This blog post was published under the 2015 to 2024 Conservative government

Avatar photo

Alastair McPhail

British Consul General to Jerusalem

22 November 2016 Jerusalem, Israel

الحفاظ على تقليد فلسطيني اصيل

يعتبر موسم قطف الزيتون من التجارب الممتعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي هذا الموسم تستيقظ العائلات باكراً في الصباح لتبدأ رحلتها لأراضيها في الجبال والحقول المختلفة لقطف الزيتون الأخضر أو الأسود، وتعمل هذه العائلات لساعاتٍ طويلةٍ تحت أشعة الشمس الحارقة؛ وعند الاستراحة يتناولون الطعام الفلسطيني التقليدي ويشربون الشاي الحلو المغلي على نار الحطب، ثم يكملون عملهم. وعند عودتهم للمنزل، يستمتعون بالراحة والبسكويت ومن ثم يأخذون ما تم قطفه من الزيتون ليتم عصره في المعاصر. لقد صمد هذا التقليد الفلسطيني منذ عقود مع كل ما يرمز معه إلى الهوية الوطنية الفلسطينية.

ولكن للأسف، تزداد صعوبة الحفاظ على هذا التقليد أكثر فأكثر، وخاصةً في تلك الواقعة في مناطق “ج” في الضفة الغربية. ويعتبر بناء جدار الفصل والتوسع الاستيطاني عاملاً أساسياً في ازدياد فصل التجمعات الفلسطينية عن أراضيهم أكثر فأكثر، ففي عام 2014 قدّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن ما نسبته 30% من أشجار الزيتون تقع خلف الأسوار الأمنية الإسرائيلية في مناطق “ج”. وعلاوةً على ذلك فإن اعتداءات المستوطنين والقيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل والنقص الحاد في موارد المياه زادت من معاناة الفلسطينيين بشكل كبير.

الجدار الفاصل على أراضي خاصة في كفر صور، قضاء طولكرم

تشكّل أشجار الزيتون أهميةٍ كبيرةٍ للاقتصاد الفلسطيني، فنصف الأراضي الزراعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مزروعة بأكثر من ثماني مليون شجرة زيتون والتي بدورها تولد أكثر من 30% من الدخل الزراعي للفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك تعتمد أكثر من 100 ألف عائلة فلسطينية على قطف الزيتون السنوي كدخلٍ أساسي للمعيشة، وبالتالي فإن عدم مقدرة بعض الفلسطينيين من قطف أشجار الزيتون الخاص بهم يشكل خسارةً للاقتصاد الفلسطيني تقدر ما بين 30 و 45 مليون دولاراً أمريكياً سنوياً.

لهذا السبب قررت القنصلية البريطانية العامة في القدس وللسنة الثالثة على التوالي دعم التجمعات الفلسطينية المتأثرة من المستوطنات الاسرائيلية واعتداءات المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون. وقامت هذه المبادرة ومن خلال شراكةٍ بين هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية والقنصلية العامة بتزويد هذه التجمعات بمعدات قطفٍ للزيتون بمبلغ 20000 جنيه استرليني تشمل سلالم وشراشف لجمع الزيتون وأمشاط لقطف الزيتون بالإضافة إلى مناشير ومقصات للشجر لدعم أكثر من 300 عائلة فلسطينية في 36 تجمع في الضفة الغربية.

وكجزءٍ من هذه الحملة، انضم موظفو القنصلية البريطانية العامة وممثلو هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية وبعض المتطوعين لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون ولتوفير حضورٍ داعم لهم في تجمعات فلسطينية تقع في جميع أنحاء الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية، من تل الرميدة في الخليل إلى اليانون في نابلس إلى عانين في جنين. هذا وإنني وبشكلٍ شخصي، أفتخر بانضمامي لمساعدة .هؤلاء الفلسطينيين خلال هذه الأوقات العصيبة

جزء من فريقنا يقطف الزيتون في اليانون، قضاء نابلس (في منطقة ج)، وبؤرة استيطانية اسرائيلية غير شرعية في الخلفية

وخلال زيارتي للعديد من التجمعات الفلسطينية المختلفة في الشهر الماضي، أصبت بالصدمة من تأثير اعتداءات المستوطنين على قرية اليانون مثلاً وكنت مستاءاً عند رؤية حجم الأراضي التي خسرها الفلسطينيون بقرية عانين بسبب بناء جدار الفصل العنصري على اراضيها، وفي تل الرميدة أيضاً أخبرنا السكان عن حجم الصعوبات والمعاناة التي يواجهونها في منطقة H2 في الخليل.

إن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون نتيجة الاحتلال الاسرائيلي حقيقية ومؤثرة، وبالرغم من ذلك وبعد التحدث إلى الفلسطينيين في تلك التجمعات، شعرت بالإلهام من مدى صمودهم ومقاومتهم للعديد من الأعباء والتحديات اليومية هنا. وآمل أن تكون هذه المبادرة مفيدةً للمزارعين الفلسطينيين، وبالرغم من هذا فإنني مدركٌ تماماً أن العديد من الأشياء بحاجةٍ للتحسين لصالح الفلسطينيين، ولن يتم هذا إلى من خلال تأسيس دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلة على حدود عام 1967. وفي نفس الوقت، ستستمر المملكة المتحدة البريطانية بإدانة إنشاء المستوطنات واعتداءات المستوطنين، والأهم من هذا سنستمر في دعم الفلسطينيين في مساعيهم لإقامة دولةٍ فلسطينية – دولة يستطيع كل الفلسطينيين فيها التمتع بثمار عملهم، والاحتفال بعاداتهم وتقاليدهم وخلق مستقبلاً أفضل لهم ولأطفالهم.

5
قطف الزيتون مع مزارعين فلسطينيين في قرية عانين، قضاء جنين

في هذا الالبوم في صفحتنا على الفيسبوك، ستجدون المزيد من الصور من حملة قطاف الزيتون للقنصلية البريطانية العامة في القدس

حول Alastair McPhail

Dr Alastair McPhail CMG OBE was appointed Her Majesty’s British Consul General to Jerusalem in January 2014. Dr McPhail has worked in the Foreign and Commonwealth Office for 19 years.…

Dr Alastair McPhail CMG OBE was appointed Her Majesty’s British
Consul General to Jerusalem in January 2014. Dr McPhail has worked in
the Foreign and Commonwealth Office for 19 years. He was HM Ambassador
to South Sudan from independence on 9 July 2011 until his departure in
March 2013. Prior to becoming Ambassador to South Sudan he was HM Consul
General in Juba from March 2011 until South Sudan became independent
and the Consulate General was upgraded to a sovereign Embassy.
From 1996-2000 he worked on the northern Iraqi Kurdish peace process.
He worked on Sudan from 2000-2005, first as Head of the Egypt, Libya
and Sudan Section in the Foreign and Commonwealth Office, then as Head
of the Sudan Unit – the UK’s international team charged with supporting
the Sudan peace process – and finally as the UK Special Representative
for Sudan. Dr McPhail attended every round of the negotiations on the
Comprehensive Peace Agreement from the first session at Machakos to the
final session at Naivasha. After that he took up overseas roles such as
Minister and Deputy Head of Mission in the British Embassy in Rome,
Italy and as the UK Special Envoy to Mali during a hostage crisis.