في مقابلة مع صحيفة التلغراف، تحدث نِك داير، وهو أول مبعوث خاص بريطاني لمنع المجاعة وللشؤون الإنسانية، عن الوضع الإنساني السيئ في جنوب السودان واليمن وشمال شرق نيجيريا، ودعا المانحين ودول أخرى إلى التحرك الآن بتقديم المساعدات.
يُذكر أن التحذيرات بشأن احتمال حدوث مجاعة متزايدة منذ بداية الجائحة – حيث الآثار الاقتصادية للإغلاق بسبب كوفيد أدت إلى تفاقم النقص الحالي في المواد الغذائية.
وفي شهر ديسمبر، قدمت الأمم المتحدة تمويلا بلغ 75 مليون جنيه استرليني للبلدان الأكثر عرضة لخطر المجاعة. وأشار السيد داير إلى أن أجزاء من جنوب السودان تواجه بالفعل حالة مجاعة.
“هذا ليس مجرد رأي نظري، بل هو ما بدأ يظهر أمامنا بالفعل”، كما قال. وأشار إلى أن حدوث مجاعات ليس أمرا “حتميا”. حيث قال بأن “منع حدوث مجاعة هو خيار بأيدينا – وبمقدورنا تماما منع حدوثها، وهذا وضع ليس من المفترض أن نشهده في القرن الحادي والعشرين”.
إعلان حدوث مجاعة يتطلب استيفاء بعض الظروف: حيث تكون عائلة من كل خمس عائلات في منطقة ما تعاني نقصا حادا في الغذاء، ويعاني 30 بالمئة من الأطفال من حالة سوء تغذية شديدة، ويتوفى اثنان من كل 10,000 شخص يوميا بسبب الجوع أن سوء التغذية والمرض.
كانت المجاعة السابقة قد حدثت في الصومال سنة 2011، حيث بلغ تقدير عدد الوفيات نحو 200,000. “الدرس الكبير الذي تعلمناه من تلك المجاعة هو ضرورة التحرك مبكرا”، كما قال السيد داير. “ففي حال الانتظار إلى حين إعلان حدوث مجاعة، يكون الوقت متأخرا جدا لتقديم المساعدة. في الصومال، توفي 200,000 شخص قبل إعلان حدوث المجاعة. ثم بعد إعلان ذلك، بدأ تدفق الأموال واستطاع الناس السيطرة عليها”.
وقال السيد داير بأن هناك حاجة عاجلة إلى مزيد من الأموال، حيث بدأ برنامج الأغذية العالمي في تقليل الحصص الغذائية في عدد من البلدان. ودعا دولا ومانحين آخرين إلى التدخل.
كذلك في اليمن، أمكن تجنب حدوث مجاعة في سنة 2017 بعد ساهمت دول من الشرق الأوسط، مثل الإمارات العربية المتحدة، بملياريّ دولار لدعم النظام المصرفي في اليمن. “لقد قدموا مساهمات كبيرة للحيلولة دون حدوث مجاعة في اليمن. ونريد منهم القيام بعمل مماثل هذه المرة أيضا”، كما قال السيد داير.
وأشار السيد داير إلى أن التحويلات النقدية للمحتاجين للمساعدة تعتبر عادة أفضل سبيل لتجنب وقوع أزمة. “حسب خبرتنا، تقديم دعم نقدي هو عادة أفضل استجابة مالية. حيث نعطي الناس المال بأيديهم ونتركم يقررون كيفية استخدامه”، كما قال.
وأضاف بأن النقود ليست كل شيء – حيث من الضروري ضمان سماح الأطراف المتحاربة بوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها.