23 August 2012
الرياضة، لا الإعاقة
ستبدأ الأسبوع المقبل دورة لندن 2012 للألعاب البارالمبية حيث ستكون عبارة عن أسبوعين من التنافس بين رياضيين من جميع أنحاء العالم. تعد هذه الألعاب ثاني أكبر حدث رياضي في العالم و ستكون احتفال غير عادي بالقدرات الرياضية المميزة.
ربما سيعتقد البعض أنها ألعاب عادية و ليست بالشيء المهم. بالتأكيد لا شيء يمكن أن يضاهي إثارة الألعاب الاولمبية، مثل قدرة يوسين بولت في فوز ثلاث ميداليات ذهبية أو حفل الافتتاح الرائع وحفل الختام!
أولئك الذين يعتقدون أن الألعاب البارالمبية ليس لها علاقة بالألعاب الأولمبية مخطئين. فهي امتداد طبيعي لدورة الألعاب الاولمبية و المتنافسين في هذه الألعاب هم في نفس مرتبة التميز التي وصل إليها الرياضيين في الألعاب الأولمبية. سواء كانت لعبة الرغبي أو كرة السلة أو التنس على كراسي متحركة فإن الرياضيين قاموا بتدريبات طويلة وشاقة ولديهم نفس الرغبة التنافسية للمشاركة وبذل قصارى جهدهم. كما وأطلقت قناة التلفزيون التي تروج لدورة الألعاب البارالمبية شعار “شاهدوا اللاعبين الخارقين”.
ستكون دورة الألعاب البارالمبية هذا العام أكبر من أي وقت مضى: 4300 رياضي من 160 دولة بما في ذلك عدد قياسي من الرياضيين النساء. لقد تم بيع أكثر من 2.3 مليون تذكرة حيث سيستمتع المتفرجين بنفس الترتيبات التي تمتع بها متفرجين دورة الألعاب الأولمبية، و بنفس الإبداع في تقديم الأحداث الرياضية وبنفس حماس المتطوعين.
كانت كل مراحل التخطيط والتنفيذ لدورة الألعاب الاولمبية و البارالمبية متساوية من حيث إعطاء الأولوية والاهتمام. كما تم تصميم الملاعب والمرافق مع أخذ ذوي الإعاقة بعين الاعتبار. فهذه الإستراتيجية المشتركة تضع الرياضيين من ذوي الإعاقة في نفس مستوى زملائهم من غير ذوي الإعاقة، فالفرق شاسع بين هذه الدورة و دورة الألعاب البارالمبية الأولى التي عقدت بعد دورة الألعاب الاولمبية في لندن عام 1948 لبعض قدامى المحاربين في مستشفى ستوك ماندفيل.
و لكن الألعاب البارالمبية هي أكثر من مجرد حدث رياضي، فهي عبارة عن خلق إرث قوي لذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم من خلال إلهام العالم بأن يدركوا أن ذوي الإعاقة يجب أن يقدروا بما يمكنهم أن يقدموه و ينجزوه و ليس بما ليس في وسعهم أن يقدموه. فهذه الدورة تسخر مهارات وإمكانات كل فرد في المجتمع لصالحنا جميعا.
كلمات جميلة وتطلعات قيمة، و لكن ما معنى ذلك من ناحية عملية؟ هذا يعني تحسين مواصلات النقل بحيث يتمكن ذوي الإعاقة من السفر بالمترو و الحافلات و يعني زيادة الفرص الرياضية للتغلب على الحواجز التي تمنع ذوي الإعاقة من المشاركة في الرياضة. كما و يعني التوعية و التثقيف: أن نحتفل بإنجازات الناس الذين يريدون أن يكونوا جزءا كاملا من مجتمعاتهم.
لقد أرسلت الأردن فريق قوي إلى لندن. عندما التقيت بالرياضيين المشاركين قبل أسبوعين مع سمو الأمير رعد، الذي كان بطلا ملهما لذوي الإعاقة في الأردن، كان فخرهم في الذهاب لتمثيل بلادهم واضح جدا. هذا و فاز رياضيون أردنيون بميداليات في آخر أربع دورات للألعاب البارالمبية بما في ذلك تنس الطاولة ورفع الأثقال. دعونا نأمل أن يحققوا نتائج جيدة هذه المرة وأن يتم الاحتفال بجهود هؤلاء الرياضيين في جميع أنحاء البلاد.