وافق زعماء مجموعة السبع اليوم (الأحد) على خطط تُحدث تحوّلا في تمويل مشاريع البنية التحتية في البلدان النامية، في نطاق جملة من الإجراءات المقترحة في القمة لمعالجة أزمة المناخ وحماية الطبيعة.
حيث ستجمع خطة ’النهوض بشكل أفضل للعالم‘ دول مجموعة السبع تحت رئاسة المملكة المتحدة لتطوير عرض لتمويل عالي الجودة للبنية التحتية الحيوية، من سكك الحديد في أفريقيا إلى مزارع الرياح في آسيا.
تهدف المقاربة الجديدة إلى منح البلدان النامية إمكانية الحصول على تمويل أكثر وأفضل وأسرع، وفي الوقت ذاته تسريع عجلة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المستدامة. وسوف تطور الحكومة هذه المقاربة مع الدول الأخرى قبل قمة العمل المناخي 26 في نوفمبر/تشرين الثاني.
كما أعلن رئيس الوزراء، في قمة مجموعة السبع المنعقدة في كورنوول على ساحل المحيط، إطلاق صندوق الكوكب الأزرق البريطاني. هذا الصندوق الذي تبلغ قيمته 500 مليون جنيه إسترليني سوف يدعم دولاً من بينها غانا وإندونيسيا ودول جزر المحيط الهادئ لمعالجة مسألة الصيد غير المستدام، وحماية واستعادة النظم البيئية الساحلية مثل غابات المانغروف والشعاب المرجانية، وخفض نسبة التلوث البحري.
وسوف تصادق مجموعة الدول السبع على ’تعاهد لأجل الطبيعة‘ في اجتماع بعد ظهر اليوم، وهي وثيقة يتعهدون فيها بوقف تدهور التنوع البيولوجي واستعادة ما فُقد بحلول عام 2030 – بما في ذلك دعم الهدف العالمي للحفاظ على، أو حماية، ما لا يقل عن 30 في المئة من الأرض و30 في المئة من محيطات العالم بحلول نهاية العقد.
قال رئيس الوزراء، بوريس جونسون:
’’حماية كوكبنا هي أهم ما يمكننا عمله كزعماء لشعوبنا. حيث توجد علاقة مباشرة بين خفض الانبعاثات، وترميم الطبيعة، وتوفير فرص العمل، وضمان النمو الاقتصادي على المدى الطويل. ونحن، كدول ديموقراطية، تقع على عاتقنا مساعدة البلدان النامية في حصاد فوائد النمو النظيف عن طريق نظام يتسم بالعدل والشفافية. وأمام مجموعة السبع فرصة غير مسبوقة للدفع تجاه ثورة صناعية خضراء، تنطوي على إمكانية إحداث تحول في طريقة حياتنا.‘‘
من المتوقع أن تلتزم دول مجموعة السبع بخفض انبعاثاتها الكربونية إلى النصف تقريبا بحلول سنة 2030 مقارنة بما كانت عليه في 2010. والمملكة المتحدة ماضية إلى ما هو أبعد من ذلك بالفعل، حيث تعهدت بخفض الانبعاثات بنسبة 68% بحلول سنة 2030 مقارنة بمستوياتها في 1990 (هذا انخفاض بنسبة 58% مقارنة بمستويات 2010).
وسوف يحدد زعماء مجموعة السبع العمل الذي سوف يتخذونه لخفض الانبعاثات الكربونية، بما في ذلك تدابير مثل إنهاء استخدام الفحم في توليد الطاقة دون الاستعانة بتكنولوجيا خفض انبعاثات الكربون، وسوف يتوقفون تقريبا عن تقديم كافة الدعم الحكومي لإنتاج الطاقة بالوقود الأحفوري في الخارج، وسيعملون تجاه منع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل.
سير ديفيد أتنبرا، الخبير البيئي البريطاني الشهير والذي تم تعيينه كذلك ’نصير الناس في قمة العمل المناخي 26‘، سوف يخاطب زعماء دول مجموعة السبع والضيوف المشاركين من أستراليا والهند وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا في جلسة حول المناخ والطبيعة اليوم، ويحثهم على العمل، باعتبارهم الدول الاقتصادية الرائدة في العالم، لتأمين مستقبل كوكبنا.
قال سير ديفيد أتنبرا، الخبير البيئي ونصير الناس في قمة العمل المناخي 26:
’’العالم الطبيعي اليوم أصبح ضعيفا إلى حد كبير. هذا لا يمكننا إنكاره. ومناخنا يزداد احترارا بسرعة. وهذا لا شك فيه بتاتا. ومجتمعاتنا وأممنا غير متساوية، وهذا للأسف واضح جليا للعيان. لكن السؤال الذي يجبرنا العلم على طرحه تحديدا في 2021 هو ما إن كنا على وشك زعزعة استقرار كوكبنا بأكمله بسبب هذه الحقائق المترابطة؟ إن كان الأمر كذلك، فالقرارات التي نتخذها خلال العقد الحالي – وخصوصا القرارات التي تتخذها أكثر الدول تقدما من الناحية الاقتصادية – هي الأكثر أهمية في تاريخ الإنسانية.‘‘
بالإضافة إلى اتخاذ دول مجموعة السبع لإجراءات في بلدانها، سوف يلتزم زعماؤها بزيادة مساهماتهم في التمويل المناخي في العالم لتحقيق هدف جمع 100 مليار دولار سنويا، والذي من شأنه مساعدة البلدان النامية في التعامل مع آثار تغير المناخ، ودعم النمو الأخضر المستدام.
هذه هي أول قمة لمجموعة السبع يتعهد الزعماء فيها بخفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول سنة 2050 على أقصى حد، إلى جانب وضع أهداف لخفض الانبعاثات في العقد الحالي. وقمة الزعماء هي خطوة كبيرة على الطريق إلى قمة العمل المناخي 26 التي سوف تستضيفها المملكة المتحدة في غلاسغو في شهر نوفمبر/تشرين الثاني.