This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

3 October 2011

بين حائط و مكان صعب

توقفنا عند تلة مطلة على واد فلسطيني. و كان على يسار التلة مستوطنة يهودية بيوتها بيضاء متلاصقة وحدائقها خضراء.و على اليمين قرية فلسطينية متهدمة الى حد ما و كان الوادي جافا وصخريا منحدر حتى يصل الى ينبوع ماء.
 
فجأة رأينا دخان يتصاعد الى السماء و يدخل بين بعض المنازل التي تقع على مشارف القرية الفلسطينية. كان ذلك غاز مسيل للدموع الذي اطلقه الجنود الاسرائيليون لتفريق الاحتجاجات الأسبوعية التي يقوم بها شباب القرية. لقد كانوا يحتجون على حقيقة أنهم حرموا من الوصول الى مصدر مياههم التقليدية ممما يعني انهم لا يستطيعون ري محاصيلهم ولا كسب عيشهم.
 
قمنا بزيارة بعض الأصدقاء في القدس الاسبوع الماضي و تجولنا في أجزاء من الضفة الغربية. أردت أن أرى بنفسي الوضع الذي يهيمن على تفكير الناس في عمان ويحتل جزء كبير من الجهود الدبلوماسية الدولية. و أردت أن أفكر في إمكانية وكيفية التوصل إلى حل الدولتين.

لقد قمنا بزيارة قبة الصخرة و المسجد الأقصى ومن فوق الحائط الغربي رأينا الثلاثة أماكن المقدسة و المذهلة بجمالها . بعدها قمنا بجولة في القدس الشرقية مع خبير لرؤية المستوطنات و المنازل التي كان يملكها فلسطينيين و استولى عليها المستوطنين. و جاءت هذه الجولة بعد بضعة أيام من الاعلان عن 1100 وحدة سكنية أخرى في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية و التي تعد خطوة أحادية الجانب أدانها وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على أنها غير شرعية وتشكل عقبة أمام الجهود الدولية لتحقيق السلام.

الزيارة الأولى للمدينة لها أثر كبير في كشف أهمية المدينة و حساسيتها للديانات الثلاث. فالناس تأتي من جميع أنحاء العالم للصلاة في المدينة وللقيام بطقوسهم الدينية في الكنائس والمساجد والمعابد الخاصة. إن قرب هذه الأماكن المقدسة من بعضها يثير و يزيد من الحساسيات. و إمكانية النجاح تكمن في قدرة أتباع الديانات الثلاث على تشاركهم المدينة واحترام حقوق بعضهم البعض. فأي تغيير للطابع الديني للمدينة بالإكراه حتما سيؤدي الى المشاكل.

ذهبنا بعد ذلك بجولة في الضفة الغربية. فالنشاط الاستيطاني هنا واضح ليس فقط في ال 150مستوطنة غير القانونية ولكن  في 100 موقع استيطاني الغير قانوني أيضا. كما أعلنت الأمم المتحدة ان مصادرة الأراضي من الفلسطينيين وبناء المستوطنات هو مخالف للقانون الدولي. وقد دعت الامم المتحدة اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات والتوقف عن ممارسة تسهيل توطين المواطنين الإسرائيليين في الأحياء الفلسطينية. فاليوم هناك حوالي 200،000 مستوطن إسرائيلي في القدس الشرقية و 300،000 أخريين في الضفة الغربية.

و على خلفية التوسع في بناء المستوطنات سألت نفسي ما إذا كان حل الدولتين ممكنا أم لا. المتفائلون يعتقدون أنه لا يزال ممكنا بصعوبة. لكن الوقت ينفذ و ما زال هناك فلسطينيون، الذين على الرغم من وجود الجدار الذي يفصل بين قراهم عن المستوطنات الإسرائيلية (وفي الكثير من الأحيان عن أراضيهم) و على الرغم القيود اليومية على حريتهم في الحركة، ما زالوا يأملون من إمكانية التوصل الى اتفاق. فبالنسبة لهم هي مسألة كرامة: وضع حد للإهانات اليومية والإحباطات التي يواجهونها و السماح لهم ببناء اقتصاد مثل أي دولة أخرى مع حرية الحركة و التنقل للناس والبضائع.

يبدو لي أنه ليس هناك بديل معقول لحل الدولتين. و حل الدولة الواحدة ليس في مصلحة أي جهة. والاستمرار في حرمان الفلسطينيين من الحرية والعدالة المطالب بها في بلدان أخرى في الشرق الأوسط بالتأكيد سيتعارض مع القيم العالمية التي تجسدها الأمم المتحدة.

و حل الدولتين هو أفضل نتيجة بالنسبة لاسرائيل. سأتفهم ان أمن وسلامة المواطنيين الاسرائيليين وأطفالهم هو ذا أهمية قصوى. و أفضل طريقة لضمان ذلك الأمن وإنهاء هذا الصراع للأبد هو من خلال التفاوض على اتفاق مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية المعتدلة التي تقود حاليا السياسة الفلسطينية. و كما قال وليام هيغ في صحيفة صنداي تلغراف نهاية الأسبوع الماضي ان هدف المملكة المتحدة لا يزال إنشاء دولة فلسطينية تعيش في سلام و أمن جنبا إلى جنب مع إسرائيل. لذلك سوف تستمر جهودنا في  للضغط من اجل العودة سريعا لمفاوضات تؤدي إلى السلام والأمن والكرامة لجميع الناس في المنطقة.

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.