22 July 2012
الهدنة الأولمبية
من إحدى التقاليد في اليونان القديمة، حيث نشأت الألعاب الأولمبية، أنه كان على المدن المتحاربة أن تلقي أسلحتها للسماح للرياضيين بالتنافس في الألعاب الأولمبية. ولم يسمح للمتحاربين انتهاز فرصة عبور الفرق المشاركة على أراضيها للانتقام من أعدائهم أو أخذ هؤلاء الرياضيين كرهائن. و بذلك استطاع الإغريق التركيز على الرياضة بدل الحروب.
استمرت تقاليد الهدنة الاولمبية حتى يومنا هذا. وشدد قرار للأمم المتحدة، والذي اعتمد في شهر تشرين الأول الماضي، بالاتفاق مع جميع الأعضاء ال 193 في الجمعية العمومية، على أهمية الهدنة لدورة الألعاب الأولمبية و البارالمبية في لندن 2012. لقد تم إعلان الهدنة هذا الأسبوع مع بدء العد التنازلي لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية.
سيقول المتشائمون: و ماذا بعد؟ هل ستتوقف الصراعات و الحروب حول العالم فقط بسبب تقاليد قديمة؟ هل سنتوقع على سبيل المثال أن تتوقف الفصائل المتحاربة في سوريا عن القتال؟ أليست الهدنة الأولمبية مجرد كلام مهم ولكن غير فعال؟
سيكثر الساخرون و لكنهم سيغفلون عن النقطة المهمة. الهدنة الأولمبية أساسها القيم، وهذه القيم هي جوهر الألعاب الأولمبية. قيم التصميم والتميز و تحقيق الانجازات الشخصية. قيم المشاركة والعمل الجماعي والصداقة. قيم العدالة والنزاهة والاحترام. آلاف الرياضيين من أكثر من 200 دولة يستعرضون أمام العالم براعتهم في مجال الرياضة التي اختاروها.
و على الرغم من أن الهدنة الأولمبية قد لا تمنع الحروب خلال دورة الألعاب، يجب أن تذكرنا بأهمية القيم الاولمبية. و عند تطبيقها على واقع هذه المنطقة، يمكننا أن نرى أن هذه الهدنة لن توقف بشار الأسد من استخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر ضد المدنيين. و لكن العلاقة بين سوريا والهدنة ودورة الألعاب الاولمبية تذكرنا بأهمية العمل الجاد والمثابرة والتعاون. لذلك بالرغم من خيبات الأمل، علينا ألا نستسلم و من أجل الشعب السوري، يجب أن نواصل المحاولة للقيام بعمل أفضل.
يجب علينا أيضا أن نتذكر أن الألعاب الأولمبية سوف تترك إرثا يسلط الضوء على أهمية الرياضة بالنسبة لصحة الأمة ومتعة المنافسة. الألعاب ألأولمبية لا يقتصر فقط على الميداليات، بل على المشاركة وتقديم الأفضل.
سيشهد العالم في الأيام القادمة أعظم احتفال رياضي في العالم. وبعد دورة الألعاب الاولمبية سوف نتابع المشاركين بالألعاب البارلمبية و الذين جدوا للوصول للقمة بالرغم من الإعاقات والإصابات التي يعانون منها. لندن مستعدة و ترحب بالرياضيين وعائلاتهم وآلاف المتفرجين من جميع أنحاء العالم.
سيغادر الفريق الأولمبي الأردني اليوم (الأحد 22) فخورين بتمثيل بلادهم و متحمسين ومستعدين للمشاركة. دعونا نأمل أن يحترم طقس لندن الهدنة الأولمبية لكي يختفي المطر و تظهر الشمس.
شكرا لك على الموضوع عرف فيه معلومات قيمة
I feel that is one of the such a lot important info for me.
And i am happy studying your article. However
should statement on some common things, The website style is perfect,
the articles is really excellent : D. Good process,
cheers
We wish peace for all