17 December 2011
سنة العيش تحت الخطر
لقد مر عام على يوم أشعل محمد بوعزيزي نفسه بالنار. فقد قام بالإحتجاج لانه كان غير قادر على كسب لقمة عيشه. كنت في ذلك الوقت أدرس اللغة العربية في لندن. واجهت صعوبة في فهم الكلمات العربية المستخدمة في التقارير الإخبارية. ولكني لم أكن الوحيد الذي فشلت في فهم انه قام بإشعال أهم سنة في التاريخ الحديث في العالم العربي.
و منذ ذلك الحين قتل الكثير من الناس و سقط زعماء و تغيرت حكومات. سيحاول العديد من المعلقين استخلاص النتائج ولكن في الواقع الاستنتاج الآمن الوحيد هو أن الضغط من أجل التغيير في العالم العربي سيستمر و لا يمكن لأحد أن يتنبأ أين سنكون في العام القادم.
لقد وجدت مشاهدة هذه التطورات أمرا رائعا. فأنا محظوظ لكوني أعيش في منطقة الشرق الأوسط في هذه المرحلة. فأنا كمشاهد، و في محاولة مني للابتعاد عن موجة الأخبار اليومية الصادرة من عواصم عربية مختلفة، استخلصت النقاط التالية:
أولا ، الناس في الشرق الأوسط يطالبون بنفس الأشياء التي طالبت بها الشعوب على مر التاريخ: فرص عمل، خبز، والقدرة على إطعام عائلاتهم والكرامة التي تأتي من القيام بذلك. و هذا لا يختلف عما يطالب به شعب بريطانيا حكومته.
ثانيا، مع أن الدافع وراء التغيير هو اقتصادي إلا أن الحل يجب أن يكون سياسي. فالناس في كثير من البلدان يطالبون بأن يسمع صوتهم و يشاركوا في الطريقة التي يحكمون بها، حيث حرموا من أن يسمع صوتهم في الكثير من الأحيان و لفترة طويلة جدا. فالناخبين يريدون إختيار أصحاب القرارات و أن يكون بالامكان مساءلة هؤلاء الأشخاص. و مرة أخرى هذا يعد مطلبا بسيطا وطبيعيا.
ثالثا ، القادة الذين قاوموا التغيير قد أجبروا على الرحيل أو، كما الحال في سوريا، قاموا باللجوء إلى القمع الوحشي و قتل الآلاف من المدنيين لانقاذ انفسهم. أما من ناحية أخرى فإن القادة الذين استمعوا و استجابوا لمطالب شعوبهم بالتغيير هم الذين يسيرون على الطريق الصحيح.
هناك تحد۪ رئيسي في جميع البلدان التي يجري فيها الإصلاح حاليا و هو إدارة التوقعات. فالناس يريدون تحقيق الديموقراطية و الاستقرار و الازدهار بفارغ الصبر و ربما يعتقدون أنه بعد أن قاموا بإطاحة دكتاتور فإن الأمور سوف تتحسن بسرعة. ولكن في كثير من الثورات غالبا ما تسوء الأمور قبل أن تتحسن.
سيكون المقياس الرئيسي للنجاح في السنوات المقبلة هو إمكانية تحقيق التحدي المتمثل في خلق الآلاف من فرص العمل الجديدة. وستكون هناك حاجة لتوجيه التركيز بعيدا عن القطاع العام و نحو فرص عمل مستدامة ومنتجة في القطاع الخاص.
فعلى الحكومات أن تظهر أنها تسير في رحلة التغيير وبأن خط سيرهم واضح. ويجب أن يقوموا بتوضيح كيف يعتزمون السير في هذه الرحلة و كم تكلفة التذكرة للوصول للهدف. فهذا سيساعد الناس على فهم أن الرحلة ستتوقف أحيانا و وربما ستعود الى الوراء لفترة من الوقت. ولكن هناك اتجاه واضح للرحلة و يجب أن يتحلوا بالصبر.
لا شك أن العالم سيكرم ذكرى بوعزيزي و المئات من الذين قدموا أرواحهم في النضال من أجل الكرامة. شجاعتهم وتضحياتهم لن تذهب سدى.
أفكار رائعة، ولغة ممتازة، استطعت أن تعبر عن أفكارك بلغة سليمة تكاد تخلو من الأخطاء. فعلاً بدايات هذا القرن يحمل في طياته هواجس بدايات تغيير حقيقي لأحلام عاشتها الشعوب العربية في قلوبها سنوات طويلة، آن الأوان للعيش الكريم وتحقيق الحلم. أشخاص مثلك يا سيد بيتر سيكونون من عناصر التغيير إن شاء الله
سنة 2011 هي سنة غضب الشعوب…
مقال رائع!
عام 2011 هو عام غضب الشعوب…فأنا أحمد الله اني أعيش وأشهد هذه الأحداث التي ستغير بلادي للأفضل…