليئة بالمصطلحات الإدارية و الباور بوينت و رسم الرسومات البيانية .
أظهر النهج العملي أن التعاون الجيد لا يتعلق فقط بلقاء الزملاء الآخرين و إنما بالاستماع واحترام آراء الآخرين وتبادل المعرفة و المعلومات ومساعدة بعضهم البعض في تحقيق مجموعة من الأهداف المشتركة. و هو أيضا عبارة عن تفويض وتمكين الأشخاص وليس دفع جميع القرارات إلى الأعلى بالإضافة الى كسر الحواجز بين الناس والأقسام – وليس التقسيم . هذه الأساليب تؤدي إلى نتائج أفضل و تساعد على تقريب فرقنا نحو هدف التفوق.
وكان التركيز على التميز أيضا موضوع حدث نظمه مركز الملك عبد الله للتميز للقطاع العام الأردني هذا الشهر. فعلى جميع الإدارات العامة أن يبذلوا جهود مستمرة لتحسين طريقة خدمة الزبائن.
هدفنا هو بناء روح الفريق الجماعية و تشجيع التعاون و بهذه الطريقة يمكننا أن نصبح أفضل كسفارة و كموظفين. و هذا يضمن أيضا أن تعرف اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى، فمعا يمكن لكلا اليدين أن تصدران صوتا.