الإنتخابات في المملكة المتحدة.. الديمقراطية تقرر

تعطي الانتخابات في المملكة المتحدة المواطنين فرصة ليقرروا كيف تُدار بلدهم، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة هو العنصر الأكثر أهمية في بناء الديمقراطية في أي بلد. وتجري الانتخابات العامة في المملكة المتحدة مرة واحدة كل خمس سنوات، ما لم يصوت البرلمان على إجراء انتخابات مبكّرة كما هو الحال في الانتخابات العامة التي تجري في الثامن من يونيو (حزيران) 2017، وبالتالي هذه الانتخابات ليست استفتاءا جديدا يتعلق بالاتحاد بالأوروبي أو اسكتلندا.

وتجري الانتخابات في يوم واحد في كل من انكلترا، ويلز، اسكتلندا، وإيرلندا الشمالية. ويعيش عدد مماثل من الناخبين في كل منطقة محددة من البلاد باعتبارها واحدة من الدوائر الانتخابية الـ 650 في بريطانيا. كل شخص مؤهل يمكنه التصويت لمرشح واحد، والمرشح الذي يحصل على أغلبية الأصوات في منطقة ما يفوز بمقعد في مجلس العموم.

التصويت للأحزاب السياسية

يطلق المرشحون حملاتهم للحصول على الأصوات في دوائرهم الانتخابية، حيث يعلنون عن مجموعة من السياسات التي يقولون إنها سوف ترشدهم عند اتخاذ القرارات إذا تم انتخابهم. ينضم هؤلاء المرشحون إلى مرشحين آخرين يشتركون معهم في نفس الأفكار، كجزء من حزب سياسي. والتصويت لصالح حزب سياسي هو أيضا تصويت لصالح المبادئ التوجيهية لهذا الحزب.

الأحزاب السياسية الثلاثة الأكبر في بريطانيا هي حزب المحافظين، حزب العمال، والحزب الليبرالي الديمقراطي. كل حزب من هذه الأحزاب يدعم مرشحا في كل دائرة من الدوائر الانتخابية في جميع أنحاء البلاد. هناك العديد من الأحزاب السياسية الصغيرة جدا. ويطلق على المرشحين الذين لا ينتمون إلى حزب السياسي ” المستقلين”.

فرز الأصوات

تستمر حملات المرشحين والأحزاب حتى يوم الاقتراع، وفي هذا اليوم يكون القرار لكل مواطن لينتخب من يشاء، وكل شخص مقيم في دائرة ما له الحق بالإدلاء بصوته مرة واحدة لمرشح في دائرته الانتخابية المحلية، والمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات يصبح عضوا في مجلس العموم ممثلا لكل شخص في دائرته الانتخابية.

في ظل هذا النظام من انتخابات ممثلي الدوائر المحلية، كل مواطن يمكنه الإدلاء بصوت واحد، والمرشح الذي يحصل على معظم الأصوات يفوز، وهذا النظام يعرف بـ “الاغلبية البسيطة/النسبية.”

الجائزة الكبرى: الحكومة

وبينما يتنافس المرشحون مع بعضهم، تطارد الأحزاب السياسية الجائزة الكبرى وهي فرصة تشكيل الحكومة. الحكومة مسؤولة عن إدارة البلاد، والأحزاب السياسية تسعى للفوز في الإنتخابات العامة حتى يتمكنوا من وضع أفكارهم موضع التنفيذ. وإذا تمكن حزب ما من الفوز بأكثر من نصف المقاعد في مجلس العموم – أي 326 مقعدا – عندئذ يصبح زعيمه رئيسا للوزراء ويشكل الحكومة، وتصبح الأحزاب الأخرى معارضة. والحزب الذي يفوز بثاني أكبر عدد من المقاعد يصبح حزب المعارضة الرئيسي، ويصبح زعيمه زعيما للمعارضة.

وتحتاج الحكومة لتنفيذ وعودها الإنتخابية إلى موافقة أغلبية النواب في مجلس العموم. من خلال الفوز بأغلبية المقاعد في مجلس العموم يمكن للحزب السياسي أن يكون واثقا أنه سيحظى بدعم كاف لأفكاره وخططه خلال التصويت في البرلمان.

لا أغلبية مطلقة = برلمان معلّق

في انتخابات عام 2010 لم يحصل أي حزب على أكثر من نصف المقاعد في مجلس العموم، حيث حصل حزب المحافظين على 306 مقاعد وحزب العمال على 258 مقعدا والليبرالي الديمقراطي حلّ ثالثا بـ57 مقعدا. نتيجة الانتخابات تُعرف بـ “البرلمان المعلق” حيث لم يكن بمقدور أي حزب الحصول على أكثر من نصف المقاعد في البرلمان.

فماذا يحصل في حالة وجود برلمان معلق ؟ هناك احتمالان رئيسيان:

يمكن لحزبين أو أكثر الاتفاق معا على حكم البلاد؛
يمكن للحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد (لكن لم يحصل على أغلبية مطلقة) أن يحكم بأقلية من المقاعد في مجلس العموم (حكومة أقلية). وإذا لم يتمكن الحزب من الحصول على دعم كاف في تصويت مهم فإنه يجازف بهزيمة، مما قد يفرض إجراء انتخابات عامة.

في انتخابات عام 2010 وبعد أيام عديدة من المفاوضات اتفق زعيما حزب المحافظين والحزب الليبرالي الديمقراطي على أن حزبيهما سيعملان معا.

وعبر ضمّ الطرفين معا فإن الحزبين المؤتلفين يحظيان بأغلبية المقاعد في مجلس العموم وهو ما يكفي لتشكيل حكومة، وهذا يسمى حكومة ائتلافية.