Projects officer, British Embassy Khartoum

المدون الضيف Michael Aron

2 November 2015 Khartoum

١٥ عام على اصدر مجلس الامن قراره بشأن المرأة ، السلام والأمن

احد مميزات كوني امرأة في السودان يكمن الترحيب الذي اجده في بيوت الاسر السودانية والفرصة لتناول اطراف الحديث وقضاء الوقت مع نساء أخريات
خلال احد رحلاتي إلى شمال السودان، ذهبت انا وزوجي إلى منزل العائلة بالقرب من كرمة وكالمعتاد انضممت إلى النساء والأطفال، وبدأنا في الدردشة وتناول أكواب من الشاي. وبعد مناقشة واحد من مواضيعي المفضلة عن طُرق التجميل السودانية لاحظت ان يدي ابنة ربة المنزل مُزينة بحناء جديدة فسألت ان كان ذلك لمناسبة خاصة. ولكن قبل ان يسترسلوا في الشرح اتضح لي أنها خضعت مؤخرا ختان الإناث

ختان الإناث منتشر في كثير من أنحاء السودان. ومع ذلك، كانت تلك هي المرة الأولى التي احتككت مع القضية بصورة مباشرة. قد تجعلك الحياة في الخرطوم بعيداً وغير مدرك للقضايا اللتي تواجه النساء في مختلف انحاء السودان. نسمع عن التصريحات والبيانات التي تم جمعها ولكن في كثير من الأحيان تكون الارقام اكبر من مقدرتنا على استيعابها ويضيع صوت من تُشير لهم هذه الارقام.

وما يزيد الأمر سوءا وصمة العار التي تُصاحب هؤلاء الذين يتحدثون عن القضية علناً، حيث بذلك، يذهب المرء ضد تقاليد اجتماعية مُتأصلة

على الرغم من ذلك، هناك البعض مثل الناشطات السودانيات الذين يتسمون بشجاعة تدفعهم لإثارة هذه القضايا علنا، وبالتالي ضمان سماع أصوات النساء والفتيات. الحديث علنا ​​بشأن قضايا مثل ختان الإناث وزواج القاصرات والعنف القائم على نوع الجنس، بما في ذلك العنف الجنسي في حالات النزاع، يضع هذه القضايا في المُقدمة على الساحة السياسية لضمان ان يُصبح واقع الحياة في السودان للنساء مُتوافقاً مع  حقوق المرأة المنصوص عليها في القانون السوداني

لقد تم قطع خُطوات كبيرة لإدراج صوت المرأة في السياسة – وهو شيء مُتوقع لدولة كانت رائدة في المنطقة عندما عينت أول برلمانية في عام 1965 وأول عضوة في مجلس الوزراء عام 1972. وبفضل عمل جماعات الضغط النسائية الغير حزبية تم جلب 16 امرأة للحوار الوطني للمشاركة بصفتهم شخصيات قومية، مما اضاف للنجاح السابق حين تم تخصيص نسبة ٣٠٪  في البرلمان للنساء. وقد شهدت انتخابات عام 2015 فوز امرأة بدائرة جغرافية ضد منافسيها من الرجال.

وقد اتخذت الحكومة السودانية العديد من الخطوات الهامة من أجل حقوق المرأة . احد تلك الخطوات كانت التوقيع على قرار الامم المتحدة 1325 “المرأة والسلام و الأمن ” في عام 2000. هذا الشهر يصادف الذكرى ال15 لهذا القرار،مما يُتيح الفرصة للنظر إلى الوراء و تقييم التقدم الذي تم احرازه في الفترة الماضية. على مدى العامين الماضيين ، وضعت الحكومة السودانية خطة عمل وطنية استجابة لقرار 1325. الخطة حاليا في مرحلة الصياغة النهائية ومن المتوقع ان تنجح الخطة القومية بعد التشاور مع المجتمع المدني في صُنع تأثير حقيقي من خلال تحسين حياة النساء اللاتي تأثرن بالنزاعات. وقد صاغت الحكومة مؤخراً استراتيجيات قومية لإنهاء ختان الإناث و زواج القاصرات والتي سُيعلن عنها قريبا

ترحب المملكة المتحدة بهذه الخطوات من الحكومة و تشجع بقوة التعاون والتشاور مع المجتمع المدني لصُنع خطة عمل قومية واستراتيجيات مفيدة، فعالة و ذات صلة في السودان

تُشير خطة العمل القومية الشاملة والاستراتيجيات الى بداية رائعة، ولكن ما زالت المتطلبات كثيرة لإحداث فرق في حياة النساء والفتيات في جميع أنحاء السودان

تعمل المملكة المتحدة في جميع أنحاء العالم نحو هدفها المتمثل في منع العنف الجنسي في حالات النزاع ، وتحسين وصول المرأة إلى العدالة من خلال معالجة ثقافة الإفلات من العقاب ، لضمان مُحاكمة الجناة وضمان دعم أفضل للناجين في كل مناطق النزاع في العالم

لقد عملنا في السودان أيضا على إنقاص ممارسة ختان الإناث من خلال دعم حملات المجتمع والدولة و الحملات الوطنية التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير اجتماعي ضد مثل هذه التقاليد

على الرغم من انه قد فات الاوان لابنة مُضيفتي، الا اني آمل أن تؤدي الخطوات الإيجابية التي تتخذها الحكومة ، جنبا إلى جنب مع نشاط المجتمع المدني والناشطين و السياسيين والأفراد، والمجاهرة بالحديث والالتفاف حول نفس الاجندة سيُمكن من إحداث فرق في حياة فتيات سودانيات أخريات مثلها

حول Michael Aron

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015. After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr…

Mr Michael Aron has been Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan since August 2015.

After studying Arabic at Leeds University and before joining the FCO in 1984 Mr Aron worked as an English teacher in El-Damer Secondary School in northern Sudan for two years. Since then his FCO career has been focussed on the Middle East and North Africa, including as Ambassador to Kuwait, Iraq and most recently Libya.

On his appointment as Her Majesty’s Ambassador to the Republic of Sudan, Mr Aron said:

“I am delighted to be returning to Sudan after 30 years. I have very fond memories of the charm, hospitality and generosity of the Sudanese people I met and worked with and I look forward to renewing friendships, developing new relationships and working with all parties to help Sudan overcome the challenges it faces.”