24 February 2023 لندن، المملكة المتحدة
نقف متحدين مع أوكرانيا
مقال بقلم رؤساء بعثات كندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وأوكرانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في الرياض
الحرب الروسية العدوانية ضد أوكرانيا هي اعتداء على المبادئ الدولية الأساسية
قبل عام، هاجمت قوة روسية غاشمة أوكرانيا وهي جارة مستقلة وذات سيادة. يمثل هجوم روسيا الوحشي على أوكرانيا وشعبها هجوماً صارخاً وانتهاكاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الرئيسية التي تضمن السيادة ووحدة الأراضي لجميع الدول الأعضاء. هذه المبادئ هي حجر الأساس للنظام الدولي القائم على القواعد والذي يعتمد عليه سلامنا وأمننا الجماعي.
العالم يرفض حرباً اختارها الرئيس بوتين
من خلال المدافعين الأبطال والمدنيين الصامدين، حشد موقف أوكرانيا الشجاع العالم ضد القوة الروسية الغاشمة، وصوتت الغالبية العظمى من أعضاء الأمم المتحدة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، مراراً وتكراراً لإدانة العدوان الروسي غير القانوني. وفي شهر أكتوبر، وقف 143 عضواً من أعضاء الأمم المتحدة إلى جانب الحرية والسيادة ووحدة الأراضي. وهذا الرفض الجماعي للمحاولات الروسية لتفكيك دولة أخرى ذات سيادة وعضوية في الأمم المتحدة أرسل إشارةً لا لبس فيها إلى الكرملين وإلى بقية العالم.
سارع الحلفاء والشركاء إلى تقديم المساعدات المنقذة للحياة لأوكرانيا واللاجئين الأوكرانيين. وقد ساهم ما يقرب من 50 بلداً بتقديم المساعدات الأمنية والدعم الاقتصادي ودعم الطاقة، فضلاً عن المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة أوكرانيا. ونرحب بتعهد المملكة العربية السعودية الأخير بتقديم 400 مليون دولار، وتعهدها السابق بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الأوكرانيين. وأيضاً نشيد بقيادة المملكة في التوسط في تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في الخريف الماضي، والذي أدى إلى إطلاق سراح المئات من أسرى الحرب.
هجمات روسيا الهمجية تسبب معاناة عالمية
استهدفت هجمات روسيا الوحشية عمداً وباستمرار المدنيين الأوكرانيين والبنية التحتية المدنية. وفي الأشهر الأخيرة سعت روسيا إلى استخدام الشتاء كسلاح، عبر شن هجمات متعمدة تستهدف منشآت وشبكات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب في حرمان المدنيين الأبرياء من التدفئة والكهرباء خلال فصل الشتاء القارس، وأدى إلى موت رجال ونساء وأطفال وكبار السن الأوكرانيين بسبب البرد.
إن الخسائر البشرية المروعة الناجمة عن العدوان الروسي تمتد إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا، حيث تسببت الحرب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة والوقود والطاقة، ما عرّض 70 مليون شخص حول العالم لخطر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وهذا له آثار وتداعيات على الاستقرار الإقليمي. ويثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية استياءً شعبياً في بعض بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولا سيما القرن الأفريقي، الذي يعاني أيضاً من الجفاف. وفي مواجهة هذه الأزمة العالمية، عملت المملكة العربية السعودية مع مانحين آخرين لإنقاذ الأرواح، وإطعام ودعم الكثيرين من خلال مساعدتها السخية. ومع ذلك، طالما يستمر الرئيس بوتين في حربه الوحشية التي اختارها في أوكرانيا، فسوف تستمر معاناة الملايين حول العالم.
الرهانات الكبيرة من أجل السلام والأمن المشترك
هذا الصراع لا يتعلق فقط بالأمن في أوروبا، لأن كل دولة لها مصالح حيوية في الدفاع عن المبادئ والقيم المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والتي تحمي الحدود والسيادة والشعوب.
وهناك أدلة كثيرة على أن الطائرات المسيّرة الإيرانية قد استخدمت لمهاجمة البنية التحتية المدنية والمدن في أوكرانيا. نحن ندين بشدة أي نقل للطائرات المسيّرة الإيرانية إلى روسيا واستخدامها في حرب روسيا ضد أوكرانيا، تماماً كما أعربنا عن إدانتنا للهجمات بالطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية ضد المملكة.
إن التعاون العسكري بين إيران وروسيا في أوكرانيا يجعل هذا الصراع أقرب إلى الخليج ويهدد استقرارنا المشترك.
سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا لحماية شعبها وأراضيها من الحرب العدوانية غير المشروعة وغير المبررة التي تشنها روسيا. كما سنقف مع المملكة العربية السعودية لحماية شعب المملكة وأراضيها من وكلاء إيران وهجماتهم.
دعوة لنقف متحدين مع أوكرانيا
بعد مرور عام على حرب روسيا غير المشروعة وغير المبررة، وبينما يقاتل الأوكرانيون الشجعان من أجل البقاء واستقلال بلدهم، سنواصل الوقوف متحدين مع أوكرانيا مهما طال الأمر. وفي الواقع، من الضروري تشكيل جبهة موحدة لحرمان روسيا من تقويض السلام والأمن والازدهار في أوكرانيا ومختلف أنحاء العالم. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل انتهاكات المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة. إن روسيا هي العقبة الوحيدة أمام السلام في أوكرانيا ويجب أن تنسحب القوات والمعدات العسكرية الروسية دون قيد أو شرط من كامل أراضي أوكرانيا، ويجب أن تتوقف الأعمال العدائية حتى يكون هناك سلام عادل وشامل. ندعو الرئيس بوتين إلى إنهاء هذه الحرب اليوم دون مزيد من المعاناة الإنسانية. نحن نقف الآن مع أوكرانيا كما وقفنا مع المملكة العربية السعودية والكويت وشركائنا الخليجيين الآخرين ضد الغزو الجائر في التسعينيات.