Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

حان وقت الأحزاب!

يناقش البرلمان الأردني حاليا قانون جديد لتنظيم الأحزاب السياسية. هذا القانون هو جزء من حزمة من الإجراءات التي تتخذها الحكومة للإلتزام بالإصلاح السياسي. إن الهدف على المدى البعيد هو تلبية رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني  بوجود عدد قليل من الأحزاب القائمة على برامج و أيديولوجيات تمثل جميع الإتجاهات السياسية.

لقد رأيت أهمية الأحزاب السياسية في أوروبا الأسبوع الماضي من خلال الزيارة التي قام بها سبعة من أعضاء البرلمان البريطاني و الذين يمثلون الأحزاب الثلاثة الرئيسية في المملكة المتحدة: حزب المحافظين وحزب العمال والحزب الديمقراطي الليبرالي.
 
و تحدث النواب خلال زيارتهم عن عمل الأحزاب من القاعدة من خلال الجمعيات المحلية التي تطرق الأبواب وتوزع المنشورات والتي لديها أيضا دور في  النقاش  و رسم القرارات السياسية. فكل عضو في الحزب لديه صوت يسمع ويمكن أن يؤثر في السياسة.

هذه هي بعض فوائد النظام الحزبي لبلادنا: فهو يولد نقاشات متعمقة عن السياسة و عن أشياء تعد مهمة للناخبين: الصحة، التعليم و الضرائب. و يقدم هذا النظام أيضا طرق تسمح للناس العاديين الذين يرغبون بالنشاط السياسي بإيصال صوتهم كما يضمن أن يكون لدى الحكومات عند انتخابها برامج سياسية تحظى بدعم الأغلبية و مجموعة من الوزراء المتفقين على تنفيذ برنامج محدد.

بطبيعة الحال، فإن أنظمة الأحزاب السياسية البريطانية أو الأوروبية ليست نماذج للأردن أو أي دولة أخرى في الشرق الاوسط التي تكافح في تكييف ديمقراطيتها لاستجابة مطالب الشعب. فعلى كل دولة أن تطور هيكلها الديمقراطي الخاص بها بدءا من تاريخها و ثقافتها وتقاليدها، و البدئ بالعمل من الجذور ثم الصعود تدريجيا. لا ينبغي لأحد من الخارج أن يملي شروط الإصلاح السياسي في الأردن. فالأمر متروك لكم.

يمكن للدول أن تتعلم دائما من تجارب الآخرين لذلك فإن الحوارات المفتوحة وتبادل أفضل الممارسات يمكن أن تكون مفيدة إذا أراد الناس ذلك. سيكون هناك مخاطر بالتأكيد: تغيير ثقافة مشبعة بالتقاليد يمكن أن يكون أمرا صعبا. ولكن إذا أراد الناس الحوار والمناقشة المفتوحة في السياسة وليس الشعارات و الشخصيات، عندها ستتمكن الأحزاب السياسية المبنية على أساس الظروف المحلية أن تلعب دورا هاما.

يمكن للبعض أن يرى الأحزاب السياسية بعين ساخرة. قال أحد الفكاهيين ذات مرة: “في ظل الديمقراطية، دائما يكرس أحد الأحزاب طاقاته لإثبات أن الطرف الآخر لا يصلح للحكم – وكلاهما ينجح عادة، و يكونا على حق”.
ولكن المقولة الأفضل هي: “الذي يخدم حزبه على أفضل نحو هو الذي يخدم بلده على أفضل نحو.”

من خلال تشجيع الحوارات المفتوحة حول السياسة تستطيع الأحزاب أن تخدم الناس – كل الناس.

Exit mobile version