26 September 2018 الشرق الأوسط
تطبيقات الكترونية بدعم بريطاني تحذّر ملايين السوريين قبل الغارات الجوية
تبذل المملكة المتحدة جهودا حثيثة للتخفيف من الكارثة الإنسانية في سوريا، كان أخرها إطلاق خدمة الإنذار المبكر عبر تطبيقات الكترونية لإنقاذ الأرواح في المناطق التي تتعرض لقصف جوي.
ووفق خبر، نشره مركز الإعلام والتواصل الأقليمي التابع للحكومة البريطانية في الشرق الأوسط، تشكّل سوريا إحدى الأولويات الرئيسية للمملكة المتحدة، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 المنعقدة حاليا في نيويورك، عبر حراك دولي يهدف للتخفيف من المعاناة الإنسانية المستمرة في ظل غياب حل سياسي وفق اتفاق جنيف.
وقد شملت المساعدات البريطانية ملايين السوريين داخل وخارج سوريا كان أخرها خدمة الإنذار المبكّر التي خفّضت الإصابات بنسبة 27% في المناطق التي تتعرّض لقصف كثيف. وتوفّر بريطانيا هذا الدعم عبر مؤسسة “هالا سيستمز” التي تقوم بإطلاق تحذيرات مبكّرة عن الغارات الجوية المرتقبة بواسطة رسائل عبر واتسآب ووسائل التواصل الاجتماعي. وتستطيع هذه التقنية، التي حذّرت بالفعل أكثر من مليوني شخص، اكتشاف الطائرات باستخدام أجهزة الاستشعار عن بعد لترسل الإنذارات المبكرة إلى المدنيين من خلال صافرات الإنذار بغارات جوية وإشعارات التنبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال وزير الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية أليستر بيرت إن هذه المبادرة، التي تمولها المساعدات البريطانية، يمكن لها أن توفر للمواطنين السوريين دقائق ثمينة يصلون خلالها إلى بر الأمان قبل بدء الغارات الجوية، وقد أسفرت فعلا عن انخفاض بنسبة 27٪ في عدد الإصابات في المناطق التي تتعرّض لقصف كثيف.
ووصف إدوين سموأل، المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط، هذه المبادرة بأنها “عمل مذهل ودليل على توظيف بريطانيا للتكنولوجيا في خدمة الإنسانية، ويسعدنا أنه تم تطبيق ذلك في سوريا، وبفضل الدعم البريطاني استطعنا أن نقلّل من عدد الإصابات بنسبة كبيرة.”
ودعا إدوين سموأل ضامني اتفاق أستانا إلى ضمان احترام وقف إطلاق النار في إدلب، وقال “يجب أن تتعاون جميع الأطراف مع الأمم المتحدة من أجل ضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للمدنيين في إدلب.”
إلا أن المتحدث الحكومي البريطاني أكد أن تقديم المال والمساعدات لا يكفي، وأوضح “نحن بحاجة إلى تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء النزاع وضمان الحماية لجميع السوريين، ولذلك تبقى عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف السورية هي المنصة لإنهاء الصراع في سوريا، وبالتالي يحظى مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا بدعمنا الكامل.”
يشار إلى أن المملكة المتحدة هي ثاني أكبر مانح للمساعدات الإنسانية استجابةً للأزمة داخل سورية منذ اندلاع الأزمة فيها، وقد رصدت لها أكثر من 3 مليارات دولار منذ عام 2012، وهي أكبر استجابة من نوعها على الإطلاق من المملكة المتحدة لأزمة إنسانية واحدة.
وفي 17 أغسطس الماضي أعلنت بريطانيا عن 13 مليون دولار إضافية في حالات الطوارئ والدعم الطبي لإدلب، وتشمل هذه المساعدات دعم أربعة مراكز صحية واثنين من الفرق الطبية المتنقلة في المنطقة لمعالجة أكثر الناس حاجة للمساعدة.
وقد قدمت بريطانيا 27 مليون حزمة غذائية شهريا، و10 ملايين حزمة إغاثة، و10 ملايين تطعيم للتحصين ضد أمراض فتاكة، و12 مليون استشارة طبية للمحتاجين داخل سوريا.