عند تعييني قبل شهر كسفير بريطانيا لدى ليبيا ، وعدتُ بأن أسافر لأقابل الليبيين من كل أنحاء البلاد. فقط عبر العيش في ليبيا، كما أفعل، و بمقابلة الناس من كل أنحاء البلاد، يمكن للدبلوماسي أن يتفهم ليبيا بشكل حقيقي و أن يتفهم التحديات التي علينا مواجهتها معا.
لقد أوفيتُ بوعدي خلال الأسابيع القليلة الماضية. فأنا الآن أعملُ و أقيم في طرابلس و زرتُ كلاً من بنغازي و طبرق. لقد انبهرت بجمال المدينة القديمة بطرابلس، التي تواجه الخطر نتيجة الإهمال. كما شاهدتُ الدمار الكبير الذي طال الصابري جرّاء القتال الذي شهدته بنغازي. لقدت رأيتُ بعيني التحديات الكبيرة التي تواجهونها في حياتكم اليومية.
لكن الهدف من السفر إلى مناطق ليبيا لا يهدف فقط للمشاهدة بل كذلك للاستماع. لقد قابلتُ قادة ليبيا، و استمعتُ كذلك لأساتذة و مهندسين و أطباء و للكبار و الصغار. لقد التقيتُ بنساء ليبيات قويات و موهوبات يعملن بجد لتحسين الحياة في مناطقهن. لقد أثار حماسنا حديث رجال الأعمال الشباب، الذين تمثل حيويتهم و إبداعاتهم أساساً للنمو الاقتصادي.
بالرغم من انقسام قادة ليبيا، إلاّ أنّ الرسالة التي وصلتني من الليبيين العاديين كانت هي ذاتها في كل المناطق: لقد سئـموا. سئموا من انقطاع الكهرباء و نقص الوقود. سئموا من أزمة السيولة و انعدام الأمن و سئموا من العنف و الانقسامات التي تتسبب في معاناتهم.
الوضع الحالي غير مقبول، و على جميع الليبيين العمل معاً لتحقيق التقدم.
هناك أقلية صغيرة ترى بأن تنقلاتي في أنحاء البلاد تشكل انتهاك لسيادة ليبيا. هذا مفهوم خاطئ. فعندما أزور بلدات و مدن ليبيا، أفعلُ ذلك بسبب استلامي لدعوات و لأن السلطات الليبية المختصة تدعم قيامي بتلك الزيارات. هذه طبيعة عمل الدبلوماسيين في كل أنحاء العالم، بما فيهم دبلوماسيي ليبيا في المملكة المتحدة، و نحن نحتاج للسفر و الاستماع إلى الناس في كل مناطق البلاد لمعرفة مصالحنا المشتركة.
ليبيا الآن هي مكان إقامتي، و في الأشهر القادمة، أتمنى زيارة مصراتة و الزنتان و سرت و سبها و غيرها من المدن في أنحاء بلادكم الجميلة. سوف استمر في الاستماع و في العمل مع كل الليبيين الملتزمين بوضع حد للمعاناة و تحقيق التقدم.