أعلنت وزيرة التنمية الدولية، بريتي باتل، أن بريطانيا سوف ترسل اليوم مساعدات منقذة للأرواح لأهالي الموصل لمساعدتهم في إعادة بناء بيوتهم ومدينتهم وحياتهم، مشددة على التزام المملكة المتحدة بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي في جهوده لإعادة الإعمار واستعادة حياته الطبيعية.
وقالت باتل في تقرير وزّعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي: ” الوضع الإنساني في الموصل خطير للغاية، وذلك يعود إلى حد كبير إلى أفعال داعش. هذا الدعم المقدم من بريطانيا يعني الفرق بين الحياة والموت للمواطنين الذين عانوا في ظل داعش، وسوف يتيح لهم إعادة بناء حياتهم في مدينتهم، كما سيدعم جهود الحكومة العراقية في إعادة بناء عراق مستقر وينعم بالأمن والاستقرار.”
وأضافت باتل: ” تحرير الموصل نصر كبير للشعب العراقي الذي أبدى شجاعة هائلة، وخطى خطوة كبيرة لأجل تحقيق الأمن العالمي. المملكة المتحدة كانت ولازالت في طليعة جهود دعم الاستجابة الإنسانية في الموصل وسوف نواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي في مهمته الشاقة لإعادة الإعمار وتحقيق المصالحة بين العراقيين”.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إدوين سموأل: ” تحرير الموصل لحظة حاسمة في جهود العراقيين لاسترجاع بلدهم من قبضة مجموعة إجرامية. ولكن تحقيق السلام سوف يحتاج إلى جهود تنموية كبيرة بريطانيا مستعدة للمساهمة فيها عبر تقديم المساعدات الإنسانية ودعم إعادة الإعمار.”
وتتمثل المساعدات التي سوف ترسلها بريطانيا إلى أهالي الموصل، في مستلزمات ضروية تشمل الماء ولوازم الطهي والصابون والخيام والمواد الغذائية والتطعيمات ضد الأمراض المميتة.
كما ستقدم المملكة المتحدة مزيدا من الدعم لبرنامج تحقيق الاستقرار بقيادة الأمم المتحدة، والذي ساعد بالفعل 200 ألف من العراقيين في العودة إلى الموصل، ومن شأن ذلك أن يساعد النازحين على معاودة الاندماج ضمن مجتمعاتهم لدى عودتهم إلى ديارهم. ويضاف هذا إلى ما تقوم به بريطانيا للمساعدة في إعادة تشغيل محطات المياه وشبكات الكهرباء والعيادات الطبية والمدارس.
وتأتي المساعدات البريطانية بعد إعلان تحرير الموصل في أعقاب ثلاث سنوات من القتال الوحشي والقمع الذي مارسه داعش، بما في ذلك إعدام المدنيين وعمليات الاختطاف والزواج بالإكراه.
يذكر أن بريطانيا ومنذ عام 2014 قد ساعدت في قيادة جهود الاستجابة الإنسانية للأزمة في العراق – وقدمت حتى الآن 209.5 مليون جنيه استرليني. وقد ساهمت هذه المساعدات في توفير المياه النظيفة والمواد الغذائية والأدوية وغيرها من المساعدات المنقذة للأرواح لأكثر الناس حاجة للمساعدة، بمن فيهم الأقليات والنساء والفتيات.
وشملت المساعدات التي قدمتها بريطانيا حتى الآن، مستلزمات للمأوى ومواد منزلية استفاد منها 74 ألف شخص ورعاية صحية لأكثر من 115 ألف شخص، بما في ذلك مستشفى لعلاج الإصابات ومعالجة ضحايا داعش، وتوفير المياه النظيفة لأكثر من 150ألف شخص ولوازم النظافة الشخصية لأكثر من 100 ألف شخص في المخيمات بالإضافة إلى تحويلات مالية طارئة لأكثر من 46 ألف من النازحين الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة.
ومن بين المساعدات المخصصة للجهود الإنسانية، سوف تقدم المملكة المتحدة 10 ملايين جنيه استرليني إلى الصندوق الدولي الجماعي للمساعدات الإنسانية لتوفير مساعدات منقذة للأرواح، بما فيها الأدوية والمأوى ولوازم النظافة الشخصية في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وكذلك للمساعدة في ضمان سلامة النساء والأطفال المعرضين للخطر.