“أيمكنك مشاركة مدونتي بتغريدة من فضلك ؟” هل قلت هذه الجملة حقا لأحد موظفيني؟ ما هذه اللغة الجديدة التي أستخدمها؟ قبل 20 سنة لم يكن أحد يعرف أبدا معنى كلمة “تغريدة” و “مدونة”.
لقد بدأت باستخدام تويتر منذ سنتين حيث يمكن لهذا الأمر أن يصبح معديا ولكن هل هو مفيد؟ هل يتوجب على الدبلوماسيين التخلي عن أقلام الريشة و كلماتهم الأنيقة من أجل التقيد ب 140 حرف؟
الحقيقة هي أنه علينا أن نلعب هذه اللعبة الجديدة. فأساليب الاتصالات القديمة لم تعد تجدي نفعا. فالنشرات الصحفية والمقابلات المنظمة وحتى المقالات الرسمية لم تعد تؤثر بالشكل المطلوب و كما كانت عليه سابقا. و وسائل الاعلام الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر والمدونات هي الآن الوسائل الأكثر فعالية للتواصل.
بعض الأنظمة القديمة ما زالت صالحة و أحد هذه الأنظمة البسيطة هي تشكيل رسائلك و جعلها مناسبة لجمهورك. ولكن عليك إعادة و تكرار هذه الرسائل لكي يتم سماعها. يمكن للمقابلات التلفزيونية و الإذاعية و الصحيفة أن تكون مناسبة ولكن لا يمكنك القيام بها كل يوم. أما من خلال تويتر و الفيسبوك يمكن أن يسمعك الناس بشكل أكبر و يمكنك أيضا بناء مجموعة متتابعة من الرسائل المهمة على مر الزمن.
هناك حقيقة أخرى هي أن كثرة المعلومات يمكن أن تؤدي الى عدم اهتمام الناس و ايجاد الوقت لقراءة المقالات الطويلة و المعقدة أصبح شيئا نادرا. أما التغريدات و الرسائل القصيرة على الفيسبوك يمكنها أن تقوم بتأثير فوري.
استخدام تويتر أيضا يعطيك فرصة للحصول على المعلومات بالوقت المحدد. فقد كان تويتر في أحداث ميدان التحرير و مؤخرا في اسطنبول أداة قوية في أيدي المتظاهرين. فأفالأشخاص الذين كانوا مهتمين بمتابعة آخر الأحداث و المستجدات كان لديهم مقياس مفيد لمعرفة رأي الشارع.
لكن هناك مخاطر و كما هو الحال مع أي دبلوماسي علينا تجنب أن نكون جزءا من القصة. فليس هناك شيء اسمه “رأي شخصي”. فأي شيء تقوله يمكن أن يسجيل ويمكن أيضا أن يستخدم ضدك و ضد الحكومة التي تمثلها. فقد تعرضت العديد من السفارات لانتقادات عندما لم يعجب الحكومة المضيفة لهم ما يقولونه في وسائل الإعلام الاجتماعية. تماما كما خسرت العديد من الشركات التجارية مبيعات عندما حاولوا استغلال الكوارث لترويج مبيعاتهم مثل الشركة التي استغلت إعصار ساندي للترويج لمنتجاتها.
و كشخص مسؤول و مستخدم على تويتر عليك تجنب تكرار الجمل الرسمية. الانخراط في الحوار أمر مهم جدا وينبغي أن يكون الوضع الافتراضي هو التفاعل وليس فقط نقل المعلومات. هذا كان الدافع وراء الجلسة الحوارية التي قمت بها على تويتر بداية هذا الشهر حيث قمت بالإجابة على أسئلة حول دعم المملكة المتحدة للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل في الأردن. لقد أجبت على 27 سؤال خلال ساعة غطت مواضيع مثل السياحة والتعليم والمشاريع في المحافظات.
و كما هو الحال في جميع وسائل الاتصال يجب أن يكون صوتك صادق و حقيقي. فالتعبير عن نفسك في 140 حرف يعني أن النمط عليه أن يكون خام ولكن مؤثر. والعثور على النمط و اللهجة المناسبان أمر صعب وما إن شعر متتبعيك أن كلامك غير صادق و حقيقي فهذا يعني أنك خسرتهم. و في بعض الأحيان تساعد إضافة لمسة من الفكاهة أو صورة على إظهار أن هناك شخص حقيقي وراء التغريدات.
إذا قرأت هذه المدونة في الجريدة أو على أحد المواقع الإلكترونية أو على الفيسبوك أو تويتر فإن ملاحظاتك مرحب بها دائما على: PeterMillett1@.