Site icon Foreign, Commonwealth & Development Office Blogs

انطباعات مدرب اعلام بريطاني في السودان

Reflections of a British media trainer in Sudan

كمقدمة سريعة ، أنا فخور لكوني مدرب و جزء من مشروع بناء قدرات وسائل الإعلام للسفارة البريطانية الذي تم تنظيمه لأكثر من ٣ سنوات، و قام بتدريب المئات من الصحفيين السودانيين على الطباعة ، ومهارات الإذاعة و التلفزيون ، وكذلك وفرت لهم دورات في اللغة الإنجليزية . يتم تنفيذ المشروع من قبل مؤسسة طومسون والمجلس الثقافي البريطاني

مجال تخصصي هو الراديو. مع اكثر من ٢٥ عاما في العمل مع هيئة الاذاعة البريطانية ، متخصص في الأخبار والشؤون الراهنة ، أنا الآن مدرب مع مؤسسة طومسون و بي بي سي للعمل الإعلامي . هدفي هو فهم احتياجات المتدربين و أرباب العمل، وتقديم الدورات التي تؤدي الى إحداث تغيير و في نفس الوقت تقوم بتحفيز وتطوير امكانيات المتدربين

فيما يلي تقرأون في مدونتي عن سلسلة من الانطباعات عن فترتي في العمل كمدرب في السودان . آمل أن تستمتعوا بها

قصة نجاح امرأة

يوليو ٢٠١٦ : قبل ثلاث سنوات ، كانت هدى محمد واحد من اوائل الذين تم اختيارهم لمشروع وسائل الإعلام المدعوم من المملكة المتحدة في السودان . كان هدفنا هو مساعدة الأفراد على تطوير مهاراتهم و ثقتهم بانفسهم ، لأحداث فرق في بلادهم . لذلك شعرت بالفخر هذا الأسبوع لمعرفة أن هدى حصلت على منحة دراسية في جامعة شيكاغو كجزء من برنامج فولبرايت

فرصة الدراسة في الخارج تحظى بتقدير كبير في السودان ، ولكن على عكس كثيرين ، هدى لا ترغب بالهجرة . ترى مستقبلها في استخدام التعليم والاتصالات لمساعدة النساء والشباب و النازحين و الآخرين على بناء حياة أفضل مرة أخرى في بلدها . كثير من الناس في أفريقيا يهزون أكتافهم و يتسائلون كيف يمكن إحداث التغيير . اشخاص مثل هدى لديهم اجابة على ذلك . انها مثال عظيم و أنا متأكد من أنها ستحقق نجاحا كبيرا

أهمية الإذاعة

انتشار الاخبار والمعلومات الدقيقة يتراجع في أفريقيا بسبب نقص موظفي الإذاعة المدربين. الاعتماد على الخبرء الاجانب ليس هو الحل على المدى الطويل . حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية هي ما نحتاج إليه ، و من اجل هذا السبب وضعت المملكة المتحدة وبلدان أخرى العديد من الموارد لتطوير نوعية ونطاق التدريب الإعلامي . على أرض الواقع ، وهذا يعني إيجاد أشخاص من ذوي الخبرة والشغف والموهبة – و مساعدتهم ليصبحوا الجيل القادم من المدربين

خليل ، اخلاص و عبد الرحيم

في الخرطوم هذا الاسبوع خليل ، اخلاص و عبد الرحيم حققوا اختراق عن طريق تصميم وتقديم أول دورة في يوم و احد لزملائهم. التوتر حفزهم على الاستعداد الجيد . لكن الثقة زادت مع مرور الوقت، و عقدت جلسات مفيدة عن التقارير الإخبارية والصحافة الرياضية والبرامج التفاعلية . وكان المتدربين سعداء جدا

هذه مهمة صعبة ، و طريقة للتعلم عن طريق الممارسة ، حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب الاخطاء . مثل هذه الأيام هي ما يجعل للاشياء قيمة

نشر الكلمة

فبراير ٢٠١٦ : التقيت بانتصار ونهى . انهم صحفيين متعلمين و من ذوي الخبرة . الآن اكتشفوا أن لديهم موهبة لمساعدة الآخرين على التعلم

أخذت هذه الصورة في شقة بسيطة في القضارف في شرق السودان . انها مكان صعب للعمل و كانت المساحة ليست كبيرة. ولكن التدريب الذي ألقاه انتصار ونهى كان نفسا من الهواء النقي للزملاء العاملين في محطة الراديو في هذه المدينة الهامة. هؤلاء النساء يمكن أن يقدموا تدريب افضل من اي مدرب أجنبي . ربما دورات تدريب المدربين كانت أهم شيء أقوم به

في قلب أفريقيا

سنجة

سنجة ، السودان ، أكتوبر ٢٠١٥. ، المدينة المتربة والساخنة على ضفاف النيل الأزرق حيث يتم حساب الثروة بعدد الماشية ، والسائقين يقومون بالانحراف لتجنب القرود التي تمر عبر الطريق . وتيرة الحياة بطيئة ، ولكن داخل قاعة التدريب شيء غير عادي يحدث

ليس فقط أن معظم المتدربين يحصول على أول تدريب رسمي في حياتهم الوظيفية – ولكن ايضا يجرى تدريبهم من قبل زملائهم السودانيين . قضيت اشهرا لمساعدة انتصار عمر و عبدالوهاب صالح على العديد من المهارات اللازمة لتدريس اسلوب صحافة جديدة في السودان . الآن هم المسؤولون عن تصميم وتقديم الدورة . يقومون بتدريب المشاركين بتنويع الأخبار وعدم الاقتصار على اخذ البيانات الصحفية من المسؤولين . ويقومون بتبين لهم كيفية جعل الإذاعة تفاعلية التي تعطي للمستمعين صوتا . و تذكيرهم أن الحيادية و الدقة خطوط حمراء للصحفيين المحترفين

انتصار : مساعدة المتدربين على تطوير مهاراتهم

بعد اسبوع ذهبنا الى الابيض ، وهي مدينة رئيسية في شمال كردفان ، وأيضا في جنوب السودان . الآن انتصار انضمت الى ياسر بشير ، مدير يحظى باحترام كبير للبرامج الشبابية و الرياضية في إذاعة السودان . قام المدربون ببعض المفاجآت – مثل لعبة يقوم فيها المتدربون بوصف الأحداث والمناظر الطبيعية من خلال الصوت فقط – تظهر المستمعين ما يحدث في بلادهم بدون صور أو كلمات . انها واحدة من المهارات الإذاعية الرئيسية ، كما هو القدرة على البحث عن و استجواب مصادر متعددة للأنباء ، التي تمارس من قبل المتدربين بطريقة لعب الأدوار

ياسر طويل القامة – تحدي آخر للمتدربين

انتصار ، عبدالوهاب وياسر يفهمون البلد أفضل من المدرب الأجنبي و يمكنهم تقديم الدروس باللغة العربية. المتدربين فوجئوا انهم يتلقون الدورات في جو مرح ، بدلا من الاستماع إلى المحاضرات المملة . للمرة الاولى وظيفتي هي للجلوس و الاستماع – ما يعكس أنه إذا تم اختيار اناس لديهم الشغف لمساعدة الآخرين ، ومنحهم الأدوات ، فإنهم يمكن أن يحدثوا فرقا حقيقيا في وسائل الإعلام في هذا البلد

جميع الدورات التدريبية تختتم مع أغنية تقليدية

الخرطوم ، السودان ، أغسطس ٢٠١٥ . أنا غالبا مااعمل في شركات اعلامية ساكنة – حيث الأشياء تتغير ببطء والاستماع إلى المستمعين ليس في الحقيقة أولوية . لهذا السبب كان من المنعش زيارة هلا اف ام ، محطة إذاعية مستقلة جديدة في وسط الخرطوم راديوهلا لديه روح الشباب و التفاؤل – و يحب أن يسأل المستمعين عن مايرغبون في أن يتحدثوا عنه

ابي، نضال وفاطمة فريق من الأصوات التي ستستمع لها . الكثير من الشباب يحبون الاستماع – وفي مجتمع محافظ حيث احترام كبار السن متأصل ، فإنهم قد يشعرون انه لايتم سماع أصواتهم . أفضل طريقة لمعرفة ما يدور في عقولهم هو أن نسأل – و زيادة التفاعل عن طريق الرسائل القصيرة ، وتطبيق الواتس اب ان توضح ان الفريق على الطريق الصحيح

مدير البرامج في راديو هلا محمود الجعلي ، جاء للاستوديو لاجراء محادثه باستضافة فاطمة التجاني حول جدول البرامج بعد الظهر. تقول فاطمة ان الشباب في المدينة يريدون التحدث عن العمل ( كيف يمكنني العثور على وظيفة بدوام جزئي ؟) – حفلات الزفاف ( كيف يمكن أن اجد شريكا ؟، هل الأفضل أن يتزوج في سن صغيرة أو ترك الأمر لبعض الوقت ؟ ) – و الشيء الذي يجعل الجميع متذمرا – حركة المرور.

وتكتظ العاصمة السودانية تقريبا في خلال ساعة الذروة بعد ظهر اليوم ، هي اخبار سيئة للطلاب والعمال و الناس في مجال الأعمال التجارية ، في واقع الأمر للجميع تقريبا . في حالة عدم وجود معلومات محدثة عن اخبار المرور من السلطات ، فاطمة تجند المستمعين أن يكونوا عيون واذن للمحطة . أنها تحصل على اتصالات لتنبيه الجميع إلى مشاكل حركة المرور – و يتم بث المعلومات على الهواء مباشرة

تحت الضغط

ببساطة – نحن صحفيين . ننقل الاخبار

  

السرد القصصي هو من صميم عملي . سواء كان ذلك في الاخبار أو مساحات الترفيه ، فإنك لن تكون جيد على الهواء ما لم تتمكن من جذب والحفاظ على المستمعين . محمد ، مراسل ذو خبرة كبيرة ، تحت الضغط : مهمته ، نقل قصة لمدة دقيقتين باللغة العربية مع بداية ووسط ونهاية . تم تكليف الاشخاص الاخرين في الغرفة بالوقوف – والجلوس فورا اذا فقد محمد انتباهه. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الجمهور – إذا كانوا لا يريدون الاستماع يقومون باغلاق الراديو

بعد دقيقتين ، كان الجميع لا يزال على أقدامهم . وكانت قصة محمد حول الناس الذين ينشرون صورا لحوادث الطرق على وسائل الاعلام الاجتماعية قبل مساعدة الضحايا. أدى ذلك إلى نقاش حول مجتمع متغير . ردود الفعل : كل شيء جيد

ببساطة – الفشل في اخبار قصة جيدة – يفقدك المستمعين

قضايا الحياة والموت

مناقشة عاطفية مع نهى أحد محرري الأخبار في إذاعة السودان في أم درمان . ” يجب علينا أن نتحدث عن تغطية الصراع ” ، نهى تقول لي – موضحه أنه من ادوار ومسؤوليات الصحفيين في مكان مثل السودان و شيء يجب على الجميع العمل عليه

انها محقة. أصبحت بلادها أصغر بكثير في عام ٢٠١١ عندما انفصل جزءا منه ليصبح دولة جديدة في جنوب السودان . الشئ الذي لم يأتي بسلام دائم – انها قصة مأساوية مما يشكل تحديات ضخمة بالنسبة للصحفيين

لذلك طلبت من نهى تقديم عرض حول تقارير الصراع وقيادة المناقشة كجزء من البرنامج التدريبي لمؤسسة طومسون . أثارت نهى العديد من الأسئلة الهامة : هل من مهمتنا ” تعزيز السلام و المصالحة ” – أو نقل ما نراه و نعتقد أنه الحقيقة؟

الصحفيون هم مواطنون أيضا – ماذا إذا كانت تغطية الحدث قد تسهم في عدم الثقة أو حتى انهيار مبادرات السلام ؟ هل على الصحفيين الموافقة ليكونوا جزءا من القوات المسلحة في كلا الجانبين في مقابل الحصول اخبار جيدة ؟

وهناك أيضا المشاكل العملية – مثل العمل في منطقة الخطر . سمعت عن قصة عندما قرر صحفيين الذهاب إلى خط الجبهة مع قافلة للجيش – نصحهم الجنود أن الوضع خطير ، ولكن ذهب الصحفيين قدما في السعي وراء الخبر و قتلوا

و ماذا عن الوصول إلى الحقيقة في بلد به عدد من اللغات و اللهجات ؟ نفس الكلمة في لهجة واحدة قد تعني شيئا آخر في بلد آخر ؟ كيف سيؤثر ذلك على دقة وموثوقية التقرير الاخباري ؟ وهذا يؤكد مسؤولية الصحفي لفهم الوضع المحدد ، و أن يكون دقيقا في استخدام اللغة

Exit mobile version