20 June 2014 Sana’a, Yemen
اليوم العالمي للاجئين: تحدٍ لهذا الزمان
يوافق العشرين من يونيو اليوم العالمي للاجئين وهو اليوم الذي تسعى فيه وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها حول العالم إلى لفت انتباه عامة الناس إلى ملايين اللاجئين والنازحين في جميع أنحاء العالم. وقد أضطر كثيرون إلى الفرار من ديارهم بسبب الحرب والصراع والاضطهاد.
اليمن هي الدولة العربية الوحيدة في شبه الجزيرة التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 بشأن اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967. فهي موطن لـ 230,000 لاجئ صومالي على الأقل، (في أعلى ثالث مرتبة بعد كينيا واثيوبيا)، والكثير مازالوا يصلون شهريا.
اليوم العالمي للاجئين هذا العام سيكون مؤثرا بشكل خاص في اليمن حيث، قبل بضعة أسابيع، حدثت مأساة جديدة لقارب قبالة سواحل اليمن. لقي 62 شخصا حتفهم، غالبيتهم من المهاجرين الصوماليين والأثيوبيين. تم دفن الضحايا من قبل السكان المحليين بعد أن جرفت المياه جثتهم إلى شواطئ في اليمن بالقرب من باب المندب.
هذه المأساة هي الأكبر من حيث خسارة الأرواح هذه السنة للمهاجرين واللاجئين ممن يحاولون الوصول إلى اليمن عبر البحر الأحمر وخليج عدن. وتأتي بعد حوادث سابقة في يناير ومارس وابريل، ليصل مجموع الوفيات المعروفة في البحر من الناس الذين يحاولون الوصول إلى اليمن إلى 121 على الأقل حتى الان هذا العام.
وقد عبر أكثر من نصف مليون شخص (معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين والإيريتريين) المياه الخطرة لخليج عدن والبحر الأحمر في محاولات للوصول إلى اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية. العديد منهم يرى اليمن كمنطقة عبور إلى بقية شبه الجزيرة العربية، ولكن بعد ذلك يتعثرون هنا. دائما ما تكون القوارب تقريبا مكتظة بشدة وبحسب ما ورد يلقي المهربون بالركاب في البحر لمنع انقلاب القارب أو تجنبا للاكتشاف. وقد أسفر ذلك عن وقوع مئات الضحايا الغير موثقين في السنوات الأخيرة.
وبما أن هؤلاء “لا ينتمون” فهم عرضة للاستهداف لكونهم “مختلفون” وعرضة للمزيد من النزوح من ديارهم المؤقتة. تقرير هيومن رايتس ووتش مؤخرا (مخيمات التعذيب في اليمن، مايو 2014) يروي قصص الاعتداء المنهجي والاحتجاز غير القانوني والابتزاز للمهاجرين الاثيوبيين، بينما هم في طريق العبور من خلال اليمن إلى المملكة العربية السعودية. وبحسب ما ورد يتم التقاط المهاجرين من على الشواطئ اليمنية، واقتيادهم إلى اماكن الاحتجاز حيث يتعرضون لمعاملة مهينة ومؤلمة من أجل ابتزاز المال منهم أو من عائلاتهم. أولئك الذين يرفضون أو لا يستطيعون الدفع يتم ضربهم أكثر أو قتلهم.
المملكة المتحدة تدعم المجلس الدنماركي للاجئين (DRC) في اليمن. فرق الحماية التابعة للمجلس تقوم بدوريات في الخط الساحلي للبحر الأحمر وخليج عدن لاعتراض وتسجيل الوافدين الجدد وتزويدهم بالمساعدة الإنسانية، وتقديم المشورة والحماية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المجلس مع المجتمعات التي تستضيف المهاجرين والسلطات المحلية لتحسين ظروف استقبال المهاجرين الواصلون إلى اليمن.
وتدعم المملكة المتحدة أيضا المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لتعزيز وتدعيم المساعدة للحكومة اليمنية في قضايا الهجرة الرئيسية مثل منع الاتجار بالأطفال، والمساعدة على العودة الطوعية للمهاجرين الإثيوبيين الذين تقطعت بهم السبل في الصومال في طريقهم إلى اليمن والمملكة العربية السعودية وتعزيز القدرات الحالية للسلطات المحلية في إدارة الهجرة.
في حين يستمر الصراع في الصومال وإثيوبيا، سوف تستمر القوارب في حمل الناس إلى اليمن سعيا في غالب الأمر إلى العبور من خلالها ولكنهم يعلقون هنا. تحتاج قضية اللاجئين في اليمن إلى نهجا مشترك حكوميا حيث تعمل اليمن من خلاله مع جيرانها وذلك في سبيل رفع مستوى الوعي في أوساط اللاجئين المحتملين عن المخاطر، وإدارة الهجرة وحماية الضعفاء.