افتتح اجتماع دولي آخر في جنوب أفريقيا هذا الاسبوع حول موضوع التغير المناخي. ما الجديد في ذلك؟ هل هو مجرد تجمع لا نهاية له من البيروقراطيين الذين سيتفاخرون أمام بعضهم البعض ويهدرون الكثير من الورق وينتهي اللقاء بالقليل من النتائج؟
بالتأكيد لا. فالبيئة في غاية الأهمية. فقد سجل العام الماضي أعلى حرارة على الاطلاق. حيث وصل مستوى الجليد هذا الصيف في المحيط المتجمد الشمالي الى ثاني أدنى مستوى له على الاطلاق. و 1 ٪ فقط من سكان الصين اللذين يعيشون في المدن و البالغ عددهم 560 مليون نسمة يتنفسون هواءا يمكن اعتباره صحي.
فالعمل على إنقاذ البيئة لا يقتصر فقط على الهواء النقي و معانقة الاشجار. بل هو أيضا مهم بالنسبة للاقتصاد. فاستخدام كميات أقل من المياه تعنيتكاليف أفل للمياه و توقير مياه يمكن استخدامها في أغراض إنتاجية: 87٪ من موارد المياه العذبة في جميع أنحاء العالم تستخدم لأغراض الزراعة و يضيع 60٪ من تلك المياه. فالهدر منتشر بشكل كبير: في المملكة المتحدة يتم رمي بما قيمته 360£ مليون من الألومنيوم كل عام. هذا المعدن يمكن إعادة تدويره واستخدامه مرة أخرى.
كما يجب على البلدان التي تعتمد على السياحة اظهار أنهم يقدرون تراثهم. و يريد السائح أن يرى أن السكان المحليين يهتمون بهذا الموضوع. لذلك ينبغي أن لا يكون المسار إلى موقع أثري مليء بالقمامة و يجب أن لايكون فندق من فئة الخمس نجوم تحيطه بيئة مستوى نجمة واحدة.
ما العمل إذا؟ أولا، ينبغي على البلدان تطبيق القانون. فليس هناك جدوى من التشريعات ما لم تنفذ و على أولئك الذين يقومون بتلويث البيئة أن يدفعوا الثمن.
ثانيا، الوعي أمر مهم فكل مواطن لديه مسؤولية. و كمية الهدر الذي نقوم به هائلة : لو قمنا بوضع كل أكواب البوليسترين التي ترمى يوميا بجانب بعضها البعض لشكلت دائرة حول الأرض. و في المملكة المتحدة يمكن لنفايات يوم واحد أن تكفي لملء ساحة ترافلغر وصولا إلى ارتفاع عمود نيلسون.
ثالثا: المسؤولية الفردية: يمكن لنا جميعا ان نلعب دور من خلال إعادة تدوير الورق والزجاج والعلب. فعلى سبيل المثال يمكننا أن نخفف من استخدام الأكياس البلاستيكية (السوبر ماركت في المملكة المتحدة يقومون بتوزيع 4.5 بليون كيس بلاستيكي كل سنة، ومع ذلك فإن البلاستيك يأخذه 400 سنة ليتحلل عند طمره في الأرض، أو من خلال إطفاء الأدوات الكهربائية وتوفير المياه. الأمر ليس صعبا و لا مؤلما.
إن الاجتماعات مثل مؤتمر التغير المناخي للأمم المتحدة في ديربان مهمة ويجب أن تسفر عن نتائج: التزامات دولية ملزمة قانونا للحد من الانبعاثات أمر ضروري. ولكن علينا جميعا تحمل المسؤولية تجاه كوكبنا كما أننا جميعا لدينا دور في حمايته.