أنهي مهمتي كسفير للمملكة المتحدة في ليبيا في نهاية هذا الشهر. وهذه آخر مدونة لي في هذا الدور. وستتولى، كارولين هورندال ، دورالسفير البريطاني في ليبيا في سبتمبر ، وستقوم بقيادة فريقنا المثابر في طرابلس وبنغازي وتونس. ستواصل السفارة تمثيل المملكةالمتحدة وتعزيز مصالحها ، ودعم الجهود الليبية والدولية لتحقيق مستقبل أفضل للشعب الليبي.
إذا نظرنا إلى الوراء على مدى العامين الماضيين ، فقد تغير الكثير في ليبيا من عدة نواحي. في عام 2019 ، كانت ليبيا تمر بحرب أهلية شرسة. ولكن بعد وقف الأعمال العدائية في يونيو من العام الماضي ، وتمكن اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، من رسم مستقبل مختلف لليبيا. واصلت البلاد المضي قدمًا من خلال العملية السياسية بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.
في الأسابيع الأخيرة ، عملت عن كثب مع الشركاء الدوليين – ولا سيما المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش – لقد حاولت تكثيف الجهود البريطانية لتشجيع ودعم الأطراف الليبية الفاعلة لفعل لاتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الشعب الليبي، وهذا يعني تعزيز الاستقرار وتوحيد البلاد. يجب أن تكون الخطوة التالية نحو ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة ، على النحو المنصوص عليه في خارطة الطريق الليبية والمدعوم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2570. وسوف أشارك معكم أجزاء من نقاشاتي المهمة مع الأطراف الليبية.
أكد لي رئيس الوزراء دبيبة ووزرائه أن حكومة الوحدة الوطنية ملتزمة بالانتخابات ولديها الاستعدادات الأمنية ذات الصلة. لقد شددت على أن الانتخابات ذات المصداقية ستتطلب دعمًا قويًا وتمويلًا ضروريًا للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات.
عندما تحدثت إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ، شددت على ضرورة أن يتوصل البرلمان قريباً إلى توافق على أساس قانوني لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. سيمكن ذلك من إحراز تقدم ، وسيثبت لليبيين أن ممثليهم المنتخبين يعملون لصالحهم.
عندما التقيت بوزيرة الخارجية المنقوش ، تناولنا الحديث عن العلاقات القوية الثنائية بين ليبيا والمملكة المتحدة. بناءً على العلاقات التاريخية والتجارية القوية والمشتركة بين شعوبنا ، تقف المملكة المتحدة على استعداد لدعم الجهود المبذولة لمساعدة ليبيا على استعادة سيادتهابالكامل. سيتطلب ذلك انسحاب المقاتلين والقوات الأجنبية. من شأن ذلك أن يساعد في خلق الظروف المناسبة في جميع أنحاء البلاد لإجراءالانتخابات.
توفير الأمن للانتخابات أمرًا بالغ الأهمية. لقد طمأنني كل من رئيس الوزراء الدبيبة ووزير الداخلية مازن بأن المؤسسات الليبية المختلفةستنسق بشكل فعال من أجل توفير الأمن اللازم لإجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد.
وقد طمأنني سياسيون آخرون ممن ينوون المشاركة في الانتخابات بالتزامهم برؤية الانتخابات تجري بطريقة تسمح للنتيجة بأن تعكس إرادةالشعب الليبي.
من خلال كل هذا ، سيكون من المهم ضمان استمرار التنمية الاقتصادية في ليبيا ، والحفاظ على المستقبل المزدهر الذي يستحقه الليبيون ،بعد سنوات عديدة من الاضطرابات. وشددت مع رئيسي الهيئة الليبية للاستثمار والمصرف المركزي على الحاجة لمزيد من الشفافية ووحدةالمؤسسات الليبية.
في المؤسسة الوطنية للنفط ، كان من المشجع رؤية استمرارية العمل الفني للحفاظ على تدفق النفط الليبي ، وكذلك التأكيد على أهمية بدائلالهيدروكربونات في مواجهة تغير المناخ. الالتزامات الليبية الأخيرة بالتصديق على اتفاقية باريس للمناخ مهمة ، وأنا أتطلع إلى أن تلعبليبيا دورًا بناء في في قمة المناخ كوب 26، التي سيستضيفها رئيس وزراء المملكة المتحدة في نوفمبر.
لم تقتصر مشاركتي الأوسع في ليبيا على من يشغلون مناصب رسمية فحسب. لقد ألهمتني باستمرار أولئك الذين يسعون إلى إحداث التغيير في ليبيا من داخل المجتمع المدني ، غالبًا في ظروف صعبة. تواصل المملكة المتحدة تقديم الدعم لمجموعة من المنظمات ، بما في ذلكتلك التي تقودها وتعزز مصالح النساء والشباب. يجب أن يكونوا قادرين على إسماع أصواتهم ، الأمر الذي من شأنه أن يحدث فرقًا إيجابيًا في حياة الليبيين.
ماذا بعد؟
يوجد الكثير لفعله. يجب أن تكون الانتخابات نقطة انطلاق نحو ليبيا أكثر استقرارًا. يجب احترام النتائج واتخاذ تدابير ضد أولئك الذينيسعون إلى إخراج عملية السلام عن مسارها. يجب على المجتمع الدولي ، تحت قيادة الأمم المتحدة ، أن يتحد لمساعدة ليبيا على استعادةسيادتها الكاملة. يتحمل القادة الليبيون الحاليون – وفي الوقت المناسب الحكومة المنتخبة حديثًا – مسؤولية توفير الخدمات العامة لجميعالليبيين ، ودعم سيادة القانون ، وقيادة جهود المصالحة ، للسماح لليبيا واثقة وموحدة لمواجهة المستقبل.
ستواصل حكومة المملكة المتحدة وشركاؤنا الدوليون مراقبة التطورات عن كثب ، وحيثما أمكن ، تقديم الدعم لليبيين حتى يتمكن سكان هذا البلد العريق والرائع من الاستمتاع بالمستقبل الذي يستحقونه.
أتمنى التوفيق لجميع الليبيين في هذا المسعى الصعب ولكن بكل تأكيد القابل للتحقيق. كما أشكرهم على الوقت الذي لا يُنسى والاستثنائي الذي أمضيته في بلدهم الفريد من نوعه.