يصادف الأسبوع الحالي مرور عامين منذ اتخاذ المملكة المتحدة لقرارها بالانضمام للتحالف الدولي – تحالف متحد يضم 67 من الشركاء الدوليين العازمين على إضعاف وهزيمة داعش. والآن، وقد مضى عامان منذ تأسيس التحالف، بدأت جهوده تؤتي ثمارها. حيث إن عدد المقاتلين الأجانب الذين يسافرون إلى العراق وسورية للالتحاق في صفوف داعش قد انخفض بمعدل 90%، وعاد ما يفوق ثلاثة أرباع المليون عراقي إلى مناطق محررة من الإرهابيين. وقد خسر داعش أراضي في أنحاء العراق وسورية. ببساطة، داعش يواجه الفشل في تأسيس “دولته”.
وللمملكة المتحدة دور قيادي في هذه الجهود في كل مرحلة من المراحل. فعلى الصعيد السياسي، ساعدنا في تأسيس هياكل التحالف. وعلى الصعيد العسكري، نفذنا ما يربو على 1,000 ضربة جوية في العراق وسورية؛ وقدمنا معلومات ناتجة عن استخبارات وعمليات استطلاع متطورة؛ ودربنا ما يفوق 25,000 من أفراد القوات العراقية. وعلى الصعيد الإنساني، استضفنا “مؤتمر مساعدة سورية والمنطقة” – الذي جُمع فيه في يوم واحد أكثر مما جُمع في أي فعالية أخرى في التاريخ؛ ورصدنا ما يربو على 2.3 مليار جنيه استرليني من المساعدات الإنسانية لمساعدة المتضررين من الصراع في سورية – وتلك استجابة من المملكة المتحدة لم يسبق لها مثيل لأزمة إنسانية واحدة.
لكن أحد المجالات التي كان لنا فيها أكبر أثر هو قيادة الاتصالات الاستراتيجية للتحالف. فمنذ عام بالضبط، أطلقت المملكة المتحدة “خلية التحالف الدولي للاتصالات الاستراتيجية”، وكان الهدف من إطلاقها مكافحة دعاية داعش وتدمير هويته.
وقد استطعنا منذ ذاك الحين، بفضل قيادة المملكة المتحدة، تغيير الخطاب الدولي بشأن داعش – من خطاب يتحدث عن أعمال داعش الوحشية إلى خطاب يسلط الضوء على فشله. وكان لذلك دور حيوي في تدمير صورة داعش وتقليل قدرته على التجنيد. وقد فعلنا ذلك عن طريق توزيع نشرات إعلامية إلى الحلفاء. تتضمن هذه النشرات حقائق وأرقام ومواد رقمية ليستخدم على كافة القنوات الإعلامية. كما أطلقنا الموقع الإلكتروني للتحالف الدولي. وكل ذلك ساعد الحكومات في تسليط الضوء على أكاذيب داعش وكشف فشله.
وما دعم تلك الجهود هو كون خلية الاتصالات الاستراتيجية دولية بطبيعتها. حيث انضم إلينا موظفون من حكومات كندا وألمانيا وهولندا والبحرين والولايات المتحدة، ونحن بصدد استقبال موظفين من أستراليا وإيطاليا وفرنسا للانضمام إلينا. كما تلقينا مساهمات مالية من كافة أعضاء التحالف.
وإلى جانب جهودنا الرامية لتغيير الخطاب العام، عملنا مع حكومات من أنحاء منطقة الشرق الأوسط لتأسيس عدد من المشاريع المحلية التي تتصدى لخطاب داعش. كما نتعاون تعاونا وثيقا مع شركات مواقع التواصل الاجتماعي لعرقلة الحملات الدعائية التي ينظمها داعش عبر الإنترنت. فعلى سبيل المثال، شهدنا انخفاضا بلغ 58% في متوسط عدد الحسابات الموالية لداعش على موقع تويتر. وبات عدد متابعي حساباتهم الآن يبلغ خُمس ما كان عليه في 2014. كما إن الحملات الدعائية التي ينظمها داعش باتت تتضاءل من حيث كميتها وجودتها، بينما المواد المناهضة لداعش في نمو مستمر. وبات من الواضح أن داعش فقد هيمنته على ساحة الاتصالات الاستراتيجية.
كما أطلقنا قنوات اتصالات تابعة للحكومة البريطانية. فعلى سبيل المثال، حساب @UKagainstDaesh على تويتر لديه حاليا ما يربو على 18,000 من أتباعه الناشطين والمتنفذين.
بينما يواصل داعش خسارة أراضٍ كانت تحت سيطرته في العراق وسورية وليبيا، ويخسر مصادر تمويله، ويخسر قادته ومقاتليه، فإنه سوف يعمد إلى تغيير استراتيجيته وخطابه. وبالتالي علينا أن نظل سريعي البديهة وأن نواصل تقويض جهوده. لكننا كنا واضحين دائما في تأكيد أن هزيمة داعش تستغرق وقتا طويلا وتتطلب صبرا كبيرا – ولدى المملكة المتحدة المهارات والخبرات لقيادة هذه الجهود الدولية.