“… لكن لا توجد قطرة للشرب” قال البحار العجوز أثناء قيامه برحلة في إحدى المحيطات.
تساقطت الكثير من مياه الأمطار في الأردن على مدى الثلاث أشهر الماضية. و بقيت قطرات المطر تتساقط على رؤوسنا بالإضافة إلى تساقطالثلوج في إحدى عطل نهاية الأسبوع في عمان. علينا أن نكون سعداء لأن السدود تمتلئ و ربما الناس يأملون أنهم لن يعانوا من مشكلة نقص المياه هذا العام.
جميعنا نعلم أن الأردن هو واحد من أكثر البلدان فقرا بالمياه في العالم، لكن هناك الآن مشاريع جارية لتوفير المزيد من المياه. فكلا من مشروع الديسي و مشروع قناة البحر الأحمر – البحر الميت يهدفان إلى توفير المزيد من المياه للمستهلكين.
ولكن ماذا عن الطلب على المياه؟
هل هنالك مجال في الأردن أوفي بلدان أخرى في العالم للحد من الطلب على المياه من خلال تشجيع الناس على استخدام كميات أقل من الماء؟ إن استخدام هذا المصدر الثمين بحكمة ينبغي أن يكون أولوية.
وليس هناك من شك في أن الماء مصدر ثمين. و كما قال ليوناردو دا فينشي “الماء هو القوة الدافعة لجميع المخلوقات”.
فالماء مصدر الحياة و حق الحصول على مياه نظيفة هو حق أساسي من حقوق الإنسان: مع ذلك هناك واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم لا يحصل على هذا الحق. فهناك 12 مليون شخص يموتون سنويا بسبب نقص المياه الصالحة للشرب و 80٪ من الأمراض في البلدان النامية ناتجة عن المياه الملوثة.
كما يمكن أن يكون الماء أيضا مدمر كما رأينا في تسونامي في اليابان والفيضانات في باكستان العام الماضي.
لذلك يجب علينا أن نحترم المياه والتأكد من أننا لا نهدره. فالحد من استهلاك المياه أمر سهل. واستخدام حنفية دش أكثر كفاءة يمكن أن توفر ما يزيد عن 3000 ليتر في الشهر. كما أن إصلاح حنفية ماء تالفة يمكن أن توفر 450 لتر في اليوم.
نصائح أخرى بسيطة: استخدام مكنسة بدل خرطوم الماء و إغلاق الصنبور عند تنظيف الأسنان.
في بيتنا نقوم باستخدام المياه المستعملة بعد الاستحمام ونسقي بها الحديقة. و على أثره وجدنا أن استهلاكنا للمياه انخفض بشكل كبير. لو أن الجميع يفعلون نفس الشيء لن يعاني العالم من كل هذا النقص بالمياه.
لدينا جميعا مسؤولية فردية لحماية مصادر الأرض الثمينة، فهي جيدة لصحتنا و لمجتمعنا. كما أنها أيضا جيدة لجيوبنا.