This blog post was published under the 2015 to 2024 Conservative government

Osama Faisal

Sudanese state minister of investment

المدون الضيف Michael Aron

3 November 2016 Khartoum

ممارسة الأعمال التجارية في السودان: أفكار من وزير الدولة السوداني للاستثمار

تلقينا في وزارة الاستثمار دعوة الشهر الماضي من وزارة الاعمال التجارية في الحكومة البريطانية لحضور مؤتمر الاعمال في لانكستر هاوس في لندن، المبنى الذي تم انشاءه في عام ١٨٢٥، وقد كان المؤتمر تحت عنوان “تشكيل بيئة الأعمال التجارية لتحقيق النمو والازدهار العالمي“. حضرت هذا المؤتمر وانه من دواعي سروري أن اتحدث عن تجربتنا هناك.

كان الهدف من المؤتمر الذي عُقد في الفترة من ١١ – ١٣ اكتوبر هو تناول مؤشرات سهولة ممارسة أنشطة الأعمال التجارية عن كثب، وكيف يمكن أن تتشكل بيئة الأعمال العالمية للسماح بالنمو والازدهار – و بمشاركة أكثر من ٥٠ دولة، كانت فرصة متميزة للتواصل.

Shaping business environment for global growth and prosperity
Shaping business environment for global growth and prosperity

عند استلام الدعوة قررنا أن نغتنم هذه الفرصة لتطوير المواهب الشابة لدينا ومنحهم فرصة لتجربة دراسة الأعمال التجارية العالمية والتعرف على بيئة الأعمال العالمية. لهذا وقع الاختيار على أن يرافقني الى مؤتمر لندن طاهر عبد الرحيم محمد واشي، رئيس الادارة العامة للشؤون المالية والإدارية وأحد القادمين الجدد إلى الوزارة ، وسارة عبد القيوم علي، من أمانة لجنة ممارسة الأنشطة التجارية. وقد كانوا سعيدين جدا بهذه الفرصة.

لم يكن من الممكن ترتيب لقاءات ثنائية في المؤتمر لكن على الرغم من ذلك أُتيحت لي فرصة للقاء والتحدث لفترة وجيزة مع وزيرة الاستثمار البريطانية والتي كانت مرحبة جدا. وفّر المؤتمر ما هو أكثر من المحاضرات حيث سلطت ورش العمل التي أُقيمت الضوء على العديد من المواضيع مثل تعزيز القدرات من خلال تنفيذ التشريعات الرقابية، المعايير الدولية، تسهيل التجارة، الشفافية و قياس النتائج وأيضا الممارسة التنظيمية الجيدة. لقد كانت فرصة رائعة للتواصل مع عدة دول حول العالم خلال عدد من الفعاليات الاجتماعية مثل حفلات الاستقبال التي اقيمت في متحف “العلامات التجارية والتعبئة والإعلان” وأيضا خلال رحلة بحرية على نهر التايمز والاستقبال في مبنى ”الواكي توكي”. وقد تم تنظيم عدد من الفعاليات الاجتماعية لإعطاء الوفود فرصة للقاءات الغير رسمية. التقينا وفود من اثيوبيا والصومال واندونيسيا، وغانا، وأوغندا، وفود مختلفة مع حالات مختلفة. كانت فرصة جيدة للالتقاء معهم ومناقشة أعمالنا والتعاون الثنائى.

img-20161024-wa0012

كانت الزيارات العملية في هذه الرحلة أحد الجوانب التي يجب تسليط الضوء عليها حيث منحتنا الفرصة لرؤية أثر تطبيق التشريعات الجيدة على العمل التجاري في المملكة المتحدة مثل (حماية المعادن الثمينة) والذي كان على وجه الخصوص يعنينا في السودان حيث قمنا بزيارة مبنى (شركة جولد سميث) الجميل جدا، ومكتب الفحص حيث يتم دمغ العملات منذ أكثر من ٧٠٠ عام، وقد أتيحت لنا الفرصة لزيارة معلم غولدسميث العريق والذي تُختم فيه العملات. هناك التقينا العديد من رجال الاعمال وتجار الذهب الذين شاركونا بخبرتهم. كانت الزيارة جزءا من برنامج عن المعايير والمقاييس وسرعان ما أصبح واضحا أنه يمكن أيضا أن تكون تجربة جيدة للسودان لمكافحة التهريب. أخذت بطاقات العمل الخاصة بهم كما أعربوا عن استعدادهم لتصدير خبرتهم إلى السودان، أعتقد أن هذه أحد المواضيع التي يمكننا اعتبارها كجزء من الحوار الاستراتيجي بين السودان والمملكة المتحدة.

Minister Osama Faisal and Mr. Altahir at the Goldsmith Company building
Minister Osama Faisal and Mr. Altahir at the Goldsmith Company building

عُقدت العديد من المناقشات بشأن التجارة والاعمال ومناخ الاستثمار، وكانت المناقشات حول ممارسة أنشطة الأعمال التجارية على وجه الخصوص الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لي وذلك نِسبة لتعييني مؤخرا لرئاسة اللجنة الفنية العليا لممارسة الأعمال التجارية في وزارة الاستثمار لذلك قابل هذا اهتمامي وكان فرصة لمعرفة المزيد عن هذا المجال.

بإنشاء لجنة ممارسة أنشطة الأعمال التجارية في السودان، أعتقد أننا نصنع عمل غير مسبوق في التاريخ. اذ اني لم ارى بلد آخر قام بإنشاء لجنة لممارسة الأعمال التجارية برئاسة النائب الأول للرئيس نفسه. بالنسبة لنا في وزارة الاستثمار هذا أمر مشجع للغاية ويعني أن هناك اهتماما كبيرا بالاعمال والاستثمار في السودان.

ستكون “ممارسة أنشطة الأعمال التجارية” محور عملنا في العام المقبل. وهي مجال ذو اهتمام مشترك بالنسبة لنا ونظرائنا في لندن ونحن على حد سواء نسعى جاهدين لتحقيق توصيات المؤتمر لتشكيل بيئة الأعمال لدينا لتحقيق النمو والازدهار العالمي.

سمة هامة من سمات مؤتمر هذا العام هو اتاحة المكان والزمان للمشاركين لتعريف أقرانهم بالمبادرات والامثلة المحددة للممارسات التنظيمية الجيدة المطبقة في جميع أنحاء العالم في الوقت الراهن.

جذب المستثمرين

نحن ندرك أنه في الوقت الراهن، ومن أجل جعل السودان جاذب للمستثمرين والتجار، لا بد من اتخاذ عدد من الخطوات. احد أهم هذه الخطوات هو العمل على البنية التحتية التي يحتاجها المستثمرون، على سبيل المثال، المياه. شيء آخر هو العمل على تسهيل إجراءات تنفيذ الأعمال التجارية في السودان وهو ما نقوم به حاليا في وزارة الاستثمار. نحن نحاول الآن تنفيذ تقنية جديدة لتكنولوجيا المعلومات في الوزارة لتسهيل الإجراءات وتمكين المستثمرين من متابعة أعمالهم عبر الإنترنت من المملكة المتحدة أو أي بلد آخر دون الحاجة إلى أن يكون موجودا في السودان.

نحن نخطط أيضا للتعامل مع القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم، واستخدام أساليب مختلفة لتعزيز فرص عمل جديدة. ولدينا الرغبة في مناقشة ذلك بشكل ثنائي في الحوار الاستراتيجي بين بريطانيا والسودان لاستكشاف كيف يمكننا تحسين التجارة بين بلدينا. هناك فرص كبيرة جدا في السودان للاستثمارالبريطاني، بدءا من الأمن الغذائي و مجال التعدين ومجالات أخرى مثل النفط – وسنكون سعداء لرؤية شركة “شل” مرة أخرى في السودان والاستفادة من خبراتهم وبالطبع إذا عادت “شل” الى السودان فإننا سوف نرى الشركات الخدمية الأخرى في مجال النفط والغاز تعود أيضا إلى السودان.

الآفاق المستقبلية للعلاقات بين المملكة المتحدة والسودان

أستطيع أن أرى فرصا كبيرة جدا لرجال الاعمال الأصدقاء في المملكة المتحدة للعمل في السودان كما أستطيع أن أرى فرصا للبعض من رجال الأعمال السودانيين للعمل في المملكة المتحدة

التكنولوجيا البريطانية مألوفة جدا وموثوقة بها بالنسبة للسودانيين. هناك فرص للشركات بدءا من الشركات الاستشارية حتى الآلات والزراعة والثروة الحيوانية. وقد سافر الكثير من السودانيين إلى المملكة المتحدة لاغراض الصحة والتعليم، ويمكن أن تصبح هذه أيضاً من المجالات التي نستطيع اقامة المشاريع المشتركة فيها بين القطاع الخاص في المملكة المتحدة والسودان لإنشاء هذه المؤسسات هنا، سواء المستشفيات والعيادات والمختبرات الطبية، أو الجامعات.

ما نحتاجه من المملكة المتحدة الآن هو المزيد من التعاون، وفتح المزيد من الأبواب للانخراط أكثر مع مختلف الشركاء السودانيين سواء في مجال الاعمال أو السياسة، وعندما يكون لديك الدعم السياسي فإنه من الطبيعي أن تتبع ذلك الأعمال التجارية والاستثمار. كنا نعرف دائما أننا في المملكة المتحدة والسودان نعرف بعضنا البعض بشكل جيد للغاية. السودانيون يسافرون إلى المملكة المتحدة كثيرا، والمملكة المتحدة على دراية بالسودان أفضل من أي بلد آخر في العالم. لقد كان البريطانيون هنا في يوم ما. هنالك فرصة لنقل التكنولوجيا ودخول الشركات البريطانية السودان بصورة اسهل من أي بلد آخر، والعديد من الأجيال الأصغر سنا هنا هم من خريجي الجامعات البريطانية الشئ الذي يوفر القوى العاملة للشركات البريطانية في السودان.

أود أن أشكركم مرة أخرى على استضافتي في هذه المدونة. كان هذا المؤتمر خطوة إلى الأمام. هذه هي المرة الأولى منذ خمسة عشر عاما تتلقى فيها وزارة الاستثمار دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر للأعمال. انه امر رائع أننا الآن في وضع يمكن السودان والمملكة المتحدة من اجراء محادثات بناءة في بيئة مفتوحة و ثقة متبادلة. نحن نتطلع إلى تعزيز علاقاتنا و ننوي دعوة وزيرة الاستثمار البريطاني لزيارة السودان، للتعرف على بيئة العمل بشكل وثيق، وتقديم قطاعنا الخاص وليخبرنا أكثر عن كيفية التعاون مع مختلف المؤسسات في بريطانيا.

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”