3 March 2016 Khartoum
الإنطباعات الأولى
كانت انطباعاتي الأولى خاطئة . عندما وصلت في نوفمبر الماضي ، أعتقدت أن هناك احتمال محدود لفرص تنمية حقيقية في السودان . وأعتقدت ان الفترة الطويلة للصراع في دارفور تعني أنه سوف يكون هناك فرص قليلة لإحراز تقدم. وأعتقدت ايضا أن المجتمع الدولي قد اصبح مقيدا في تعامله مع عدد قليل من الخيارات ما عدا تقديم المساعدات الإنسانية ، وتوفير الخدمات الأساسية. ولكن ليست هذه هي حقيقة الوضع . تحت القضايا السياسية الكبيرة التي يمكن أن تبدو مستعصية على الحل ، وجدت بيئة تطوير نابضة بالحياة ومرنة وحيوية ، تتيح فرصا متعددة – بل ومحفزة – للمشاركة مع الجهات الحكومية وغير الحكومية ، لتحقيق التنمية الفعالة لشعب السودان
تعامل السودان مع الكثير من القضايا . الصراع والحرب الأهلية (لا تزال لم تحل بشكل كامل )، اتفاقية السلام الشامل ، الاستفتاء في جنوب السودان ، و تقسيم البلاد . خسارة عائدات النفط و الأثار المترتبة من ذلك على الاقتصاد الوطني. توابع الأحداث المؤثرة في أحدث دولة في العالم لا تزال محسوسة . لا يزال الصراع في دارفور و المنطقتين دون حل. جهود التوصل إلى حل سلمي وعادل عن طريق وساطة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى تتذبذب بين اديس أبابا و برلين مع عدم وجود نهاية واضحة في الأفق . الحوار الوطني ناقش قضايا هامة حول الشكل المستقبلي للهوية الوطنية السودانية . استفتاء دارفور حول ما إذا كان ينبغي أن تكون هناك سلطة إقليمية واحدة أو الابقاء على الولايات الخمس الموجودة ، له توابعه الوطنية والإقليمية و الدستورية ولذلك كثير من الأشياء التي تحدث هنا – و يتعين على المجتمع الدولي أن يشارك فيها
بطبيعة الحال، فإن ” المجتمع الدولي ” ليس كيان واحد . لا يوجد صوت واحد ، أو جدول أعمال مشترك . هناك العديد من وجهات النظر المختلفة وطرق العمل عبر الوكالات التابعة للامم المتحدة ، و الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ، والولايات المتحدة . هناك أيضا أصوات مؤثرة بشكل متزايد على مسرح التنمية في منطقة الشرق الأوسط والصين و الهند . الاختلافات في الرأي و وجهات النظر دليل على التعقيدات في مجال التنمية – و إلى حقيقة أنه لا يوجد ، نهج صحيح واحد . ولكن هناك حاجة لتحسين التوافق و تنسيق جهود التنمية ، وتوحيد جهودنا بشكل افضل . و يبدو أن هناك رغبة حقيقية بين معظم شركاء التنمية والجهات المانحة و المنظمات غير الحكومية ، للعمل معا للتركيز على مستقبل سلمي و عادل لجميع السودانيين
بطبيعة الحال، فإن حكومة السودان ليست بناء ذات بعد واحد . هناك العديد من الوزارات والهيئات المختلفة مع اهداف مختلفة ، ومسؤوليات ، و جداول اعمال، تحاول العمل مع محدودية الموارد و القدرات . من منظور التنمية ، عدد من المؤسسات الحكومية التي تحتاج إلى التعامل معها – وخاصة في العمليات البيروقراطية – تسبب استنزاف كبيرا في الوقت والطاقة . ومن الواضح أن هناك ازمة ثقة – يحتاج جميع الاطراف الى العمل الجاد للتغلب على سوء الفهم ، وترك الأفكار المسبقة ، والعمل معا لتطوير البلاد
الانطباعات الأولى غالبا ما تكون خاطئة . يحتاج الامر الى الوقت ، والتعرف ، والمحادثة ، والدراسة والتجول للبدء في فهم أي مكان – خصوصا في مكان معقد و صعب كما هو الحال في السودان . يسرني ان كانت انطباعاتي الأولى خاطئة . التعقيد ،والحيوية ، والطاقة ، والفرص و التحديات التي تقدمها بيئة التنمية في السودان تجعل هذا المكان رائع و مثير
قد تكون الظروف السياسية غير مواتية في الوقت الحالي نحو تنمية مستدامة في السودان. ولكننا نقدر الكثير من المساهمات الرائعة من امثالكم. مرحبا بكم بيننا
هذا تحليل موضوعي .. اتفق معكم على ضرورة الاستمرار في بذل هذه الجهود الانسانية متزامنة مع تكثيف الجهود لوضع حد للنزاعات المسلحة واستعجال الاتفاق القومي على مستقبل الحكم في السودان ديمقراطياً بلا هيمنة أو وصاية او محاولة إقصاء الاخر العقدي أو السياسي أو الإثني