في أول كلمة كبيرة يلقيها كوزير للخارجية، وجه ديفيد لامي اليوم (17 سبتمبر) انتباه السياسة الخارجية إلى أزمة المناخ، مؤكدا على أن تغير المناخ يمثل محور الجانب الجيوسياسي. وقد يشدد على أن أزمة المناخ والطبيعة تمثل التحدي الحاسم في عصرنا – لكنه أشار إلى الفرص الاقتصادية التي لا مثيل لها والتي يوفرها الانتقال في مجال الطاقة.
كذلك أعرب وزير الخارجية عن التزامه بتحويل التحالف العالمي للطاقة النظيفة – وهو تحالف جديد يتعهد بتسريع الانتقال للطاقة النظيفة على مستوى العالم – إلى حقيقة واقعة، والعمل في شراكة مع الدول المتقدمة والنامية لجعل النشر السريع للطاقة المتجددة أولوية عالمية.
قال وزير الخارجية، ديفيد لامي، في كلمته:
“لقد حددت حكومتنا هدفاً تاريخياً – بأن تكون أول اقتصاد كبير يوفر طاقة نظيفة بحلول عام 2030. وسوف نستغل هذا الطموح لتشكيل تحالف ملتزم بتسريع عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة. واليوم نعلن تشكيل هذا التحالف الجديد. وبينما تمضي بعض الدول قدماً في هذا الانتقال، تتخلف دول أخرى عن الركب. نحن بحاجة إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، تماما مثلما تفعل حكومتنا هنا في بلدنا.”
سوف يركز هذا التحالف الجديد على دفع الاستثمار والتمويل العالميَيْن لسد فجوة الطاقة النظيفة من خلال مساعدة المزيد من البلدان على تخطي الاعتماد على الوقود الأحفوري والانتقال إلى أنظمة الطاقة التي تعتمد على الطاقة المتجددة. وسيعمل على تسريع عمليات توريد المعادن الأساسية وضخ الزخم في توسيع شبكات الطاقة وتخزينها. حيث سيساعد هذا على زيادة الابتكار في مجال الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم – وتبادل المعرفة والتكنولوجيا لجعل الطاقة الخالية من انبعاثات الكربون حقيقة واقعة في كل مكان.
أيضا أكد وزير الخارجية مجددا على مهمة الحكومة البريطانية ككل من أجل تحقيق النمو والطاقة النظيفة، والتي بدأت بتحركات سريعة من جانب رئيس الوزراء لرفع الحظر القائم على بناء مولدات طاقة الرياح على البر في إنجلترا، وإنهاء تراخيص النفط والغاز الجديدة مع ضمان انتقال عادل في بحر الشمال، وفتح شركة Great British Energy أمام حشد الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة.
كما قال وزير الخارجية، ديفيد لامي:
“أزمة المناخ هذه ليست مجالاً سياسياً منفصلاً عن غيرها من المجالات الجيوسياسية والصراع وانعدام الأمن. قد لا يبدو التهديد الذي تشكله أزمة المناخ ملحاً بقدر التهديد الذي يشكله إرهابي أو مستبد إمبريالي. لكنه يعتبر أكثر جوهرية. إنه تهديد عام وملحوظ ويتسارع نحونا. واليوم أتعهد أمامكم أنه طالما أنا في منصبي وزيراً للخارجية، سيكون العمل بشأن أزمة المناخ والطبيعة محورياً في كل ما تفعله وزارة الخارجية. هذا أمر بالغ الأهمية بالنظر إلى حجم التهديد، ولكنه أيضاً بالغ الأهمية بالنظر إلى حجم الفرص التي يتيحها.”
أشار وزير الخارجية إلى التزامه بتشكيل فريق حكومي موحد يستعين بالثقل الدبلوماسي والتنموي لوزارة الخارجية والتنمية للدفع نحو تعهدات طموحة بشأن التمويل المناخي وخفض الانبعاثات في مؤتمر الدول الأطراف كوب 29.
وهذا الثقل الدبلوماسي سوف يعززه تعيين ممثليْن خاصيْن جديديْن بريطانييْن لشؤون تغير المناخ والطبيعة، يقدمان تقاريرهما إلى وزير الخارجية، إلى جانب وزير الطاقة إد ميليباند ووزير البيئة والغذاء والشؤون الريفية ستيف ريد على التوالي، وسيساعدان في تحفيز التواصل البريطاني مع الشركاء في جميع أنحاء العالم. وهذا بدوره سيؤدي إلى إقامة شراكات حقيقية تتعلق بتغير المناخ، وسيمثل حملة دبلوماسية لزيادة الطموح العالمي الذي يركز على الطاقة النظيفة والتمويل المناخي، والتكيف مع المناخ والقدرة على الصمود في مواجهته، والتنوع البيولوجي.
كما أوضح وزير الخارجية أهمية وضع التمويل المناخي في صميم العمل الحكومي، باتباع نهج واقعي تقدمي في التعامل مع أزمة المناخ. وحدد السيد لامي أهمية وضع المجتمعات المحلية قي صميم عملية صنع القرار، والدفع من أجل اتباع نهج حديث للتنمية، والإقرار بأنه لا يوجد طريق لتحقيق التنمية دون زيادة القدرة على الصمود في مواجهة المناخ وتحسين توفير الطاقة النظيفة.
يمكن مشاهدة كلمة وزير الخارجية، ديفيد لامي، التي ألقاها في حدائق كيو في لندن، على لينكد إن