23 March 2015 Jerusalem, Israel
المرأة الفلسطينية: تبني الدولة والمجتمع
مع بداية هذا الشهر، شارك الفلسطينيون العالم بالاحتفال في يوم المرأه العالمي. وبالفعل فهناك الكثير يدعوا للتفاؤول والاحتفال بهذا اليوم هنا. فهناك أعداد كبيرة من النساء الفلسطينيات الرياديات واللواتي يعمل في مجالات الأعمال، والسياسة، ويسهمن بشكل كبير في بناء المجتمع بالرغم من كل الظروف الصعبة المفروضة من قبل الإحتلال.
ومن أجل مشاركة النساء الفلسطينيات في يومهم هذا، اجتمعت مع عدد من النساء الفلسطينيات الرياديات في مجال الأعمال، واللذين شاركن معي عدد من قصص النجاح الرائعة والمبهره. وبدوري أود مشاركتها والتأكيد على السياسة لبريطانية التي من شأنها أيضاً دعم المرأة الفلسطينية لإدراك قدراتها الاقتصادية.
في البداية، أود أن أسلط الضوء على منتدى سيدات الأعمال الفلسطينيات. فخلال الأسبوع الماضي التقيت بعدد من النساء القياديات، والرائدات من صاحبات الأعمال هناك. وواحدة من هولاء السيدات كانت، السيدة اخلاص صوالحة، والتي تشكل بذاتها قصة نجاح كبيرة. صوالحة، مديرة ومالكة لمشروع “صبا” للصابون والذي بدأ بعزيمة وهمه عالية. حيث عملت اخلاص أولاً على دراسة منافع زيت الزيتون وكيف يمكن استخدامه في تصنيع الصابون، واليوم تعمل على بناء مصنع متكامل في أريحا ضمن مواصفات الأيزو العالمية. أخلاص قصة امرأة تمكنت من تسجيل قصة نجاح رغم كل المعوقات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، ولا شك ان كل هذا النجاح يأتي بمساعدة ودعم مركز تطوير الأعمال التابع لمنتدى سيدات الأعمال.
قصتي الثانية تـأتي من نورا خليفة، هذه المرأة الشابة مالكة “دار نورا للتراث” والتي تشغل حوال 80 إمرأه أخرى وتعمل اليوم على دمج تصاميم عصرية مع التراث الفلسطيني والتطريز. نورا ، شابه مقدسية افتتحت محلها في مدينة رام الله بعد أن أدركت أن أغلب زبائنها لن يمكنهم الوصول للقدس، وفعلاً، فقد بات من المؤسف أن مثل هذه الأعمل تتجه لرام الله ولا تبقى في القدس. وكلي امل أن يوماً ما سيأتي وتتمكن نورا وغيرها من فتح متاجر واطلاق أعمال جديدة في القدس. وبرغم كل التحديات تطومح نورا اليوم للوصول لأسواق عالمية واطلاق خط جديد يشمل أثاث منزلي.
وقصتي الأخيرة تأتي من مدينة روابي، المدينة الأولى التي يتم بناءها ضمن مخطط تنظيمي هيكلي. ففي روابي التقيت بعدد كبير من المهندسات والمعماريات، وفي مجالات مختلفة أخرى. وهناك أيضاً تحدثت معهن حول التحديات التي يواجهن والتي كان أبرزها العمل في مجالات كانت مقتصرة على الرجال في وقتٍ سابق، ولكن حماسهن للعمل في مثل هذا المشروع طغى على كل التحديات.
وبعد استماعي لكل هذه القصص ومشاهدتي لهذا الحماس والإصرار، يمكنني وبكل فخر أن أقول أن الحكومة البريطانية فخورة أيضاً بدعمها للنساء الفلسطينيات الرائدات والمهنيات.
أولاً، ندعم الحكومة البريطانية النساء الفلسطينيات عبر برنامج المنح الدراسية تشيفنينغ Chevening ،فمنذ عشرين عاماً دعمت الحكومة البريطانية عدد كبير من النساء الفلسطينيات وساهمت في تمكينهن لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة. وكانت ضمن أولويات هذا البرنامج التركيز على تطوير القطاع الخاص. ونأمل ان يتوسع هذا البرنامج ليشمل عدد اكبر من النساء الفلسطينينات.
ثانياً، تدعم الحكومة البريطانية عبر وزارة التنمية الدولية DFID، والتي بدورها قدمت دعم كبير لمنشأت تجارية فلسطينية عبر برنامج تطوير السوق الفلسطيني. ومن ضمن المشاريع المستفيدة من هذا البرنامج كان مشروع “دار نورا للتراث”.
وأخيراً، ندعم مشاريع عدة، تدعم نساء فلسطينيات يعملن على تطوير مجتمعاتهن المحلية. وعلى سبيل المثال، في فصايل بمنطقة الأغوار قمنا بدعم شراء آلات لتصنيع أجبان ودعم نساء المشروع. وفي إذنا غربي الخليل، ساهمنا في دعم نساء للحصول على آلات خياطة من أجل دعمهن اقتصادياً.
وبعد كل هذه المشاهدات الغنية لي في يوم المرأة الخامس بعد المئة، أؤكد على اهمية أن نعمل معاً من أجل التكاتف ضد أي معوقات تواجه المرأة ، وآمل أن نحتفل بالمزيد من قصص النجاح في الأعوام القادمة.