Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

سوريا: الارتقاء إلى المستوى المطلوب

Zaatari Camp for Syrian Refugees

Zaatari Camp for Syrian Refugees

وصل تدفق اللاجئين السوريين للأردن الآن الى مرحلة الأزمة. فمنذ حوالي 18 شهر كانت الأعداد قليلة و الآن أصبح التدفق كالفيضان. قبل بضعة أسابيع صرحت الأمم المتحدة عن دخول ما بين 300 الى 400 لاجىء جديد كل ليلة أما الآن أصبح عدد اللاجئين ما بين 3000 الى 4000 في معظم الليالي.

هذه الأرقام حقيقية و مثل كل الإحصاءات فهي تخفي واقع المآسي الإنسانية العديدة والمعاناة الشخصية. فأثناء زيارتنا لمخيم الزعتري للاجئين السوريين هذا الأسبوع التقينا بامرأة من مدينة حمص و التي قضت شهرين لوصول منطقة الجنوب مع أسرتها الصغيرة حتى وصلت إلى الأردن وقالت أنها لا تعلم شيء عن بقية عائلتها.

مخيم الزعتري للاجئين السوريين

التقينا اللاجئين الجدد الذين غادروا قراهم بالقرب من مدينة درعا الواقعة مباشرة على الحدود و الذين قاموا بالمشي خلال ساعات الليل واستطاعوا الهروب من دوريات الجيش السوري. و في كل هذه الحالات، جميعهم اخبرونا كيف تعرضت مدنهم وقراهم للقصف من قبل طائرات الهليكوبتر و الدبابات والمدفعيات.

نتيجة للتدفقات الجديدة أصبح مخيم الزعتري كالمدينة الصغيرة. فعندما قمت بزيارة المخيم أول مرة في تموز العام الماضي كان عبارة عن مكان شديد الحرارة و مغبر مع بعض الصفوف من الخيام و مستودع أغذية. أما الآن فقد أصبح مكان واسع المساحة يقطنه أكثر من 65 ألف شخص فيه العديد من المباني و مدرسة ومستشفيات وأماكن للطهي و الغسيل.

أحد أكبر التغييرات هو أن الطريق الرئيسي داخل المخيم أصبح شارع مليء بمحلات بيع المواد الغذائية والملابس بالإضافة إلى محلات الحلاقة و التبغ و بيع بطاقات الهواتف النقالة، فالمشاريع الخاصة تزدهر في المنطقة.

العبء على الأردن كبير من حيث توفير المساكن والرعاية للاجئين. فالكرم الأردني معروف كما هو معروف أيضا تاريخ الأردن باستضافة لاجئين من قبل. لهذا قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بزيارة الأردن في تشرين أول الماضي و قامت وزيرة التنمية الدولية جوستين غرينينغ بزيارة الأردن الأسبوع الماضي.

وزيرة التنمية الدولية جوستين غرينينغ أثناء زيارتها لمخيم الزعتري

بالإضافة الى زيارة مخيم الزعتري، قامت الوزيرة غرينينغ بزيارة مدينة المفرق لتفقد مشروع لتحسين إمدادات المياه تموله المملكة المتحدة و تنفذه اليونيسيف والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هذه الزيارة تدل على أن المانحين الدوليين لا يركزون فقط على مخيم الزعتري ولكنهم يدركون أيضا العبء على المجتمع الأردني الذي يعيش فيه العديد من اللاجئين.

ما هو الحل؟
أفضل إجابة هي رحيل بشار الأسد والانتقال إلى حكومة ديمقراطية تعددية جديدة. هذا هو هدفنا السياسي و لكننا بحاجة أيضا الى الاستجابة الى الأزمة الإنسانية. حتى الآن قدمت المملكة المتحدة 140 مليون دولار لمساعدة السوريين معظمه لدعم اللاجئين في الأردن و لكن ينبغي القيام بأكثر من ذلك.

سيترأس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مؤتمر دولي للمانحين في محاولة لتأمين المزيد من الدعم المادي للاجئين السوريين. و على جميع الجهات المانحة الارتقاء إلى المستوى المطلوب والالتزام بتقديم الدعم المادي على مدى طويل لما سببته وحشية الأسد من عواقب إنسانية.

Exit mobile version