أدوات التتويج، التي تُحفظ في برج لندن، عبار عن عدد من المواد المقدسة التي تجسد خدمة ومسؤوليات العاهل. ولها دور محوري في مراسم التتويج منذ مئات السنين، وسوف تُستخدم، وفق التقاليد، في كنيسة ويستمنسر آبي بمراسم تتويج الملكة تشارلز الثالث.
الزيت المقدس، الذي سوف يُستخدم في مراسم تتويج الملك وقرينته الملكة، جرى تقديسه في مراسم خاصة أقيمت في كنيسة القيامة في القدس في شهر مارس، وسوف يوضع في قارورة مصنوعة من الذهب على شكل نسر فاردٍ جناحيه، ويُسكب الزيت من فوّهة في منقاره.
ملعقة التتويج المصنوعة من الفضة المطلية بالذهب هي أقدم شيء مستخدم في مراسم التتويج، حيث كانت أول مرة استخدمت فيها في سنة 1349. وفي 1649، بيعت الملعقة إلى وصيف الملك تشارلز الأول، والذي أعادها لتُستخدم في مراسم تتويج الملك تشارلز الثاني في 1661، وحينها أضيفت للملعقة لآلئ صغيرة تزين مقبضها.
المهماز صُنع في سنة 1661 للملك تشارلز الثاني، لكن استخدام المهماز في مراسم التتويج يعود إلى عهد الملك ريتشارد الأول، قلب الأسد، وذلك في حفل تتويجه في سنة 1189. هذا المهماز المصنوع من الذهب والجلد والمخمل يرمز للفروسية، وأُدخل تعديل عليه في سنة 1820 للملك جورج الرابع.
إسورة المعصمين مصنوعة من الذهب، ومُطعّمة بالمينا، ومبطنة بالمخمل. ويُعتقد بأنها ترمز تاريخيا إلى الفروسية والقيادة العسكرية. كان يشار إليها في مراسم تتويج سابقة بعبارة “أسورة الأمانة والحكمة”. يعود تاريخها إلى سنة 1661، واستخدمت في مراسم التتويج منذ تتويج الملك تشارلز الثاني وحتى الملك جورج السادس في 1937.
الكرة الذهبية تمثل سلطة العاهل وترمز للعالم المسيحي. صُنعت في القرن السابع عشر، وهي مؤلفة من ثلاثة أقسام يفصلها عن بعضها شريط من المجوهرات، وهذه الأقسام تشير إلى القارات الثلاث التي كانت معروفة في العصور الوسطى.
الخاتم الملكي مرصع بالزفير (الياقوت الأزرق)، وصليب من الياقوت الأحمر وسط دائرة من الألماس، وهو يرمز للجاه الملكي. صُنع لتتويج الملك ويليام الرابع في 1831، وقد استخدمه كل عاهل في مراسم التتويج، ابتداء بالملك إدوارد السابع وكل من تبعه.
الخاتم الذي سترتديه القرينة الملكة مصنوع من الذهب وتتوسطه ياقوتة حمراء. صُنع الخاتم لمناسبة تتويج الملك ويليام الرابع والملكة أدليد في 1831، وارتدته بعد ذلك ثلاث قرينات ملكات أخريات: الملكة أليكساندرا، والملكة ماري، والملكة إليزابيث الملكة الأم.
هذان الصولجانان مصنوعان من الفضة المطلية بالذهب، ويعود تاريخهما إلى 1660 و1695. لهما دلالة احتفالية على السلطة، ويُحملان أمام العاهل في فعاليات رسمية، مثل افتتاح البرلمان، وسوف يُستخدمان في مراسم التتويج. صولجان العاهل يعلوه صليب، وهو يمثل سلطته الدنيوية ويقترن بالحوكمة الرشيدة. الصولجان عبارة عن عصا من الذهب يعلوها هيكل على شكل قلب يحتوي ماسة كولينان 1. صُنع هذا الصولجان للملك تشارلز الثاني، وأضيفت الماسة إليه في سنة 1901. أما الصولجان الذي تعلوه حمامة، والذي يُعرف عادة باسم ’صولجان المساواة والرحمة‘، فهو يمثل الدور الروحي للعاهل. الحمامة فاردة جناحيها وهي تمثل الروح القدس.
سوف يُستخدم تاج سانت إدوارد في تتويج جلالة الملك في ويستمنسر آبي يوم 6 مايو تبعا للتقاليد. هذا التاج صُنع للملك تشارلز الثاني في 1661. التاج تعلوه كرة ذهبية وصليب، ويرمزان للعالم المسيحي، وهو مصنوع من إطار من الذهب الخالص مُرصّع بالياقوت الأحمر، والجمشت، والزفير، والعقيق، والتوباز، والتورمالين. التاج تعلوه قلنسوة من المخمل وله طوق من فرو القاقم. تاج سانت إدوارد ارتدته الملكة إليزابيث الثانية في مراسم تتويجها سنة 1953.
القرينة الملكة اختارت تاج الملكة ماري لارتدائه في مراسم التتويج. وستكون هذه أول مرة في التاريخ الحديث يُستخدم فيها تاج موجود أصلا لتتويج قرينة ملكة.
التاج الإمبراطوري هو التاج الذي يرتديه العاهل بدل تاج سانت إدوارد في نهاية مراسم التتويج. كما يُستخدم هذا التاج في المناسبات الاحتفالية، مثل افتتاح البرلمان. مصطلح ’التاج الإمبراطوري‘ يعود إلى القرن الخامس عشر، حين اختار الملوك آنذاك تصميم تاج مُغلق بالأقواس للدلالة على أن إنجلترا لم تخضع أبداً لأي قوة دنيوية أخرى. صُنع هذا التاج لمناسبة تتويج الملك جورج السادس في 1937.
النص والصور من موقع https://www.royal.uk/coronation-regalia