Avatar photo

Hugo Shorter

British Ambassador to Lebanon

25 May 2016 Beirut, Lebanon

حبّاً بلبنان، انتخبوا رئيساً

“يحيي” لبنان اليوم ذكرى مرور سنتين من دون رئيس للجمهورية.

أحيت جامعة سيدة اللويزة مؤخراً الذكرى ال500 لنشر كتاب يوتوبيا (او المدينة الفاضلة) لتوماس مور. بحسب ايراسموس ان عبقرية مور “بلغت حدا لم ولن تشهد له بريطانيا مثيلا”. لكن رغم الاهمية الوطنية التي يمثلها توماس مور في بلادي أعتقد انه يتناسب تماما مع لبنان الحديث.

ما هي يوتوبيا لبنان؟ يذكرنا الفراغ الرئاسي للأسف بالعقبات التي يمكن ان تنجم عن النظام الطائفي، والقادرة على شل الدولة وإضعافها. من دون شك يوتوبيا لبنان يجب ان ترتكز على التعايش. لكن الأمر الاساس: هو على الذين يريدون المحافظة على شكل من اشكال التعايش ان يتمسكوا بالدولة القوية لان النظام الذي لا يوفر الخدمات الاساسية وفرص العمل وحكم القانون هو نظام غير قابل للحياة. هذا يعني مساءلة ديمقراطية ومحاسبة قانونية تتجاوز عملية التقسيم الحسابية للدولة ومحسوبياتها على اسس طائفية ونظاما لا تشله الصراعات الطائفية، ويعمل لصالح اللبنانيين.

انتخاب رئيس أمر مهم طبعاً. فلبنان ظلّ مستقرا بفضل صمود شعبه ومرونته وعمل بعض المؤسسات اللبنانية الرئيسية الإستثنائي والدعم الدولي المتزايد له. لكن الفراغ يؤدي الى تآكل أسس الدولة ويصعِّب على الحكومة أخذ القرارات المطلوبة خاصة بالنسبة الى الاولويات الاقتصادية والامنية. وكنتيجة لذلك اصبحت الاصلاحات الاقتصادية الاساسية تنحرف فيخشى بذلك أن يفوّت لبنان على نفسه فرصاً كبيرة نتيجة مؤتمر لندن ليطور مشاريع بنى تحتيّة واسعة النطاق من شأنها ان تؤدي الى خلق فرص عمل وانعاش الاقتصاد.

ان الانتخابات البلدية التي تجري حالياً خير فرصة لإنعاش العملية الديمقراطية. ولكنها لا تعتبر بديلاً عن انتخاب رئيس أو عن اجراء انتخابات برلمانية بأوسع مشاركة ممكنة (ان لجهة المرشّحين أو الناخبين). لست أنا من يحدّد أي قانون انتخابي يجب أن يعتمد أو ما هي الاصلاحات المؤسساتية المطلوبة لكن يبدو لي أن نمط “كلما تغيرت الامور كلما بقيت كما هي” قد استنفذ.

كيفية الوصول الى المدينة الفاضلة مسألة غالبا ما تشكل محور نقاش سياسي شرس وتغيير صعب. على قادة البلاد تحمّل مسؤولياتهم في حماية وتعزيز التعايش الذي يشكل رمز لبنان عبر التوافق في ما بينهم والمساومة على الحل للسير قدماً. لقد آن الاوان لكي يكون للبنانيين وطن يبرز ديناميكية هذا الشعب وابداعه، وطن يزدهر مجدداً كنموذج لتعايش ناجح وكهمزة وصل فريدة بين الغرب والشرق الاوسط.

لقد آن الاوان ليكون للبنان رئيس.

حول Hugo Shorter

Hugo Shorter was appointed Her Majesty's Ambassador to Lebanon in September 2015. He presented his credentials on 16 November 2016 following the election of Lebanese President General Michel Aoun. This…

Hugo Shorter was appointed Her Majesty's Ambassador to Lebanon in September 2015. He presented his credentials on 16 November 2016 following the election of Lebanese President General Michel Aoun.
This is his first Ambassadorial position coming straight from personally advising the Foreign Secretary on a wide range of Foreign Policy priorities as Head of External Affairs for Europe Directorate. In this role he has accompanied the Foreign Secretary on a monthly basis to the Foreign Affairs Council of the EU, helping negotiate EU foreign policy decisions in areas such as crisis management, sanctions and military operations. He has also co-ordinated the UK’s foreign policy work on G7/8, including during the UK G8 presidency in 2013 and the G8 Summit at Lough Erne. This work comes after an early-career focus on defence, security and trade policy, and successful postings as Minister Counsellor for Europe and Global Issues, Paris and Deputy Head of Mission, Brasilia.

Hugo Shorter, like many Lebanese, has a special connection to Brazil, having grown up there and attended school in Rio de Janeiro, before taking degrees at Oxford University and the École Nationale d’Administration.

He arrives in Lebanon with his wife Laura and three children.