وصلت الشعلة الاولمبية الى بريطانيا الاسبوع الماضي استعدادا لانطلاق أولمبياد لندن 2012. و هي الآن تجول الجزر البريطانية و ستكون على مقربة من الغالبية العظمى من سكان البلاد. الرسالة واضحة: الرياضة للجميع.
أضيئت الشعلة في أولمبيا القديمة من حيث انطلقت الألعاب العالمية عام 776 قبل الميلاد. و كانت الألعاب ترافق دائما بهدنة حيث تلقي الأطراف المتحاربة أسلحتها خلال فترة الألعاب.
فقد كانت الألعاب ترمز لأكثر من مجرد الرياضة وأكثر من مجرد الفوز بالميداليات. حيث أوضح مؤسس الألعاب الحديثة بيير دي كوربيتان أن الفوز ليس أهم شيء إنما المشاركة.
و تنطبق هذه المقولة على الرياضة دائما وليس فقط كل أربع سنوات. فالرياضة لجميع الأعمار تجلب الصحة و الصحبة والعمل الجماعي و الفخر و الاعتزاز بتمثيل النادي أو المدينة أو البلد الذي ينتمي له الشخص أثناء المباريات.
و تمثل هذا الفخر بشكل كبير الاسبوع الماضي عندما قمنا بالإعلان عن الفريق الأردني الأولمبي و البارالمبي الذي سيشارك بأولمبياد لندن هذا العام. و بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الأردنية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل و سمو الأمير رعد و سمو الأمير راشد صعد لاعبين الفريق الأردني على خشبة المسرح ليتم تقديمه للجمهور والكاميرات.
لقد بدا واضحا الفخر على وجوههم والحماس في أصواتهم و هم يتطلعون لرحلتهم إلى لندن. فالمنافسة على أعلى مستوى ستحقق لهم أحلامهم. كما هو شرف بالنسبة لهم تمثيل بلادهم على مستوى عالمي و بذل أقصى ما عندهم. ومن الواضح أن بلدهم فخور بهم أيضا.
لقد كان الفخر في المشاركة في الرياضة يتجلى أيضا عندما قمت بزيارة مدرستين قمنا بتجديد ملاعبهم حديثا. ففي مشروع مرتبط باولمبياد لندن، وبالتعاون مع مؤسسة الجود و شركة G4S قمنا بتقديم أدوات رياضية لكرة القدم وكرة السلة لمدرسة للبنين في الزرقاء و مدرسة للبنات في أم الحيران.
و بينما كنت أسلم الميداليات والكؤوس وجدت الحماس والنشاط الشبابي لممارسة الرياضة في مناطقهم و أظهروا الرابط بينهم و بين المملكة المتحدة. فقد سمى الأولاد ملعبهم الجديد باسم”مانشستر” حيث كانوا متحمسين أن يخبروني انهم يريدون فوز فريق تشيلسي بدوري ابطال اوروبا (و تبين أنهم على حق).
أكبر مهرجان رياضي في طريقه إلى لندن الآن. فجميع التسهيلات جاهزة للاحتفال الرائع بالإنجاز والتفوق البدني. و على هذا أن يلهم الجميع لتحسين صحتهم وقدرتهم على اللعب.
و على الألعاب الأولمبية أيضا أن تكون مصدر تحول عن الصراعات التي تسبب الآلام في جميع أنحاء العالم. و ترمز الهدنة الأولمبية الى تفوق الرياضة على الصراعات. في العام الماضي اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الهدنة الأولمبية برعاية جميع البلدان ال 193.
و يمكن تصوير مشاكل حياتنا اليومية بمقولة الأمريكي ايرل وارن: “أقرأ دائما الصفحات الرياضية أولا. تسجل الصفحات الرياضية إنجازات الأشخاص أما الصفحة الأولى ليس فيها سوى فشل الأشخاص.”