This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Peter Millett

Ambassador to Libya, Tripoli

19 September 2011

فرص العمل: واحة أم سراب؟

يمكنك مناقشة ما إذا كان الدافع وراء الضغط من أجل التغيير في العالم العربي تدفعه عجلة الطلب من أجل التغيير السياسي أو نتيجة لعوامل اقتصادية. فأنا أعتقد أن البحث عن عمل هو السبب الرئيسي للإحباط الذي نشهده في الشوارع، و الذي بدء من قصة محمد بوعزيزي الذي منع من بيع الفاكهة في تونس. لا شك أن السعي  للكرامة هو أمر أساسي: أهناك شيء أكثر إذلالا من أن يكون المرء عاطلا عن العمل؟ خاصة إذا كانت  هذه الوظائف تعطى لمن هم أقل جدارة فقط لأنه تتوفر لديهم معارف و اتصالات جيدة. فرص العمل بالنسبة للكثيرين في العالم العربي تبدو لهم وكأنها سراب: مكان جذاب يعتقدون أنهم يستطيعون الوصول اليه ولكنه سرعان ما يختفي عن أنظارهم. لذلك فإن خلق فرص عمل جديدة لمواجهة هذه الضغوط هو أمر ضروري لتحقيق الرفاهية والاستقرار لشعوب المنطقة في المستقبل.

البطالة هي التحدي الأكبر بالنسبة للعالم كله و خصوصا لمنطقة الشرق الأوسط. حيث ان ارتفاع معدل النمو السكاني يستدعي ان يقوم العالم العربي بخلق 100 مليون فرصة عمل جديدة خلال العشرين سنة المقبلة لاستيعاب العدد الكبير من الشبان المقبلين على سوق العمل. معدل البطالة مرتفع أصلا فهو بمعدل 15٪ ولكنه أعلى من ذلك بكثير بين فئة الشباب ولا سيما النساء. من أين سنأتي بكل هذه الوظائف الجديدة؟ الشيء المؤكد هو أنها ستأتي من القطاع الخاص. فخلق فرص عمل جديدة في القطاع العام ستشكل عبئا على الميزانية الوطنية لأي دولة وهي غير مستدامة. في الواقع، إن العديد من البلدان تعمل على إقصاء العديد من  وظائف القطاع العام: ففي المملكة المتحدة تم الغاء 132,000 وظيفة من القطاع العام في السنة الماضية وسيكون هناك المزيد من تحديد الوظائف. و لذلك فإن جهودنا الآن تركز على إعادة خلق هذه الوظائف من خلال دعم القطاع الخاص.

وهذه القضايا هي قاسم مشترك على الصعيد الدولي، حيث أن رغبة شعوب الشرق الأوسط بتأمين لقمة العيش وما يصاحبها من كرامة  تأتي من كونهم قادرون على إطعام عائلاهم. فهذه الرغبة لا تختلف عن مطالب الشباب في شوارع لندن أو باريس أو نيويورك (على الرغم من أنه لا يجب أن تقارن هذه بأعمال الشغب التي حصلت في لندن هذا الصيف). فهل من الممكن أن نعمل معا لمعالجة هذه القضايا والمساعدة في السيطرة على الضغوط الناجمة عن إيجاد تلك الوظائف؟

هذا هو ما يقدمه برنامج المملكة المتحدة للشراكة العربية: دعم الإصلاح من خلال تبادل الخبرات بالشراكة مع المنظمات المحلية. فإيجاد فرص عمل للشباب ونمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هما من الأهداف الرئيسية لهذا البرنامج.

و أما بما يتعلق بخلق فرص العمل، فلكل بلد عوامل قوة تعمل لصالحه. والأردن لديه الكثير من تلك العوامل: الاستقرار السياسي والقوى العاملة المؤهلة والبنية التحتية الحديثة والمهارات اللغوية و تكنولوجيا المعلومات. و بالتالي يمكن للأردن أن يستثمر ويستغل وجود تلك العوامل. و للقيام بذلك سيحتاج أصحاب المشاريع الصغيرة و الرياديون الى الحصول على ما يلزمهم من خبرات تجارية و مكاتب لإدارة أعمالهم إضافة الى التمويل.
و هذه هي المعادلة التي طورتها أويسيس500 بنجاح: تقديم الدعم التقني والمالي لأصحاب الشركات الناشئة. و هذا يعني تبني الأفكار الجيدة واستخدام تكنولوجيا المعلومات و إضافة المحتوى العربي و أخيرا تصديره إلى باقي دول الشرق الأوسط. فموقع إلكروني عربي لبيع الكتب على الانترنت و أفلام قصيرة عن وصفات طبخ   و التسوق عبر الانترنت جميعها أفكار و مفاهيم مبتكرة و لديها امكانات هائلة للنجاح في هذه المنطقة.

إن الشباب الذين يلتحقون بمعسكرات التدريب التي تعطيها أويسيس500 سيتمكنون من الحصول على تجربة واقعية تعلمهم كيف يحولون أفكارهم المبدعة الى تجارة ناجحة. و هذه الصيغة توفر واقع حقيقي لدعم نمو القطاع الخاص و وظائفه في الأردن.

هذا هو السبب الذي دفعني لتوقيع إتفاقية تعاون مع شركة أويسيس500 الممثلة بمديرها أسامة فياض، لدعم 3 دورات تدريبية بكلفة 150,000 دينار أردني في عمان وتوسيع برنامجهم ليشمل مدينة إربد. لقد أعجبت كثيرا بحماس وعزم الشباب الذين التقيتهم و اللذين أتموا تدريب أويسيس500 و حققوا استثمارات مضمونة. وأنا واثق من أننا سنرى نتائج رائعة  من دعمنا لهذا البرنامج سواء في إنشاء شركات مربحة أو خلق فرص عمل جديدة.

حظا سعيدا!

حول Peter Millett

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as Ambassador to Libya. Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015. He was High Commissioner to…

Peter arrived in Tunis on 23 June 2015 to take up his post as
Ambassador to Libya.
Previously he was British Ambassador to Jordan from February 2011 to June 2015.
He was High Commissioner to Cyprus from 2005 – 2010.
He was Director of Security in the Foreign and Commonwealth Office
from 2002-2005, dealing with all aspects of security for British
diplomatic missions overseas.
From 1997-2001 he served as Deputy Head of Mission in Athens.
From 1993-96 Mr Millett was Head of Personnel Policy in the FCO.
From 1989-93 he held the post of First Secretary (Energy) in the UK
Representative Office to the European Union in Brussels, representing
the UK on all energy and nuclear issues.
From 1981-1985 he served as Second Secretary (Political) in Doha.
Peter was born in 1955 in London.  He is married to June Millett and
has three daughters, born in 1984, 1987 and 1991.  
His interests include his family, tennis and travel.