18 August 2014 Sana’a, Yemen
اليوم العالمي الإنساني
منذ تفجير مقرات الأمم المتحدة في بغداد في 19 أغسطس 2003 جرى تشريف هذا اليوم تخليداً لذكرى أولئك الذين يواجهون الأخطار وهم يساعدون الآخرين. والأن في العام 2014 تزايد عدد الناس الذين يحتاجون مساعدات إنسانية وعلى نحو غير معهود. ومع الصراعات الدائرة حالياً في 33 بلداً وتزايد وتيرة الكوارث الطبيعية التي تمس حياة الملايين فإن العالم أضحى في أمس الحاجة إلى كل من لديه الرغبة والاستعداد للمساعدة في إنقاذ حياة المتضررين والتخفيف من معاناتهم .
ونحن اليوم نحني رؤوسنا إكباراً واحتراماً للعاملين في المجال الإنساني هنا في اليمن حيث يتسع نطاق الاحتياج على نحو هائل، فمن بين 28 مليون شخص ممن هم في حاجة إلى المعونات الإنسانية في منطقة الشرق الأوسط فإن أكثر من نصف هذا العدد موجودون في اليمن. ويأتي عمال المساعدات الإنسانية من جميع مناطق اليمن ومن بلدان خارج اليمن لتوفير الحماية وتقديم المساعدة, وهؤلاء يتعرضون للأخطار وصور الإعاقة اليومية وهم يحاولون تأدية عملهم. وبالإضافة إلى المخاطر المتصلة بالنزاعات النشطة ثمة خطر معين يواجه عمال المساعدات الإنسانية في اليمن ونعني به تحديداً مخاطر الاختطاف. فمن بين جميع البلدان في العالم التي يعمل فيها عمال المعونات الإنسانية يأتي اليمن ثانياً بعد أفغانستان من حيث عدد حوادث اختطاف عمال الإغاثة, ومع ذلك وعلى نحو يستعصي على الفهم ويحظى بالإعجاب يواصل عمال المساعدات الإنسانية في اليمن عملهم في هذا البلد في مواجهة كافة أنواع الشدائد.
يواجه اليمنيون يومياً ظروف أمنية صعبة وفي بعض الأحيان مرعبة ويعيش عمال المساعدات الإنسانية في اليمن مع إدراكهم أنه مع إشراقة كل صباح فإنهم والموظفون الدوليون يضعون أنفسهم في مثل هذه الأوضاع يومياً وهم يمدون يد العون للآخرين.
إنه من دون عمل العاملين الإنسانيين في اليمن فإن الكثير من الأطفال سيموتون بسبب سوء التغذية كما سيتزايد عدد أولئك الناس الذين يعاونون من الأمراض الناجمة عن تناولهم مياه غير نظيفة كما سيتزايد عدد أولئك الذين لا يحصلون على مأوى في حالة الطوارئ عندما تضطرهم الصراعات إلى النزوح من منازلهم, و لن يكن بوسع المملكة المتحدة والمانحين الآخرين أن ينفذوا برامج المساعدات الإنسانية في هذا البلد لولا هؤلاء العمال الذين يقفون على استعداد لتعريض سلامتهم وأمنهم الشخصي للخطر من أجل الآخرين.
ومن هنا فإننا نحني رؤوسنا إكباراً واحتراماً لشاعة وثبات هؤلاء اليمنيين الذين يقدمون العون والإغاثة ويساعدون إخوانهم في الوطن على أساس الحاجة فقط ضاربين صفحاً عن أي انتماءات قبلية أو غيرها. وبنفس القدر نقدم اعزازنا واحترامنا لأولئك الذين يأتون اليمن من بلدان أخرى.
تعهد برنامج العمل الإنساني للمملكة المتحدة في اليمن بقديم 116 مليون دولار على مدار عامين. ونحن بهذا نكون أول الرواد المقدمين لتمويل متعدد السنوات والذي يتيح معالجة احتياجات مزمنة وليس فقط الاحتياجات الآنية. هذا العام تمكن عمال الإغاثة الإنسانية بالوصول بالفعل إلى ما يزيد عن 318000 شخص من خلال العون الإنساني الثنائي المقدم من المملكة المتحدة، وتلقى ما يربو على 55000 شخص مساعدات نقدية وأكثر من 24000 حصلوا على مساعدات في شكل أصول معيشة كما تلقى أكثر من 73000 علاجاً من حالات سوء التغذية الحادة والشديدة. ومثل هذا لم يكن له ليتأتى من دون شركاء العمل الإنساني الذين عملوا على تحقيقه.
تقدم المملكة المتحدة معونتها للاستجابة للوضع الإنساني في اليمن عبر عدد من شركاء العمل الإنساني بما في ذلك منظمات غير حكومية دولية ومحلية وكذا وكالات الأمم المتحدة العاملة في اليمن. في هذا العام احتفاءً باليوم العالمي الإنساني دشن أمين عام الأمم المتحدة السيد بانكي مون حملة يستحث فيها الناس على المشاركة والتحرك لكي نصنع فرقاً للإنسانية لأن عدد من يحتاج إلى المساعدة الإنسانية من الناس يتزايدون أكثر من أي وقت مضى.
أنظر: www.worldhumanitarianday.org.