عندما يفكر الناس من خارج الأردن باللاجئين السوريين الذين دخلوا البلاد خلال السنتين الماضيتين أول شيء يخطر لهم هو مخيم الزعتري. فقد رأوا هذا المخيم في نشرات الأخبار ومن خلال زيارات العديد من المسؤولين لهذا المخيم. و الأخبار التي تحمل عناوين مثل “أعداد قياسية من السوريين تصل الى مخيم الزعتري” تعزز الاعتقاد بأن الزعتري هو المشكلة الأكبر.
إن أزمة اللاجئين في الأردن ليست فقط في مخيم الزعتري. قد يكون هذا المخيم أكبر مخيم و يقطنه أكثر من 100 ألف لاجئ ولكن هذا العدد هو فقط حوالي 20٪ من السوريين الذين لجؤوا الى الأردن. فهناك أكثر من 350 ألف سوري يعيشون في المجتمع الأردني منهم من يعيش عند عائلات أردنية أو في بيوت مستأجرة في مدن مثل المفرق والرمثا وإربد.
دائما ما يقال أن حسن الضيافة والكرم الأردني معروفان عالميا، أو أن الأردن أصبح معتادا على استقبال اللاجئين. قد يكون ذلك صحيحا ولكن هذا لا يجعل التأقلم مع هذا التدفق من الناس أسهل خاصة في وقت تواجه فيه البلاد العديد من المشاكل الاقتصادية. فأعداد اللاجئين هائلة ومعظمهم من النساء والأطفال الفارين من عنف ووحشية الحرب الأهلية و الساعين وراء المأوى والطعام والكرامة بالعناية بعائلاتهم.
يأمل جميع اللاجئين في العودة إلى ديارهم وعلى العالم أن يدعم هذا الأمل. ولكن على العالم أيضا أن يقدم المساعدة و الدعم للمجتمعات المحلية الأردنية من أجل التعامل مع مشكلة السوريين الذين يعيشون في المجتمعات المحلية. فالعبء الذي ولدته هذه الأزمة على المدارس والمستشفيات والبلديات والموارد المائية والبيئة عبء هائل.
قام الوزير البريطاني لشؤون منطقة الشرق الأوسط أليستر بيرت الأسبوع الماضي بزيارة الى شمال الأردن. لم نذهب إلى مخيم الزعتري إنما قمنا بالتركيزعلى منطقة جابر والمفرق واربد. رأينا في جابر محطة لضخ المياه التي أسست من قبل اليونيسيف ومؤسسة ميرسي كوربس وبتمويل من المملكة المتحدة و التي تزيد من إمدادات المياه إلى المفرق. هذا المشروع يستفيد منه جميع الناس الذين يعيشون في المفرق، أي كل من السوريين والأردنيين.
قمنا أيضا خلال زيارة الوزير بحضور اجتماع في غرفة صناعة اربد و قابلنا عدد من النواب و قادة من المجتمع ورجال أعمال. لقد وصفوا لنا تأثير أزمة اللاجئين السوريين على فرص العمل وزيادة إيجارات البيوت بالإضافة الى النقص الذي ولدته هذه الأزمة في المياه مما سيؤدي الى فصل صيف حار جدا. كان هدف الوزير كسياسي أن يرى بنفسه كيف تتعامل المجتمعات المحلية مع هذه الأوضاع وكيف يمكن لنا تقديم المساعدة.
الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الغير حكومية نشطة جدا في هذه البلدات والمجتمعات و تقدم المساعدة و الدعم للاجئين و تسعى الى إحداث تحسينات يستفيد منها الأردنيين أيضا مثل تحسين إمدادات المياه و المدارس والمستشفيات. فعلى سبيل المثال قمنا بالتبرع بعدد من المركبات لتوزيع المياه وجمع القمامة و قدمنا آلة حفر لسلطة مياه المفرق من أجل تحسين الخدمات التي تقدمها لجميع المواطنين. كما أن العيادة الطبية التي نمولها في الرمثا تقدم رعاية صحية أفضل للأردنيين و السوريين.
يجب على هذا العمل أن يستمر و للأسف لا يمكننا رؤية نهاية قريبة للأزمة السورية. على المجتمع الدولي أن يلتزم بتوفير الدعم المالي لمساعدة الأردن على التعامل مع الأعداد الكبيرة من السوريين الذين يعيشون في المخيمات و في المجتمعات المحلية، والمملكة المتحدة ملتزمة بمواصلة تقديم هذا الدعم.