16 January 2013
هل يمكن لدول مجموعة الثماني أن تكون عظيمة؟
تستخدم في هذه الأيام اختزالات في كتابة الرسائل القصيرة على الهاتف النقالة كلمة “GR8” لتعني “عظيم”. فلفظ هذه الكلمة يشبه “G8” و هي كلمة يراها الكثير من الناس في الصحف والمواقع الكترونية. و هناك أيضا موقع الكتروني عنوانه: G8@ وعنوان مماثل على تويتر. G8 يشكل الآن جزء ليس بقليل من عملي اليومي. و لكن ما الذي يحدث؟
تتولى المملكة المتحدة هذا العام رئاسة دول مجموعة الثماني (G8). لذلك ستنظم لندن العديد من الاجتماعات الدولية وستستخدم المصطلحات الدبلوماسية مثل “قمة”، و “شيربا” و “حل المواضيع الحساسة “. سيعتقد الكثير من الناس أن هذا أمر غير مهم و مجرد هبات من الهواء الساخن ولكنهم مخطؤون. فهذا العمل يطرح أسئلة كثيرة و يمس و مواضيع لها أثر على حياة الكثير من الناس.
ولكن أولا ما هي دول مجموعة الثماني؟ هي مجموعة تضم أكبر الاقتصادات انفتاحا في العالم: الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، كندا، روسيا والمملكة المتحدة. و الاتحاد الأوروبي أيضا يحضرهذه الاجتماعات. فحكومات هذه البلدان تجتمع على مختلف المستويات انتهاءا “بقمة” سنوية تكون اجتماع لرؤساء الحكومات. و هذه الاجتماعات تنظم من قبل مسؤولي “الشيربا” الذي اطلق عليهم هذا الإسم نسبة الى الأدلة النيباليين الذين كانوا يقودون المتسلقين وصولا الى قمم جبال الهيمالايا.
هذه الدول تشكل معا نسبة كبيرة من النشاط الاقتصادي العالمي. و كل ما يتحدثون عنه ينعكس على أي شخص يبحث عن وظيفة ويحاول إطعام عائلته. فهم ينظرون الى كيفية زيادة التجارة والتأكد من أن الدول يمكنها أن تنمو وجذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل. فقراراتهم تؤثر علينا جميعا.
ستبحث المملكة المتحدة خلال رئاستها العام المقبل لدول مجموعة الثماني عن سبل لمعالجة الفقر و زيادة الرخاء. والموضوعات الرئيسية التي سنركز عليها ستكون الاقتصادات و المجتمعات المفتوحة والنمو الشامل. و مرة أخرى سيكون هناك خطر الانزلاق في اللغة والمصطلحات التي لا تعني الكثير للأشخاص العاديين. فكيف يمكن لهذه العبارات أن تكون مهمة للناس العاديين الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم؟
هدفنا هو إحداث تغيير عن طريق إطلاق العنان لقوة القطاع الخاص. توفر فرص العمل سيأتي من خلال أعمال تجارية في القطاع الخاص و التي ستوفر فرص عمل تنتج ثروة دائمة وتحد من الفقر. فالقطاع العام، أي الوظائف الحكومية والخدمات العامة مهمة و لكنها غالبا ما تستهلك أموال الذين يدفعون الضرائب و لذلك فإن زيادتهم تعني زيادة الضرائب.
إطلاق العنان للقطاع الخاص يعني زيادة التجارة بين البلدان و جعلها أسهل وأرخص بالنسبة للمستهلكين لشراء احتياجاتهم. كما يعني الحد من الفساد و وقف الكم الهائل من الثروة المقدرة ما بين 20-40 مليار دولار والتي يتم سرقتها من قبل النخب الفاسدة في الدول النامية الغنية بالمعادن و المصادر الطبيعية. وهذا أيضا يعني تعزيز نهج جديد في التنمية من خلال دعم الازدهار والنمو الجميع: سيادة القانون وغياب الصراع والتعليم النوعي والرعاية الصحية الجيدة.
هذا البرنامج له صلة مباشرة مع الأردن ضمن إطار شراكة دوفيل لدول مجموعة الثماني حيث هناك مواضيع مماثلة يمكن أن تدعم النمو وخاصة الحاجة لدعم قطاع خاص نشط وتوفير الفرص للنساء والشباب. فقد وضعت دول مجموعة الثماني صندوق قيمته 250 مليون دولار يدعى صندوق الانتقال لتوفير المساعدة التقنية من أجل جعل الحكومات أكثر فعالية. المملكة المتحدة والأردن لديهم مسؤولية مشتركة في إدارة هذه المبادرة هذا العام.
هناك مجال آخر من مجالات العمل و هو من خلال البنك الأوروبي للتعمير والتنمية وهو مؤسسة قامت بعمل ممتاز في تحديث اقتصادات أوروبا الشرقية و هو الآن يوسع أنشطته الاستثمارية في الشرق الأوسط بما في ذلك الأردن.
سيتم طرح جميع هذه القضايا في اجتماع القمة في أيرلندا الشمالية في حزيران المقبل. نعم سيكون هناك بلاغات وبيانات رسمية ومؤتمرات صحفية مليئة بالكلمات جميلة المعنى و الوقع. ولكن ينبغي علينا جميعا أن نأخذ بعين الإعتبار أن الهدف من ذلك هوبعث الحياة في اقتصادات العالم و المساعدة في تحسين أوضاع الجميع. لن يكون هذا بالأمرالسهل ولكن بذل الجهد هو في غاية الاهمية. و يمكنكم في نهاية السنة الحكم على ما إذا كانت دول مجموعة الثماني (G8) حقا عظيمة أم لا.