ألقى وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، كلمة في مانشن هاوس ركز فيها على الصين وسياسة المملكة المتحدة تجاهها. حيث قال بأن إيجاز تلك السياسة بعبارة واحدة، أو وصف الصين بكلمة واحدة باعتبارها “تهديد” أو “شريك” أو “خصم”، مستحيل وغير عملي وغير حكيم.
استهل وزير الخارجية كلمته بالإقرار بمدى عمق وتعقيد تاريخ وحضارة الصين، وبالتالي سياساتنا تجاهها.
وقال بأن التخلي عن الحوار مع الصين يعني التخلي عن معالجة أكبر مشاكل الإنسانية، وتجاهل حقائق جلية مهمة لأجل سلامتنا وازدهارنا.
وقد أشار وزير الخارجية إلى أن أكبر مستودع للبيانات الصحية في العالم يوجد في الصين، وبأن لديها أكبر مصدر للمكونات الداخلة في المواد الصيدلانية في العالم، وهي في نفس الوقت أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية في العالم كله.
وقال وزير الخارجية: “نعلم بالفعل أثر تكلفة تعامل الصين مع جائحة كوفيد على العالم كله. بالتالي لا شك في أن القرارات التي تتخذها بكين سوف تؤثر على حياتنا.”
وأضاف السيد كليفرلي قائلا بأن ربما يكون إعلان شكل ما من الحرب الباردة، والقول بأن هدفنا هو عزل الصين، أمر واضح وسهل، بل وربما يبعث على الرضى – لكنه خطأ. ذلك لأن فيه إخلال بمصلحتنا الوطنية وإساءة فهم متعمدة للعالم الحديث.
وشدد على أن الحكومة البريطانية سوف تسعى وراء المصالح البريطانية مباشرة مع الصين، إلى جانب حلفائنا، بينما ستدافع في نفس الوقت عن أمننا القومي وعن قيمنا. وأشار إلى قدرتنا الجماعية على التواصل البنّاء مع الصين، ليس كغاية بحد ذاته، بل لإدارة الأخطار وتحقيق نتائج إيجابية.
واستدرك قائلا بأن رغم إمكانية نجاح التواصل، فالواقع أن بلدا مثل المملكة المتحدة، المتفاني لأجل الحرية والديمقراطية، سيكون في حيرة دائما ما بين مصالحنا الوطنية في التعامل مع الصين، واشمئزازنا من الانتهاكات التي ترتكبها بكين.
ومضى وزير الخارجية يقول بأن “الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تتحمل مسؤولية احترام ميثاق الأمم المتحدة. وكعضو في الإعلان المشترك، وافقت الصين على الحفاظ على الحرية في هونغ كونغ. وكطرف في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية مناهضة التعذيب، والكثير من الأدوات الأخرى في القانون الدولي، قبلت الصين بعدد من الالتزامات. وفي حالت حنثت بها، سيكون لنا الحق بقول ذلك، ولنا الحق بالتصرف – ولسوف نفعل ذلك حتما.”
وقال وزير الخارجية بأن السياسة البريطانية تجاه الصين تقوم على ثلاثة محاور.
المحور الأول هو تعزيز دفاعات أمننا القومي كلما شكّلت أفعال بكين تهديدا لشعبنا وازدهارنا. حيث “لن نسكت عن التدخل في نظامنا السياسي، أو سرقة التكنولوجيا منا، أو التسبب في تخريب صناعاتنا. وسوف نفعل المزيد لحماية حريتنا وبحوثنا الأكاديمية”.
وبالإشارة إلى القمع الذي تمارسه الصين في شينجيانغ، شدد وزير الخارجية على دفاعنا عن حقوق الإنسان للجميع بأن يعامَلوا بكرامة، وعدم تعرضهم للتعذيب أو العبودية أو الاعتقال القسري. وأشار إلى أن المملكة المتحدة لن تسمح بالتغاضي عما يحدث في شينجيانغ لمجرد أنه يحدث على الجانب الآخر من العالم.
المحور الثاني هو توطيد وتعزيز التنسيق مع أصدقائنا وشركائنا في أنحاء العالم بهدف تقوية الأمن الجماعي والروابط التجارية، والحفاظ على القانون الدولي. حيث أشار وزير الخارجية إلى التوسع العسكري للصين في منطقة المحيط الهندي-الهادئ الذي هو الأكبر في العالم خلال أربع سنوات فقط، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن سبب استثمارات الصين العسكرية الهائلة.
وهنا تطرق وزير الخارجية إلى تايوان التي تعتبر بلدا ديمقراطيا، ورابطا أساسيا في سلاسل الإمداد العالمية، حيث قال بأن موقف المملكة المتحدة ثابت بكونها تريد أن تشهد تسوية سلمية للاختلافات عبر المضيق.
المحور الثالث هو التواصل مباشرة مع الصين، على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لتأسيس والحفاظ على علاقات صريحة وبناءة ومستقرة تعكس أهمية الصين في العالم. وقال وزير الخارجية بأن لدينا اهتمام في الاستفادة من الاستثمارات الصينية، “لكننا لا نريد أن تطال ذراع الحزب الشيوعي الصيني عَصَب بلدنا.
النص الكامل لكلمة وزير الخارجية في مانشن هاوس (باللغة الإنجليزية)