تحثّ رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي شركات الإنترنت، في اجتماع دولي اليوم، تسريع عملية وقف انتشار المحتوى الإرهابي على الإنترنت، بما في ذلك تطوير تكنولوجيا جديدة لمنع هذا المحتوى من الظهور على شبكة الإنترنت.
وتشارك رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني، باستضافة اجتماع دولي على هامش الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك لمناقشة الجهود العالمية لمنع الإرهابيين من استخدام الإنترنت.
وتحضر اللقاء أكبر شركات التكنولوجيا في العالم منها فيسبوك، مايكروسوفت، وتويتر، الذين وافقوا في يونيو/حزيران الماضي على إنشاء منتدى إنترنت عالمي جديد لمكافحة الإرهاب، كما تؤدي شركة غوغل أيضا دورا بارزا في الاجتماع.
وفي تقرير نشره مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، ستحث رئيسة الوزراء ماي قادة العالم الآخرين على الانضمام إلى المعركة ضد التطرف عبر الإنترنت، وفي تصريح لها قبل الاجتماع قالت: “نحن بحاجة إلى تحول جوهري في حجم وطبيعة ردنا – سواء من الشركات أو الحكومات – إذا أردنا أن نواكب الطبيعة المتطورة لاستخدام الإرهابيين للإنترنت، وأدعو الآخرين للانضمام إلى المملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا في تعهدهم بدعم هذا الموقف”.
وأضافت “هذه مشكلة عالمية تتجاوز المصالح الوطنية. ويجب على الحكومات أن تعمل وتدعم جهود الشركات والمجتمع المدني إذا أردنا تحقيق تقدم حقيقي ومستمر ومنع انتشار التطرف والاستخدام الإرهابي للإنترنت، ولكي ننجح، يجب أن نتحد في تصميمنا على مكافحة الاستغلال الإرهابي للإنترنت “.
ومن أبرز النقاط التي ستثيرها ماي في مداخلتها في الاجتماع “الترحيب بالتقدم الذي أحرزته أكبر شركات الإنترنت نحو وقف انتشار المحتوى الإرهابي، ولكنها ستقول إن شركات الإنترنت لا تزال قادرة على بذل المزيد من الجهد لوقف انتشار المحتوى الإرهابي من قبل مجموعات مثل داعش التي توفر معلومات عن كيفية صنع قنابل أو مهاجمة الناس والمركبات”.
كما أن ماي ستقول على وجه الخصوص إنها تريد من هذه الشركات “تطوير حلول تكنولوجية جديدة تقوم أصلا بمنع تحميل ووضع هذا المحتوى على الانترنت.”
كما ستشير رئيسة الوزراء أن المحتوى الذي ينشره داعش يبقى متاحا على شبكة الإنترنت لفترة طويلة جدا بعد نشره.
وتضيف: “تدرك الجماعات الإرهابية أن الروابط التي تنشرها يجري إزالتها بسرعة أكبر، وهي لذلك تولي اهتماما أكبر لنشر المحتوى بسرعة ليبقى مطولا قبل حذفه. يجب على شركات التكنولوجيا أن تسرع عملية الكشف عن المحتوى الإرهابي وإزالته عبر الإنترنت، وتطوير الحلول التكنولوجية التي تحول دون تحميله في المقام الأول.”
ويأتي اجتماع اليوم بعد ضغوط من رئيسة الوزراء البريطانية للعمل من أجل اتخاذ إجراءات حول المحتوى الإرهابي أثارتها في قمة مجموعة السبع في ايطاليا في وقت سابق من هذا العام. وفي أعقاب الهجمات الجبانة على لندن ومانشستر والمدن العالمية الأخرى، وافقت شركات الإنترنت على إنشاء منتدى الإنترنت العالمي لمكافحة الإرهاب في يونيو/حزيران.
تجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة في طليعة المعركة ضد المحتوى الإرهابي على الانترنت، وقامت بإزالة أكثر من 300 ألف مادة من المحتوى الإرهابي منذ عام 2010.