أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون يوم الاثنين 11 يناير أن المملكة المتحدة ستلتزم بتقديم ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات مساهمةً منها في الحلول الخاصة بمعالجة تغير المناخ لأجل حماية الطبيعة واستعادة التنوع الأحيائي.
سيتم رصد هذا التمويل من التزام المملكة المتحدة الحالي بالتمويل الدولي لمشاريع المناخ والبالغ 11.6 مليار جنيه إسترليني، ما سوف يحدث تحوّلاً ملحوظاً في حماية التنوع الأحيائي الذي تزخر به اليابسة والبحار، والانتقال إلى إنتاج وتوريد الغذاء بطريقة مستدامة، وتوفير سبل العيش لفقراء العالم.
البرامج التي يدعمها هذا التمويل تشمل صندوق الكوكب الأزرق المعني بالحفاظ على البيئة البحرية؛ ومشاريع لحماية الغابات والتصدي للاتجار غير المشروع بالأخشاب وقطع أشجار الغابات؛ ومبادرات الحفاظ على الموائل الطبيعية مثل غابات المانغروف التي تحمي المجتمعات من تبعات تغير المناخ.
جاء إعلان رئيس الوزراء عن هذا التمويل الجديد أثناء قمة كوكب واحد الافتراضية التي عقدت على مستوى القادة بدعوة من فرنسا. وألقى رئيس الوزراء كلمة في الجلسة الخاصة بتمويل التنوع الأحيائي سعيا لدعوة الآخرين إلى رفع مستوى طموحاتهم بشأن تمويل مشاريع الطبيعة، ولحشد القطاعين العام والخاص لتمويل حلول مستدامة لمعالجة تغير المناخ.
قال رئيس الوزراء بوريس جونسون:
“لن نحقق أهدافنا بشأن تغير المناخ أو التنمية المستدامة أو منع الأوبئة إذا عجزنا عن العناية بالعالم الطبيعي الذي يوفر لنا الغذاء الذي نأكل، والمياه التي نشرب، والهواء الذي نتنفس.
“والمملكة المتحدة رائدة بالفعل في هذا المجال، حيث تلتزم بحماية 30 بالمئة من أراضينا ومحيطاتنا بحلول نهاية العقد، وتتعهد اليوم بتقديم ما لا يقل عن 3 مليارات جنيه إسترليني لدعم الطبيعة والتنوع الأحيائي.
“علينا أن نعمل معاً كمجتمع عالمي للدفع باتجاه الاستثمار والتغيير الطموح الذي نحتاجه لحماية كوكبنا المشترك وما فيه من حياة رائعة غنية ومتنوعة.”
يشهد التنوع الأحيائي انحسارا بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. فقد طرأ انخفاض بنسبة 68 بالمئة في أعداد الثدييات والطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات على مدى العقود الأربعة الأخيرة، كما اختفى 1.3 مليون كيلومتر مربع من الغابات بين عامي 1990 و2016، أي ما يعادل مساحة 800 ملعب كرة قدم في كل ساعة.
وهناك ارتباط وثيق بين معالجة تغير المناخ وحماية الطبيعة – فارتفاع درجات حرارة الكوْن والتلوث يضران بالنظم البيئية الطبيعية، بينما يساهم ازدهار الحياة في الغابات والمحيطات في التخفيف بشكل كبير من آثار تغير المناخ. كذلك تتسبّب الزراعة وانحسار رقعة الغابات واستخدام الأراضي بنسبة 23 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، لكن يمكن للنظم البيئية البرية والساحلية لكوكبنا أن توفر ما يصل إلى ثلث عوامل تخفيف آثار تغير المناخ اللازمة لتحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاق باريس.