This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

21 August 2013

يوم الإنسانية العالمي

كان يوم الاثنين الموافق 19 آب هو يوم الإنسانية العالمي. و هناك العديد من الأيام و المناسبات الدولية  المهمة التي نشهدها على مدار السنة لكن لا توجد مناسبات ذات صلة.  فأهمية هذا العام أكثر من هذه المناسبة نظرا لأزمة اللاجئين الناجمة عن العنف المأساوي في سورية.

هناك الآن ما يقارب 2 مليون سوري  أو ما يشكل قرابة 10٪ من السكان، متواجدين في بلدان مجاورة لا سيما في الأردن ولبنان وتركيا والعراق. كما أن هناك أكثر من 20 ألف سوري فروا إلى العراق خلال الأيام القليلة الماضية. وفي بدايات هذا العام كان يعبر الحدود الأردنية ما بين 2000 الى 3000 لاجىء سوري يوميا كما أجبر ستة ملايين سوري داخل سورية على ترك منازلهم. يحتاج معظم هؤلاء الناس إلى المساعدة لتوفير الغذاء لعائلاتهم في حين كانت تعد سوريا هي “سلة طعام” المنطقة. 

لقد شهدت تأثير تدفق اللاجئين في بداية الأزمة. فعندما قمت بزيارتي الأولى لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في تموز الماضي لم يكن هناك سوى عدد قليل من الخيام في منطقة حارة و مغبرة. أما عندما زرت المخيم يوم أمس فقد رأيت المكان أشبه بالمدينة الكبيرة التي يسكنها أكثر من 120,000 شخص. فهناك مدرسة وعيادات وشارع رئيسي حيوي يتم فيه المتاجرة و شراء الفواكه و الخضروات والملابس وحتى الأرجيلة. لقد أصبح مخيم الزعتري يعد واحد من أكبر “البلدات” في الأردن.

مخيم الزعتري للاجئيين السوريين
مخيم الزعتري للاجئيين السوريين

منذ بداية الأزمة كان هؤلاء السوريون يصرخون طلبا للمساعدة لتأمينهم بالمأوى والغذاء والدواء. فقد اضطرالمجتمع الدولي لتقديم المساعدة ليس فقط للاجئين و إنما أيضا للحكومة الأردنية والمجتمعات المضيفة التي فتحت أبوابها بسخاء للمحتاجين. فمساعدة الفقراء والمحتاجين هي أحد الإختبارات الحقيقية للعالم المتحضر.

اللاجئين أيضا يكافحون من أجل كرامتهم. فالعديد من العائلات تقوم برعايتها نساء لأن رب الأسرة مثل الأب أو الزوج إما بقي هناك ليحارب أو تم قتله. و بالتالي أصبحت حماية النساء والأطفال عاملا محفزا رئيسيا لكل من الأمهات والأمم المتحدة. فتوفير التعليم وأماكن للأطفال، مثل “مناطق صديقة للأطفال” و التي نظمتها هيئة إنقاذ الطفولة، هي أيضا جزء مهم من الخدمات المقدمة في المخيم.

مخيم الزعتري للاجئيين السوريين
مخيم الزعتري للاجئيين السوريين

ولكن يجب علينا ألا ننسى الحاجة الإنسانية الأكبر. فإن أكثر من ثلثي اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون في قلب المجتمع وليس في المخيم. هم أيضا بحاجة إلى أمكان للعيش وطريقة لتوفير الغذاء و الماء لأسرهم. لقد كافحت العديد من المدن في شمال الأردن لمواجهة هذا الموقف و من واجبنا مساعدة تلك المجتمعات المضيفة أيضا.

بالطبع نحن بحاجة أيضا لمعالجة سبب الأزمة. فإنه لأمر مأساوي أن ما بدأ قبل عامين على أنه احتجاج شعبي في سوريا أصبح الآن حرب بالوكالة. فالحل السياسي الذي يريد سوريا ديمقراطية جديدة لا يزال يمثل كأولوية.

كانت المملكة المتحدة لاعبا رئيسيا في الاستجابة الدولية جنبا إلى جنب مع غيرها من الجهات المانحة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. فالمساعدات الإنسانية المالية التي قدمتها المملكة المتحدة تصل إلى 348 مليون جنيه استرليني وهي أكبر استجابة للمملكة المتحدة لأي أزمة إنسانية على الإطلاق.

مخيم الزعتري للاجئيين السوريين
مخيم الزعتري للاجئيين السوريين

و إذا نظرنا على نطاق أوسع، فقد كان الأردن على مدى التاريخ ملاذا للاجئين من كل من فلسطين ولبنان والعراق. و لهذا فإن المملكة المتحدة عازمة و ملتزمة أيضا لمساعدة وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا) التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين لتصل قيمة مساعداتها إلى 166 مليون دولار لفترة الأربع أعوام الحالية.

لا يمكن أن يتم تنفيذ أي شيء من هذا العمل الإنساني هنا و لا في البلدان أخرى من دون فرق من العامليين الدوليين والمحلييين الذين يساعدون في تنظيم المخيمات ومساعدة اللاجئين خارج المخيمات. لقد شاهدت منظمات عديدة للأمم المتحدة مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤؤون اللاجئين واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يرتفعون إلى مستوى التحدي الهائل من توفير السكن والتغذية ورعاية المحتاجين. ولقد رأيت نظرائهم الأردنيين وخاصة القوات المسلحة الأردنية و كيف أصبحوا جزءا حيويا من هذا الجهد.

و في يوم الإنسانية العالمي ينبغي أن نرفع قبعاتنا و نحيي هؤلاء الناس.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.