السؤال الأول تقريبا الذي سألني له الجميع منذ وصولي إلى السودان بعد غياب دام أكثر من ٣٠ عاما هو هل تغير السودان ؟
كنت هنا في عام ١٩٨٠ ,قمت بتدريس اللغة الإنجليزية في مدرسة ثانوية في بلدة بشمال الدامر . هناك بالطبع الكثير من المباني الجديدة في الخرطوم ولكن لا أعتقد ان المباني هي التي تميز البلدان أو المدن ، انهم الناس. و أستطيع أن أؤكد أن الشعب السوداني لم يتغير – أنهم لا يزالوا كما هم ودودين ، سخيين ومرحيين كما كانوا عليه عندما كنت هنا من قبل . لذلك أنا أتطلع قدما إلى حد كبير لفترة عملي كسفير وأنا متأكد من أنني سوف استمتع بها بقدر ما فعلت عندما كنت مدرسا
أكثر من ٦٠ ٪ من الشعب السوداني تحت سن ٢٤ ومتوسط العمر هو ١٩ عاما فقط لذلك من البديهي القول ان مستقبل البلاد يكمن في شبابها . لذا يسرني أن مشاركاتي الاولى كانت مع الطلاب السودانيين الشباب و المتحمسين وأصحاب المشاريع
كان الحدث الأول هو إطلاق الموسم الثالث من برنامج مشروعي ، و هو برنامج تلفزيوني يجمع في فكرته بين برنامجين بريطانيين شهيرين الهدف منه تعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب والابتكار و التي نديرها مع شركائنا في اتحاد شباب رجال الأعمال السودانيين و المجلس الثقافي البريطاني . كان من المفيد ان التقي بالفائزين في الموسمين السابقين واستمع الى خطط الموسم الثالث – حتى الان قام المشروع بتدريب ٦٥٠ شابا وشابة في اثني عشر مدينة سودانية و هذا العام ونحن نهدف إلى دعوة المزيد من رجال وسيدات الأعمال البريطانيين إلى السودان لتبادل خبراتهم وزيادة التعاون مع الجامعات السودانية برنامج مشروعي هو لجميع السودانيين – أي شخص لديه فكرة عمل جيدة ينبغي أن تطبق و يمكن للجميع مشاهدتها على قناة النيل الأزرق
أما الحدث الثاني هو إحتفال على شرف وداع أحدث دفعة من الدارسين الفائزين بمنحة شيفننغ لدى مغادرتها السودان للدراسة في المملكة المتحدة. لقد تضاعف عدد المنح الدراسية للسودان و سوف نقوم بزيادته إلى أبعد من ذلك في العام المقبل . لقائي مع الدارسين كان ملهما للغاية احدهم طالب طب يود ان يتخصص في علم الأعصاب حاول إقناعي بأن عملية زرع رأس كاملة ليست سوى قاب قوسين أو أدنى , بعد دراسته في كوين ماري ، جامعة لندن ، قال انه يخطط للعودة إلى الخرطوم للانضمام الى عدد محدود جدا من اخصائي الأعصاب الذين يعملون في المستشفيات بالسودان
يستهدف برنامج منح شيفننغ أولئك الذين يمكن أن يصبحوا قادة المستقبل في السودان والذين سيساعدونا على تعزيز علاقات أفضل و أقوى بين السودان والمملكة المتحدة. طلبات الحصول على المنح الدراسية في العام المقبل مفتوحة الان , إذا كنت ترغب في التقديم أنت أو أي شخص تعرفه يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات على موقع شيفننج . الموعد النهائي هو ٣ نوفمبر ٢٠١٥ ، ولكن لا تتأخر ! نحن مهتمون بشكل خاص بالمرشحين من خارج الخرطوم ، الذين كانوا أكثر صعوبة بالنسبة لنا للوصول اليهم في الماضي
في وقت لاحق من هذا الشهر ، في١٥ سبتمبر ، سوف نحتفل باليوم الدولي للديمقراطية ، بعد ٨٠٠ عاما على توقيع ماغنا كارتا ، الاتفاق بين البارونات الإنجليز و الملك جون ، الذي وصف بأنه ” الأساس لحرية الفرد ضد السلطة التعسفية للطاغية’’
باعتبارها واحدة من أقدم الديمقراطيات في العالم ، فإنه ليس من المستغرب أن نؤمن أن مؤسسات قوية ديمقراطية والحكومات التي يمكن مسائلتها، هي التي تدعم الحقوق العالمية وسيادة القانون، وهي اللبنات الأساسية لدول آمنة ومزدهرة. ولكننا ندرك أيضا أن الديمقراطية ليست شيئا يمكنك تحقيقه عن طريق الضغط على زر -انها تستغرق وقتا لتتطور وتتجذر و هناك حتما نكسات في بعض الأحيان. ولكن هل الديمقراطية نفسها صالحة لكل البلدان- أنها ليست ” حجم واحد يناسب الجميع انها نوع من النظام – يتعين على البلدان المختلفة تطوير الديمقراطية التي تناسبهم و شعوبهم . تشير الدلائل إلى أن وتيرة التحول الديمقراطي على مستوى العالم قد تباطأ في السنوات الأخيرة، ولكن أنا مقتنع بأن الديمقراطية هي الطريق إلى الأمام وأنا أتطلع قدما للعمل مع السودانيين الذين يشاركوننا هذه الرؤية
كانت خيبة أمل حقيقة لي أن تويتر لا يستخدم على نطاق واسع في السودان , أقل مما هو عليه في ليبيا ( اخر تغريداتي المنشورة) . أنا أحب فورية تويتر ، وإتاحته الفرصة للانخراط مباشرة مع الناس قد لا تحصل على فرص للقائهم. يرجى متابعتي على HMAMichaelAron و دعونا نحاول توسيع قاعدة استخدام تويتر في السودان – ولكن من فضلكم اجعلوه لطيفا