12 September 2012
عندما يكون السفير غائبا …
قال لي ذات مرة زميل دبلوماسي في عمان أنه يفضل الأوقات التي يكون فيها السفير خارج البلاد لأنه لا يتوجب عليه القيام بأي عمل. و بعد صيف مليء بالأحداث، السفير بيتر ميليت الآن في إجازة خاصة يستحقها بجدارة. و لكن هل أغلقت السفارة البريطانية أبوابها أثناء غيابه؟
على العكس تماما. حيث أن وتيرة الأحداث ارتفعت كثيرا بعد شهر رمضان و فترة العيد. فقد انشغل قسم التأشيرات في السفارة بالتعامل مع طلبات التأشيرة للطلبة الأردنيين الذين يرغبون الالتحاق بجامعات المملكة المتحدة للعام الدراسي الجديد. كما أن القسم القنصلي في السفارة يقوم بتقديم المساعدة للرعايا البريطانيين في اليمن وسوريا إضافة إلى الأردن. أما بالنسبة للقسم التجاري فهو يتابع فرص تجارية جديدة بين الأردن و بريطانيا. والقسم السياسي لا يزال يتابع عن كثب ويتجاوب بالشكل المناسب مع أحدث التطورات في المنطقة.
و لكن ماذا عني أنا؟ فعندما يكون السفير غائبا، أتولى منصب القائم بالأعمال. معظم زملائي في السلك الدبلوماسي البريطاني يتمتعون بفترة توليهم منصب “القائم بالأعمال”. ولكن ليس لأننا نستطيع أن نختصر أوقات الدوام على حسب مزاجنا بل لأن معظمنا يتمتع بفرصة أداء عمل المدير (ألا يستمتع معظم الناس بذلك؟!).
لقد مر أسبوع واحد على غياب بيتر وأنا أفتقد لثباته ولمشورته الحكيمة. تقول لي زوجتي أنني لا أتواجد بالمنزل كثيرا. و لكن سأكون صريحا، فانا مستمتع بالقيام بالعديد من مهامه. في الأيام القليلة الماضية على سبيل المثال، قمت بإلقاء كلمة إلى جانب وزير المالية أثناء إطلاق تقرير مجموعة أكسفورد للأعمال عن الأردن http://ukinjordan.fco.gov.uk/en/news/?view=News&id=807575182 وتحدثت إلى مجموعة ممتازة من طلاب الدراسات العليا من جامعة أكسفورد عن سوريا و مستقبل المنطقة و دور المركز الثقافي البريطاني، كما بحثت أيضا مع زملائي بالسفارة خططنا في الأردن لبرامج جديدة تتبع الألعاب الأولمبية و البارالمبية الرائعة في لندن. ناهيكم بالطبع عن العديد من رسائل البريد الإلكتروني التي تلقيتها وأجبت عليها نيابة عن السفير.
ولكن هذه الأوقات تعد حرجة أيضا بالنسبة للأردن والمنطقة. و من بين التحديات، يقول لي بعض الأصدقاء والمعارف أنهم يواجهون صعوبات اقتصادية كبيرة. و البعض الآخر الذين يعيشون أو يعملون في شمال الأردن يتحدثون أيضا عن الصعوبات هناك على الرغم من جهود الأمم المتحدة والسلطات الأردنية. وبالطبع يتساءل البعض عما إذا كانت عائلاتهم وأصدقائهم في سوريا سيعيشون حياة طبيعية مرة أخرى.
الأزمة في سوريا بالكاد تبعد 60 دقيقة عن حيث أتواجد و مسافة شارع عن المكان الذي درست فيه اللغة العربية. فإذا كنت أنت أو أنا شخصيا لا نشعر بتأثير هذه الأزمة، فبالطبع سيشعر بها “البني آدمين” المجاورين لنا. التأكد من أن المملكة المتحدة تقوم بعمل كل ما بوسعنا على كلا جانبي الحدود ، سيكون عنصرا حاسما خلال تواجدي بهذا المنصب في الأسابيع القليلة المقبلة.
لذلك، سأكون مهتم للحديث مع أكبر عدد ممكن منكم عن كيفية تقديم مساعدتنا ليس فقط فيما يتعلق بالأزمة السورية. يمكنكم مراسلتي على تويتر @ crampling، أو السفارة على ukinjordan @ أو على صفحة السفارة على الفيسبوك UK in Jordan.
أبوابنا مفتوحة دائما حتى عندما يكون السفير غائبا.
كريس رامبلينغ
@ crampling
When Mr Peter Millet will be back from his holiday, since i am planning to meet him during my visit to Jordan early October.