لكن عن ماذا كان هذا الإجتماع ولماذا كان حدثا مهما؟
إن فهم مزيج التشريعات والسياسات والدبلوماسية الأوروبية لم تكن أبدا سهلة. فالإتحاد الأوروبي مؤلف من 27 بلدا كل واحدة لديها تاريخ ومصالح وأنظمة سياسية مختلفة، وبالتالي التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الحساسة ليس من السهل أبدا. فهناك طرفة تقول أن “الجمل هو نتيجة لقاء لجنة الاتحاد الأوروبي التي التقت لتصمم حصان.”
بالنسبة للكثير من الأوروبيين فإن فوائد الاستقرار والازدهار اللذان جلبهما الاتحاد الأوروبي لمواطنيه على مدى السنوات ال 60 الماضية مسلمات لا
يفكرون بها.
لكن هذه فوائد لا تعد ولا تحصى. كما أن بلدان أوروبا الشرقية جميعها أرادت المشاركة و الإستفادة من التقدم و الحوافز في أوروبا و كان ذلك دافعا للقضاء على الشيوعية.
قال كيسنجر ذات مرة انه لا يعرف إذا أراد الحديث مع أوروبا بمن يتصل. هناك جواب واضح الآن: البارونة كاثي أشتون التي لديها مسؤولية تمثيل الاتحاد الأوروبي في الخارج. و هي التي ترأست وفد الاتحاد الأوروبي في اجتماع فريق العمل الأردني الأوروبي الأسبوع الماضي، حيث عقدت محادثات مع الحكومة الأردنية وأعلنت عن المساعدات للأردن.
كانت رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة: نحن نقدر علاقتنا مع الأردن كبلد مستقر في منطقة تمر بالعديد من الاضطرابات. “تغيير من دون فوضى” كان شعار كاثي أشتون. حيث أكدت أن الإصلاح هو بيد الأردنيين و أن أوروبا لا تريد أن تتدخل.
وأوضحت أن أوروبا سعيدة لدعم هذا الإصلاح من خلال تقديم المساعدات المالية والقروض. و سيتدفق هذا الدعم بينما يحقق الأردن تقدما في برنامجه الاصلاحي.
لذلك فإن أهمية هذا الحدث كانت مضاعفة ثلاث مرات: أولا، رمزية دعم أوروبا للأردن، ثانيا، الالتزام المالي لدعم برنامج الأردن للإصلاح النابع من الداخل، وثالثا، إطلاق عملية لمواصلة حوارنا.
كانت الرسالة الأساسية للإعلان المشترك لفريق العمل الأردني الأوروبي هي أن عام 2012 هو عام تحقيق النتائج للأردن. وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم هذا الهدف.