فاز الأسبوع الماضي فريق “النشامى” الوطني الأردني لكرة القدم على أوزبكستان في ركلة جزاء ترجيحية التي جعلت الفريق أقرب من التأهل لنهائيات كأس العالم في البرازيل العام المقبل. كان فوزا عظيما و اندلعت عمان بالاحتفالات حيث كان المشجعين المتحمسين يتجولون بسياراتهم يطلقون الزمامير و يلوحون بالاعلام . للأسف، أطلق بعض المشجعين النار في الهواء مما أدى الى إصابة ثلاثة اشخاص.
اطلاق النار احتفالا بمناسبات معينة هو أمر شائع في أجزاء كثيرة من العالم مثل الشرق الأوسط وأفغانستان وأجزاء من أمريكا اللاتينية. لكنه أمر خطير و الحقيقة الواضحة هي أن الرصاص يخضع لقانون الجاذبية، أي إذا أطلق الرصاص في الهواء فلا بد له من أن يسقط على الأرض. كان خطر إطلاق الرصاص في الهواء أقل عندما كانت الكثافة السكانية منخفضة في العديد من الأماكن حيث كانوا أكثر عرضة للوقوع في الأراض الفارغة و غير المأهولة. أما الآن و عندما يطلق الناس النار في الهواء أثناء حفل زفاف او ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات أو عن نتائج امتحانات التوجيهي فهناك خطر أكبر بكثير بأن يتعرض الناس للاذى أو القتل.
هناك الكثير من الأمثلة على ذلك، ففي بورتوريكو يقتل شخصين كل سنة بسبب تساقط الاعيرة النارية أثناء الإحتفال بالعام الجديد. أيضا في الكويت عام 1991 قتل 20 شخص برصاص الاحتفال بمناسبة انتهاء احتلال العراق. أما في عام 2012 فقد قتل 23 شخص صعقا بالكهرباء في المملكة العربية السعودية عندما سقطت كابلات كهربائية على الناس بسبب إطلاق أعيرة نارية في الهواء.
بصرف النظر عن الخسائر البشرية، تسبب الأعيرة النارية إصابات وأضرار في الممتلكات عندما اختراقها النوافذ والأسقف. فنحن أحد الأشخاص الذين وجدنا قطعة من رصاصة أطلقت في الهواء و انغرست في جدار شرفتنا و التكلفة التي ممكن أن يسببها مثل هذا الضرر من الصعب جدا حسابها.
بالطبع هناك العديد من البلدان التي تعتبر امتلاك السلاح جزء من ثقافتها. ففي الأماكن التي ينعدم فيها القانون كان امتلاك السلاح أمر ضروري كوسيلة لحماية النفس. فقد جعلت هذه الثقافة الناس يشعرون بأنه يجب عليهم اقتناء السلاح لحماية أنفسهم حتى في أجزاء مستقرة و آمنة من العالم. كما ولدت هذه التقاليد الشعور بأن امتلاك السلاح هو حق مطلق و حتى ” حق من حقوق الإنسان “. هذه الطريقة بالتفكير تتجاهل أكثر حقوق الإنسان أهمية و هو الحق في الحياة.
الحقيقة البسيطة هي أن السلاح يقتل . بعض الناس يقولون أن الأسلحة لا تقتل وإنما الإنسان هو الذي يقتل. هذا الإعتقاد يتنافى مع حقيقة أن السلاح يعطي الأشخاص السيئين أداة ليعيثوا الفساد. حالات المذابح الرهيبة ضد المدنيين الأبرياء كثيرة مثل: مذبحة دانبلين عام 1996 عندما قتل 16 طفلا ومعلم في صفوفهم، مدرسة كولومبين الثانوية عام 1999 حيث قتل 12 طالب، والمجزرة الرهيبة التي أدت الى قتل 69 طلاب على جزيرة في النرويج في عام 2011. و حتى هذا الأسبوع فقد رأينا حادثة مماثلة أودت بحياة 12 شخص في ساحة البحرية في واشنطن. للأسف هذه الأمثلة بعيدة كل البعد عن التجاهل.
السلاح هو رمز لفشل الإنسان. فهو ليس دليل على القوة وإنما على الضعف و علينا أن نسعى للحد من استخدامه.
و كما قال المؤلف سي إس لويس: ” سقوط الرجل لا يعني أنه مجرد مخلوق ناقص يحتاج إلى تحسين: فهو متمرد و عليه أن يلقي بسلاحه.”