17 November 2011
خطاب الملك : قوة الشراكة
كان لي الشرف الكبير أن أكون في لندن خلال زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني هذا الأسبوع. فقد التقى بجلالة الملكة و الأمير تشارلز, و رئيس الوزراء, و وزير الخارجية, و وزير الدفاع, و دوق يورك, و برلمانيين و مجموعة من الصحافيين. كان برنامج حافل و يعكس أهمية الشراكة بين بريطانيا و الأردن.
أهم حدث لي كان الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك خلال حفل عشاء أقيم بمناسبة الاحتفال بمرور 35 عاماً على تأسيس غرفة التجارة العربية البريطانية (ABCC). فكان الخطاب أنموذجاً من نوعه. يحمل رسائل واضحة و مهمة للحضور.
أحد أهم الرسائل التي جاءت في الخطاب هي أن الربيع العربي شئ ايجابي و أن هناك ثلاث أسباب رئيسية تدعو للثقة:
-
الشمولية: حيث أن المطالب بالتغيير ليست حكراً لمجموعة واحدة و إنما مفتوحة للجميع.
- الكرامة: موضوع جوهري في العالم العربي. فالناس تريد أن تعامل باحترام و أن تحكم تحت سيادة القانون.
- وعي عالمي: كل العالم يشاهد و يدعم المطالب بالإنفتاح و الديمقراطية في العالم العربي.
موضوع آخر ركز عليه الخطاب هو قوة الشراكة. و جاء ذلك بعد ساعة واحدة فقط من اللقاء مع رئيس الوزراء دايفد كاميرون و الاتفاق على إطلاق حوار اقتصادي منظم بين الأردن و بريطانيا حول التجارة و الاستثمار و السياحة.
أما عن انطباعاتي التي خرجت بها ؟الخطاب كان قوي جداً يحمل رسائل بالغة الأهمية لجمهور هام جداً .و ألقاه جلالة الملك بثقة كبيرة وتأكيد وبعض من الفكاهة .فبالتأكيد نجح الخطاب بترك أثره على الجمهور كما نجحت الزيارة بمجملها بترك الأثر على لندن.
الرسائل الجوهرية حول الشراكة والتغيير، لب،محورية لمستقبل الشرق الأوسط .فلا مفر من التغيير.فإن لم تحتضنه؛ستترك و -سيتم تجاوزك .فالعملية أكثر أهمية من الأشخاص .ففي بعض الدول هذا يعني الإنتقال من الأتوقراطية إلى الديمقراطية .-و كذلك يمكن القول في ذات الأهمية الانتقال من البطالة والفقر إلى وظائف مفيدة .
ولكن التغيير بالطبع ليس سهلاً.فهو يحتاج إلى الوقت وفي كثير من الأحيان يكون مؤلماً .فهو بحاجة إلى قيادة قوية وقدرة قوية على التواصل وإدارة التوقعات . ومعارضة التغيير جزء طبيعي من العمل السياسي .وكل الدول بحاجة للمساعدة في التغيير – فلا يستطيع أحد بمفرده أن يحل كل المشاكل السياسية والاقتصادية والبئية.-و لذلك العمل معاً – كما ظهر في هذه الزيارة – أمر في غاية الأهمية.
فقوة الشراكة لا تلخص رؤية جلالة الملك في لندن فحسب وانما أيضاً مهمتي في عمان .فأنا أطمح في البناء على هذه الأسس .فهيا للعمل !