قال غاريث بايلي، ممثل بريطانيا الخاص لسوريا، إن أكثر من 13 مليون سوري بحاجة دائمة لمساعدات إنسانية إلى حين تحقيق الاستقرار والحل السياسي في سوريا الذي يفضي إلى حكومة ممثلة لكل السوريين، ولذلك تبقى مساعدة السوريين لتجاوز محنتهم من أولويات المملكة المتحدة في الشرق الأوسط.
وأوضح بايلي، في تصريحات له على هامش الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، أن المملكة المتحدة في طليعة الدول التي تقدم مساعدات إنسانية لسوريا، فقدت تعهدت المملكة بمساعدات إنسانية قيمتها 2.46 مليار جنيه إسترليني لسوريا والمنطقة منذ 2012، وهي أكبر مساهمة إنسانية قدمتها المملكة المتحدة لأزمة واحدة، كما خصصت 2 مليار جنيه إسترليني للشركاء الذين يقومون بتوفير الخدمات.
وأضاف “تقدم المملكة المتحدة دعمًا واسع النطاق للمناطق المحاصرة والأشخاص المعرضين للخطر، من خلال صندوق قيمته 768 مليون جنيه إسترليني، وتدعم المملكة المتحدة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لتقديم الاحتياجات الأساسية للمدنيين المعرضين للخطر في المناطق المحاصرة. ولقد مولت وزارة التنمية الدولية البريطانية حتى الآن للعام 2017/2018، 14 وكالة إنسانية لتنفيذ مشروعات في سوريا.”
ولم تقتصر المساعدات البريطانية على السوريين اللاجئين فحسب، وإنما تقدم المملكة المتحدة تمويلاً لدعم التعليم داخل سوريا وعلى الصعيد الإقليمي – كما يقول بايلي، من ضمنها المساعدات للمجتمعات المضيفة للاجئين السوريين مثل لبنان والأردن، مضيفا “خلال عام 2015/2016 وحده، وفرت المملكة فرص التعليم النظامي وغير النظامي لأكثر من نصف مليون طفل سوري داخل سوريا وفي المنطقة، كما تدعم أكثر من 7 آلاف معلم عبر نحو 800 مدرسة لتعليم أكثر من 275 ألف طفل، وسمح الدعم الذي تقدمه بريطانيا للمدارس والمعلمين بأن يلتحق أكثر من 292 ألف طفل بالتعليم النظامي في 2015/2016، كما تدعم بريطانيا عمل المتطوعين في الدفاع المدني السوري، الذين يُعرفون بالخوذ البيضاء، الذين أنقذوا آلاف الأرواح في سوريا منذ سنة 2013.”
وعن المستقبل السياسي لسوريا، قال بايلي “السوريون وحدهم يحددون مستقبلهم السياسي، ونحن نعرف جيدا أن سبب معاناتهم اليوم ومنذ سنوات طويلة هي سياسة الأسد التي اعتمدت العنف بديلا للحل السياسي والحوار، ولذلك المستقبل المزدهر لسوريا لابد أن يتخلى عن كل من لحق الأذى والضرر بالشعب السوري.”