اتفق زعماد دول مجموعة السبع في اجتماع اليوم (السبت) على “إعلان خليج كاربيس”، وهو بيان تاريخي يحدد سلسلة من الالتزامات الملموسة للحيلولة دون أي تكرار للدمار البشري والاقتصادي الذي نجم عن فيروس كورونا.
وقد انضم إلى الزعماء أثناء مناقشة أمور الصحة العالمية في خليج كاربيس في كورنوول اليوم نظراؤهم من كوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأستراليا والهند، والأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك قادة آخرون من المنظمات الدولية – إدراكاً من الجميع بضرورة معالجة عالمية حقا لجذور جائحة فيروس كورونا.
واستمع الحضور إلى شرح من سير باتريك فالانس وميليندا فرينش غيتس حول الجهود التي تبذلها “شراكة التأهب للجوائح” – وهي مجموعة من الخبراء الدوليين الذين تم اختيارهم من قطاع الصناعات الدوائية والحكومات والمؤسسات العلمية، والتي أسستها المملكة المتحدة في وقت سابق من السنة الحالية – لتقديم المشورة لمجموعة الدول السبع حول كيفية منع انتشار الجوائح واكتشافها والتعامل معها في المستقبل.
سوف تنشر شراكة التأهب للجوائح اليوم تقريراً مستقلاً بعنوان “مهمة 100 يوم للاستجابة للتهديدات الوبائية المستقبلية”. يتضمن التقرير توصيات عملية قابلة للتنفيذ حول كيفية استجابة الحكومات وغيرها بسرعة لأي انتشار للجوائح مستقبلا. حيث تعدّ الأيام المئة الأولى التي تلي اكتشاف تهديد وبائي عاملاً حاسماً في تغيير مساره، أو بالأحرى منع تحوله إلى جائحة عالمية.
إعلان خليج كاربيس يتضمن توصيات هذا التقرير، إلى جانب تحديد الخطوات الأخرى التي ستتخذها دول مجموعة السبع لمنع تفشي أي جائحة أخرى في المستقبل. وتشمل هذه الخطوات اختصار الوقت المستغرق في تطوير وترخيص اختبارات التشخيص والعلاجات واللقاحات لأي مرض في المستقبل إلى أقل من 100 يوم، والالتزام بتعزيز شبكات المراقبة العالمية ورفع مستوى القدرة على تحديد تسلسل الجينوم البشري، ودعم عملية إصلاح وتقوية منظمة الصحة العالمية.
إن 75% من الأمراض البشرية الجديدة مصدرها الحيوانات، وهذه الأمراض آخذة في الظهور بوتيرة سرعة بشكل متزايد. وتعتبر السيطرة على الأمراض التي منشأها حيواني عاملاً أساسياً في خطة رئيس الوزراء المكونة من 5 نقاط للوقاية من الجوائح المستقبلية، والتي أعلن عنها في الأمم المتحدة السنة الماضية – وهي أول خطة يبلورها أحد قادة مجموعة الدول السبع بشأن الاستعداد لمواجهة الجوائح. ومن أجل وقف انتقال الأمراض الحيوانية الجديدة إلى البشر، ستنشئ المملكة المتحدة “مركز ابتكار وتصنيع اللقاحات الحيوانية” في معهد بيربرايت بمنطقة سَري في المملكة المتحدة.
سيعتمد هذا المركز على الخبرة العالمية الرائدة لمعهد بيربرايت Pirbright لتسريع عملية إعطاء لقاحات لمكافحة أمراض الماشية. فهذه الأمراض تشكل خطراً على الناس إذا تحوّرت وأصبحت قابلة للانتقال إلى البشر، ويمكن أن تدمر القطاع الزراعي في المملكة المتحدة وفي أنحاء العالم. وسيعمل المركز على إجراء تقييم سريع للتقنيات الجديدة الواعدة في هذا المجال، ويطور ويختبر لقاحات جديدة للأمراض الناشئة.
لقد تولت المملكة المتحدة ريادة مكافحة كوفيد-19 من خلال دعمنا لتطوير لقاح أكسفورد-أسترازينيكا، علماً بأن لديها تاريخاً طويلاً من الريادة في أبحاث اللقاحات. فقد تم القضاء على الجدري والطاعون البقري – ليكونا بذلك أول وباءيْن في التاريخ يتم القضاء عليهما بالكامل – باستخدام لقاحات طورها علماء بريطانيون.
وساهمت المملكة المتحدة بمبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني لهذا المركز الذي سيجعل منها رائدةً عالميةً في مجال سريع التطور، وهو اكتشاف لقاحات جديدة لأمراض الماشية. وستقدم مؤسسة بيل وميليندا غيتس 14.5 مليون جنيه إسترليني مساهمةً للمركز، للبناء على لاستثماراتها الحالية بمعهد بيربرايت بمجال لقاحات الماشية والأمراض الحيوانية المنشأ.
وقد تحقق هذا كله بعد إعلان رئيس الوزراء الشهر الماضي أن المملكة المتحدة أطلقت خططها بشأن تأسيس “رادار للجوائح” عالمي لتحديد المتحوّرات الناشئة لفيروس كورونا، وتتبّع الأمراض الجديدة التي تنشأ في جميع أنحاء العالم. وطلب رئيس الوزراء اليوم دعم مجموعة السبع لرادار عالمي لمنع الجوائح، والذي سيحمي برامج اللقاحات المحلية من المتحورات الجديدة المقاومة للقاحات من خلال التعرّف عليها مبكراً، وقبل أن تتمكن من الانتشار.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون:
’’في السنة الماضية، طور العالم عددا من اللقاحات الفعالة المضادة لفيروس كورونا، وتم ترخيصها وتصنيعها بوتيرة سريعة، ويجري حاليا تطعيم الناس الذين يحتاجون لهذه اللقاحات. لكن القضاء على فيروس كورونا والتعافي منه تماماً يحتاج منا منع انتشار جائحة مثل هذه مرة أخرى على الإطلاق. هذا يعني تعلم الدروس من الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، والتصرف بشكل مختلف في المرة القادمة. وإني فخور بأن الديمقراطيات الرائدة في العالم تجتمع للمرة الأولى اليوم لضمان أننا لن نفاجأ أبداً مرة أخرى.‘‘