24 October 2012
كن فخورا وخذ القمامة معك للمنزل!
شهدت عمان الأسبوع الماضي حملة لتنظيف الشوارع. فقد قامت فرق من المتطوعين بتكنيس الشوارع و إزالة أطنان من القمامة. يا لها من حملة عظيمة! ولكن … ماذا عن بقية الأردن؟
فالزوار يتحدثون دائما عن جمال البلد و وجود أماكن مدهشة تدعوا للإستمتاع بزيارتها. ولكن في كثير من الأحيان هناك أيضا شعور بخيبة الأمل. فقد قال أحد ضيوفنا هذا الاسبوع: “لماذا لا يمكنهم تنظيف المكان؟”
هذا الانطباع ليس جيدا لقطاع السياحية.حيث سيعود المسافرين إلى ديارهم مع ذكريات وصور رائعة للبتراء وجرش والبحر الميت. ولكنهم سيتذكرون أيضا وادي “الزجاجات البلاستيكية” وقصر “الأكياس البلاستيكية”. إن هذا فعالا لأمر محزن. وهذا قد يمنعهم أيضا من تشجيع أصدقائهم لزيارة الأردن.
فالتأثير الاقتصادي لهذه المشكلة هو أمر مهم للغاية. قال لي رجل أعمال بريطاني، و التي استثمرت شركته أكثر من 10 مليون دولار في مصانع في الزرقاء، كم هو منزعج من القمامة المصطفة على الشوارع. ففي الأسواق التنافسية للاستثمار تؤثر هذه الانطباعات سلبا على قرارات الاستثمار.
لقد رأينا أمثلة كثيرة خلال رحلاتنا الخاصة في أنحاء البلاد. ففي العام الماضي و أثناء رحلة تسلق في وادي حمارة بالقرب من البحر الميت، قضينا أول 100 متر نتسلق فوق القمامة. و في زيارة قمنا بها مؤخرا لبيلا (طبقة فحل) وجدنا الطرق وصولا الى وادي الاردن مليئة ببقايا الطعام وحفاضات الأطفال. وأيضا خلال تنزهنا في التلال الخضراء بالقرب من عجلون وجدنا أكوام من القمامة محيطة بسلة قمامة فارغة. للأسف هذه التجارب ليست فريدة من نوعها.
بالطبع بريطانيا بعيدة عن الكمال وأنا غالبا ما أصادف علب الوجبات السريعة والسجائر في شوارع لندن. ولكن في كل من بريطانيا والأردن هناك سبل متوفرة لحل هذه المشكلة. و هناك أيضا مردود اقتصادي لمعالجة هذه المشكلة.
تنظيف الشوارع هو البداية تماما كما رأينا في عمان الأسبوع الماضي. لكن على التصرفات أيضا أن تغيير لضمان أن لا يتم استبدال أسبوع واحد من التنظيف بأسبوع آخر من القمامة. و الوعي لمزايا الحفاظ على بيئة نظيفة يجب أن يبدأ من المدارس ويمكن أيضا إطلاق حملات لتشجيع الناس على عدم ترك القمامة وراءهم.
كل منا لديه مسؤولية فردية ليفتخر ببلده والقيام بواجباته. رجاءا: خذوا القمامة معكم الى المنزل!