This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

23 April 2012

حان وقت الأحزاب!

يناقش البرلمان الأردني حاليا قانون جديد لتنظيم الأحزاب السياسية. هذا القانون هو جزء من حزمة من الإجراءات التي تتخذها الحكومة للإلتزام بالإصلاح السياسي. إن الهدف على المدى البعيد هو تلبية رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني  بوجود عدد قليل من الأحزاب القائمة على برامج و أيديولوجيات تمثل جميع الإتجاهات السياسية.

لقد رأيت أهمية الأحزاب السياسية في أوروبا الأسبوع الماضي من خلال الزيارة التي قام بها سبعة من أعضاء البرلمان البريطاني و الذين يمثلون الأحزاب الثلاثة الرئيسية في المملكة المتحدة: حزب المحافظين وحزب العمال والحزب الديمقراطي الليبرالي.
 
و تحدث النواب خلال زيارتهم عن عمل الأحزاب من القاعدة من خلال الجمعيات المحلية التي تطرق الأبواب وتوزع المنشورات والتي لديها أيضا دور في  النقاش  و رسم القرارات السياسية. فكل عضو في الحزب لديه صوت يسمع ويمكن أن يؤثر في السياسة.

هذه هي بعض فوائد النظام الحزبي لبلادنا: فهو يولد نقاشات متعمقة عن السياسة و عن أشياء تعد مهمة للناخبين: الصحة، التعليم و الضرائب. و يقدم هذا النظام أيضا طرق تسمح للناس العاديين الذين يرغبون بالنشاط السياسي بإيصال صوتهم كما يضمن أن يكون لدى الحكومات عند انتخابها برامج سياسية تحظى بدعم الأغلبية و مجموعة من الوزراء المتفقين على تنفيذ برنامج محدد.

بطبيعة الحال، فإن أنظمة الأحزاب السياسية البريطانية أو الأوروبية ليست نماذج للأردن أو أي دولة أخرى في الشرق الاوسط التي تكافح في تكييف ديمقراطيتها لاستجابة مطالب الشعب. فعلى كل دولة أن تطور هيكلها الديمقراطي الخاص بها بدءا من تاريخها و ثقافتها وتقاليدها، و البدئ بالعمل من الجذور ثم الصعود تدريجيا. لا ينبغي لأحد من الخارج أن يملي شروط الإصلاح السياسي في الأردن. فالأمر متروك لكم.

يمكن للدول أن تتعلم دائما من تجارب الآخرين لذلك فإن الحوارات المفتوحة وتبادل أفضل الممارسات يمكن أن تكون مفيدة إذا أراد الناس ذلك. سيكون هناك مخاطر بالتأكيد: تغيير ثقافة مشبعة بالتقاليد يمكن أن يكون أمرا صعبا. ولكن إذا أراد الناس الحوار والمناقشة المفتوحة في السياسة وليس الشعارات و الشخصيات، عندها ستتمكن الأحزاب السياسية المبنية على أساس الظروف المحلية أن تلعب دورا هاما.

يمكن للبعض أن يرى الأحزاب السياسية بعين ساخرة. قال أحد الفكاهيين ذات مرة: “في ظل الديمقراطية، دائما يكرس أحد الأحزاب طاقاته لإثبات أن الطرف الآخر لا يصلح للحكم – وكلاهما ينجح عادة، و يكونا على حق”.
ولكن المقولة الأفضل هي: “الذي يخدم حزبه على أفضل نحو هو الذي يخدم بلده على أفضل نحو.”

من خلال تشجيع الحوارات المفتوحة حول السياسة تستطيع الأحزاب أن تخدم الناس – كل الناس.

2 التعليقات “حان وقت الأحزاب!

  1. سعادة السفير مع الاحترام:
    هناك فرق كبير بين من يصنع مركبته بيده ثم يستخدمها للوصل لهدفه وبين من يركب بمركبة جاهزة صنعت على يد غيره فالأحزاب عندكم بدأت من الجذور وبنيت على أساس ثابت وخرجت من مصلحة وطنية حقه، وبُنيت على أسس ثابتة وهي تجازوت الكثير من الأمور و تتابع الآن شؤون الحياة الطبيعية والمطالبة بتوفير الحياة الكريمة للمواطن البريطاني مثل التعليم والصحة وما شابه وكما ذكرت سعادتكم ولكن الأمر عندنا يختلف فنحن بحاجة إلى بناء فكري يأخذ بالجذور تأسيساً وبناءً لا أن يبني وهن على وهن، أتمنى أن نرقى إلى مصافكم في العمل الديمقراطي ويكون لدى شعبنا الفكر الناضح المبني على أسس فكرية تتماشى مع متطلبات العصر الحديث.

Comments are closed.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.