This blog post was published under the 2010 to 2015 Conservative and Liberal Democrat coalition government

Avatar photo

Alastair McPhail

British Consul General to Jerusalem

18 June 2014 Jerusalem, Israel

حياة خالية من الخوف

ذكرتني زيارتي الأولى لمدينة الخليل بطفولتي في مدينة جلاسكو الاسكتلندية. حيث يملأ الغسيل المعلق الأزقة الضيقة، ويلعب الأطفال كرة القدم في الشوارع، ويتناقل الجيران الأحاديث مابين جدران الحدائق. في هذه المدينة تعتبر العائلة كل شئ، أما الخصوصية فهي أمر نادر.

لكن التشبيهات تنتهي عندما تدخل منطقة  (H1) التي استحقت لقبها كمدينة الأشباح. فعندما تعبر الحاجز من السوق المزدحم إلى شارع الشهداء، تشعر بأنك دخلتَ عالماً آخر. فسوق الفواكه الذي كان ينبض بالحياة بات ميتا، وأصبح اكثر من ١٨٠٠ محل تجاري مغلقا و ١٠٠٠ منزل مهجورا. لقد قسّمت الاغلاقات الإسرائيلية والمستوطنات الغير قانونية البلدة القديمة التي كانت يوما ما تعج بالناس وبالنشاط،  وجعلت حياة من تبقى هناك صعبة.

Market
المشي في السوق الذي كان ينبض بالحياة

احدى هذه العائلات تقودها السيدة هناء أبو هيكل من حي تل الرميدة. إنها امرأة شجاعة واستثنائية يذكرني صمودها بجدة اسكتلندية نموذجية. لكن تجربة السنين الماضية وضعت هذه الصفات تحت الاختبار. فوجود المستوطنين العنيفين وضع منزلها تحت الحصار؛ فهي لا تستطيع أن تجلس على شرفة منزلها خوفاً من رمي الحجارة عليها، وأصبحت أسيرة منزلها لا تستطيع ان تخرج منه الا تحت جناح الظلام. تحدثنا عن مخاوفها على سلامة عائلتها وشعورها بأن المستوطنين الإسرائيليين يتمتعون بالحصانة من القانون.

زُرت العديد من التجمعات الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية منذ وصولي كالقنصل العام إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل خمسة أشهر، ورأيتُ بنفسي آثار حالات هجمات المستوطنين المتزايدة. وبالرغم من أن هناك إدانة واسعة مرحب بها من قبل الساسة الإسرائيليين، إلا أنه لا يوجد هناك محاسبة لهؤلاء الذين يرتكبون أعمال العنف. وهذا ينشر الخوف لدى الناس ويدمر سبل كسب عيشهم ويشردهم من أراضيهم، مما يبعدنا عن فرصة إيجاد السلام وانهاء الصراع.

وكما قال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ عندما اطلق تقرير حقوق الإنسان: لدى المملكة المتحدة “التزام أخلاقي لمنع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”. ونحن ننفذ التزامنا من خلال دعمنا للمنظمات الغير الحكومية التي توفّر الدعم القانوني لضحايا عنف المستوطنين وتقديم المساعدة إلى المجتمعات التي تتعرض لهجمات المستوطنين في منطقة جنوب جبال الخليل. كما أننا نحث الحكومة الإسرائيلية على أن تفعل كل ما في وسعها لوضع المسؤولين عن هذه الجرائم البغيضة أمام العدالة.

يكمن هذا الالتزام المستمر في صميم رؤيتنا للدولة الفلسطينية المستقبلية، دولة مزدهرة ومستقلة، تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل. ولهذا سنواصل العمل من أجل العدالة واحترام حقوق الإنسان في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بالنسبة لي، ستكتمل هذه الرؤية عندما أعود إلى الخليل لألتقي بالسيدة أبو هيكل والالاف مثلها، يعيشون جميعاً حياة خالية من الخوف.

حول Alastair McPhail

Dr Alastair McPhail CMG OBE was appointed Her Majesty’s British Consul General to Jerusalem in January 2014. Dr McPhail has worked in the Foreign and Commonwealth Office for 19 years.…

Dr Alastair McPhail CMG OBE was appointed Her Majesty’s British
Consul General to Jerusalem in January 2014. Dr McPhail has worked in
the Foreign and Commonwealth Office for 19 years. He was HM Ambassador
to South Sudan from independence on 9 July 2011 until his departure in
March 2013. Prior to becoming Ambassador to South Sudan he was HM Consul
General in Juba from March 2011 until South Sudan became independent
and the Consulate General was upgraded to a sovereign Embassy.
From 1996-2000 he worked on the northern Iraqi Kurdish peace process.
He worked on Sudan from 2000-2005, first as Head of the Egypt, Libya
and Sudan Section in the Foreign and Commonwealth Office, then as Head
of the Sudan Unit – the UK’s international team charged with supporting
the Sudan peace process – and finally as the UK Special Representative
for Sudan. Dr McPhail attended every round of the negotiations on the
Comprehensive Peace Agreement from the first session at Machakos to the
final session at Naivasha. After that he took up overseas roles such as
Minister and Deputy Head of Mission in the British Embassy in Rome,
Italy and as the UK Special Envoy to Mali during a hostage crisis.