شعر علاء السلال بالإحباط عندما اكتشف انه لا يستطيع شراء الكتب العربية عن طريق موقع أمازون الإلكتروني. و لكن ذلك لم يجعله يستسلم و قرر إنشاء نسخة عربية من هذا الموقع. لقد عمل هذا الشاب القادم من منطقة جبل النظيف على تأسيس شركة جديدة اسمها “جملون” و بدعم قوي من عائلته. و الشركة عبارة عن موقع إلكتروني لمكتبة لديها الآن أكثر من 9 ملايين كتاب للبيع باللغتين العربية والإنجليزية.
لجأ علاء إلى شركة أويسيس، شركة تهدف إلى دعم الرياديين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، لمساعدته في تطوير مهاراته في إدارة الشركة و لتأمين الاستثمار اللازم. و من خلال مساعدة أويسيس 500 استطاع علاء تأمين أكثر من 400,000 دولار حتى الآن. كما انه حاليا يتوقع استثمارات إضافية لمساعدته على التوسع في منطقة الخليج العربي.
http://www.youtube.com/watch?v=yT5dbEL280c
لقد كانت السفارة البريطانية داعم أساسي لأويسيس 500 عن طريق تمويل سلسلة من معسكرات التدريب لأصحاب الأفكار والمشاريع المتميزة في عمان واربد. كما أننا سنقوم بتمويل دورات تدريبية أخرى في العام المقبل. يفاجئ البعض من أننا نقوم بتمويل مثل هذه الأنشطة و يتساءلون عن سبب مساعدة الحكومة البريطاني في تدريب أصحاب الأفكار و المشاريع في الأردن؟
دعمنا لأويسيس 500 هو جزء من برنامج صندوق الشراكة العربية و الذي احتفل الأسبوع الماضي بعامه الثاني من النشاطات الحافلة. و الدافع هنا بسيط: الشعب في هذه المنطقة بحاجة للكرامة من أجل توفير الطعام لأسرهم و للمشاركة في صنع القرار. و هذا نفسه ما دفع التونسي محمد بوعزيزي قبل عامين. فإذا استطاعت السفارة البريطانية أن تساعد بعض الناس على اكتساب المهارات و المعرفة و الاستثمار لخلق فرص عمل سيكون ذلك أمرا جيدا لاستقرار المنطقة.
توفر الفرص هو أساس كل ذلك. فإذا توفرت الفرص للناس فإنهم سيخلقون المزيد من الفرص لغيرهم. و هذه الفرص يجب أن تكون في القطاع الخاص حيث يمكن أن تستغل الأردن نقاط قوتها من خلال إنشاء و توسيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة و استخدام معرفة الأردن للغتين الإنجليزية والعربية. فالعديد من الشركات الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتي تدعمها أويسيس 500 تستغل هذه النقطة مثل شوب جو (ShopGo)، موقع يسهل العمليات الشرائية عبر الانترنت، أو إعزف (I3zif)، وهو موقع يقدم دروس في العزف و الموسيقى. فقد استطاعت هاتين الشركتين من خلال معسكرات التدريب الممولة من المملكة المتحدة في بداية هذا العام أن تؤمنان استثمارات بقيمة 400,000 دولار.
نحن سعداء بالاحتفال بهذا النجاح بينما يسير برنامج الشراكة العربية قدما في عامه الثالث. فقد تم تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه إسترليني للمشاريع القائمة في جميع أنحاء المنطقة مع إعطاء الأولوية للأردن و المغرب وتونس وليبيا ومصر. والهدف من ذلك هو مساعدة الناس للوصول إلى أهدافهم و تحسين حياتهم و أن يسمع صوتهم. و من خلال العمل مع الشركاء المحليين نستطيع المساعدة في خلق مجتمعات أكثر انفتاحا و مسؤولية و محاولة التغلب على العديد من التحديات التي تواجه المنطقة. نحن نعمل في الأردن مع مجموعة من الشركاء المحليين في مجالات المشاركة السياسية وإمكانية توظيف الشباب والاستثمار الاقتصادي.
وهناك مشروع آخر يهدف إلى تشجيع الشباب الأردني على المشاركة السياسية الفعالة بالتعاون مع المركز الوطني للثقافة والفنون لإعطاء الطلاب المهارات اللازمة للعمل من أجل التغيير في مجتمعاتهم.
و أثناء القيام بذلك علينا أن نعلم أنه لا يوجد نموذج معين للنجاح. فكل بلد لها ما يميزها والحلول المقدمة في كل بلد يجب أن تحترم ثقافة تلك البلد والتقاليد السياسية و نقاط القوة الاقتصادية. ولكن يبقى الهدف الرئيسي نفسه: إعطاء الأشخاص مثل علاء الفرصة للمشاركة و النجاح و الازدهار بكرامة.